أعلن مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن استعداده لدعم تثبيت الهدنة الحالية، بعدما أكد ضباط الارتباط الممثلون للأطراف في لجنة التنسيق العسكري، أمس الثلاثاء، موافقتهم على ذلك من خلال تجديد التزامهم بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه وتجميد الأنشطة العسكرية في الميدان.
وأوضح بيان لمكتب المبعوث الأممي أنّ لجنة التنسيق العسكرية عقدت اجتماعها الثالث، أمس الثلاثاء، في العاصمة الأردنية عمّان، بتيسير المستشار العسكري للمبعوث الخاص للأمم المتحدة العميد أنتوني هايوارد، فيما شدد غروندبرغ في كلمة ألقاها في بداية اجتماع اللجنة على أنّ "نجاح الهدنة يعتمد في النهاية على بناء الثقة بين الأطراف".
وقال إنّ "هناك فرصة لمواصلة تعزيز الالتزام بالهدنة خلال فترة العيد"، مرحّباً "بالتزام لجنة التنسيق العسكرية بالعمل من أجل خفض التصعيد بشكل فعّال".
واتفق الممثلون العسكريون للحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وقيادة القوات المشتركة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، خلال الاجتماع وفق البيان ذاته، على "اتخاذ خطوات لبناء المزيد من الثقة وتعزيز التزامهم بالهدنة بمناسبة عيد الأضحى".
واتفقت الأطراف أيضاً على العمل من خلال لجنة التنسيق العسكرية وغرفة التنسيق المشتركة، من أجل "تعزيز جهودها الرامية إلى بناء الثقة والمساعدة في إيجاد بيئة مؤاتية للحوار وتحسين الوضع للمدنيين اليمنيين".
من جانبه، أكد العميد هايوارد "مواصلة الجهود المشتركة للحد من القتال واستمرار اتخاذ تدابير ملموسة لتخفيف المعاناة في اليمن هو أمر بالغ الأهمية لعمل لجنة التنسيق العسكرية"، مضيفاً: "يسرني اغتنام الأطراف فرصة قدوم عيد الأضحى لتعزيز التزامهم بالهدنة".
وكان غروندبرغ قد أكد، في تغريدة على "تويتر"، أنّ "فتح الطرق هو أمر بالغ الأهمية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لليمنيين وبناء الثقة".
وفي 25 مايو/أيار الماضي، بدأت المحادثات في عمّان بين وفدي الحكومة والحوثيين، برعاية أممية، واستمرت أسبوعين، وانتهت بإعلان غروندبرغ مقترحاً منقحاً وافق عليه وفد الحكومة. إلا أن وفد الحوثيين طلب النقاش بشأن المقترح مع قياداته في صنعاء، التي عاد إليها برفقة غروندبرغ لإقناعها بمقترحه، لكنه غادر صامتاً بعد 24 ساعة من الزيارة.
وفتح الطرق في تعز من ضمن البنود الإنسانية في الهدنة الأممية المستمرة في اليمن، والتي أعلن عنها في 2 إبريل/ نيسان الماضي، لمدة شهرين، وتم تمديدها لشهرين إضافيين فور انتهائها. وتشمل الهدنة وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى السماح بدخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، وتدشين رحلتين تجاريتين أسبوعياً من مطار صنعاء، بالإضافة إلى فتح الطرق بمدينة تعز ومحافظات أخرى. وكل تلك البنود تم تنفيذها ما عدا الأخير.
وما زال التوجس العسكري هو السائد لدى الحوثيين إذ يعتقدون أن الطرق الرئيسة، التي من المفترض أن تفتح لإنهاء معاناة السكان، يمكن استخدامها عسكرياً، على الرغم من أن النقاش هو على فتح الطرق لاعتبارات إنسانية، إذ يضطر السكان للتنقل في طرق ملتوية للوصول إلى مدينة تعز لمدة أربع إلى خمس ساعات، بدلاً من 15 دقيقة على الأكثر، في الطريق الرئيس المقترح من قبل المبعوث الأممي ويرفضه الحوثيون.