عبّر ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، مساء اليوم الخميس، عن قلقه إزاء الصور التي جرى تداولها إثر اعتقال مراسل "العربي الجديد" في غزة، الزميل ضياء الكحلوت، وغيره من الرجال الفلسطينيين وإجبارهم على خلع ملابسهم ومعاملة قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم.
وجاء تصريح دوجاريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في سياق رده على سؤال لمراسلة "العربي الجديد" حول اعتقال الكحلوت واقتياده إلى جهة غير معلومة مع غيره من الرجال الفلسطينيين بعد خلع ملابسهم.
وقال ممثل الأمم المتحدة: "الصور التي رأيناها هذا الصباح مقلقة للغاية، لأنه لكل شخص الحق الأساسي في الكرامة الإنسانية. وهذه الصور والطريقة التي يتم بها معاملة الناس مقلقة للغاية".
وأضاف: "لقد أكدنا في السابق وسنستمر في التأكيد على المخاطر التي يتعرض لها الصحافيون في تغطية الصراع الدائر. لقد دفع الكثير من زملائكم حياتهم ثمناً في غزة".
ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضرورة "نشر المعلومات المتعلقة بمكان وجود الصحافيين وأسباب اعتقالهم في أسرع وقت ممكن".
وكان مراسل "العربي الجديد"، ضياء الكحلوت، من ضمن العشرات من المواطنين الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس من شارع السوق في بيت لاهيا، مع مجموعة من أشقائه وأقاربه. وتعمّد الاحتلال إجبار الغزّيين على خلع ثيابهم وتفتيشهم وإذلالهم عند اعتقالهم قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة، وفق ما رواه لنا الأهالي هناك. وانتشرت صور ومقاطع مصوّرة تُظهر اعتقال جنود لعشرات الغزّيين بأساليب إجرامية ومهينة.
كما انتشر على مواقع التواصل فيديو آخر، يظهر المعتقلين الفلسطينيين، وهم داخل آليات عسكرية إسرائيلية، تغادر شارع السوق في بيت لاهيا نحو جهة غير معلومة.
وانقطع تواصل "العربي الجديد" مع مراسلها ظهر اليوم، قبل أن تعلم لاحقًا بخبر اعتقاله من عائلته. وقال رئيس تحرير "العربي الجديد"، حسام كنفاني، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد "اعتقال الصحافيين واستهدافهم واغتيالهم" بهدف منعهم من توثيق جرائمه ومجازره في قطاع غزّة. وأضاف: "سنقوم بكل الجهود الممكنة، بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق وحرية الصحافيين في العالم، لتحديد مكان وجود زميلنا ضياء، وإطلاق سراحه بأسرع وقت".
وقالت شقيقة ضياء إنّ القوات الإسرائيلية أجبرته على ترك طفلته من ذوي الاحتياجات الخاصة ندى ثم اعتقلته تحت تهديد السلاح، وجرّدته كحال جميع المعتقلين من الملابس واعتدت عليهم بالضرب المبرح.
مزاعم الاحتلال بشأن الاعتقالات
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تعليقه على صور المدنيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال، في قطاع غزة، اليوم الخميس، أنّ الحديث يدور عن "مسلحين قاموا بتسليم أنفسهم". ويتنافى هذا مع ما قاله بنفسه في نفس الجملة، بأنه يتم التحقيق معهم لمعرفة من له صلة بحركة حماس.
وبخلاف مزاعم جيش الاحتلال، أكدت شهادات في قطاع غزة، أنّ الجيش هو من اعتقلهم وقام بتعريتهم، في مشهد غير إنساني، ومن بينهم الزميل ضياء الكحلوت.
وفي السياق، ادعى معلّق عسكري في القناة 13 الإسرائيلية، بأنّ "الجيش سيفحص ما إذا كان بين المعتقلين مدنيون"، وعزا عملية الاعتقال الجماعي إلى أنّ "المنطقة هي منطقة حرب، ويتوجب على المدنيين إخلاؤها بحسب الأوامر"، على حد تعبيره.
ويأتي اعتقال الزميل ضياء الكحلوت في إطار الانتهاكات المتواصلة التي يمارسها جيش الاحتلال ضدّ الصحافيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. إذ بحسب أرقام نقابة الصحافيين الفلسطينيين، استشهد حتى اليوم 75 صحافياً وعاملاً في قطاع الإعلام، بينما أصيب قرابة 80 صحافياً بجروح، وفُقد صحافيان اثنان، بينما قصف الاحتلال منازل عائلات 60 صحافياً، ودمر مقار 63 مؤسسة إعلامية، وعطّل عمل 25 إذاعة محلية (24 في غزة وواحدة في الضفة)، وأغلق وقيد عمل 3 وسائل إعلامية.
ومع اعتقال الكحلوت يرتفع عدد الصحافيين الأسرى إلى 44 صحافياً، بينهم 41 في الضفة الغربية وثلاثة في غزة.