حذّرت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، اليوم الإثنين، من التغييرات الديموغرافية التي تشهدها البلاد، مؤكدة أنها تهدد النسيج الاجتماعي، داعيةً إلى حماية الأقليات وتقديم المسؤولين عن "جرائم الحرب" إلى العدالة.
واعتبر رئيس البعثة في العراق، بان كوبيتش، في بيانٍ، إن هذه التغييرات تهدد الأقليات وتشكل تجاوزات على حقوقهم بعد تعرضهم لجرائم بشعة، كاشفاً عن نية المنظمة الدولية عقد مؤتمر دولي في باريس الشهر المقبل، لمناقشة قضايا الانتهاكات التي ترتكب على أسس عرقية ودينية.
كما دعا إلى اتخاذ إجراءات أكثر قوة، لحماية الأقليات من خلال سن قوانين لتعزيز التسامح، مرحباً بخطوات الحكومة العراقية على طريق الاندماج وتعزيز التلاحم الاجتماعي.
إلى ذلك، دان كوبيتش جرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، التي استهدفت إبادة المجتمعات بسبب انتماءاتهم العرقية والدينية، مبينا أن عددا كبيرا من النساء والأطفال يعاملون بوحشية، مشدداً على ضرورة تقديم المسؤولين عن الانتهاكات بحق العراقيين إلى العدالة، مشيراً إلى أن بعض هذه الانتهاكات يرقى ليكون "جرائم حرب"، في إشارة لجرائم تنظيم "داعش" وانتهاكات مليشيا "الحشد الشعبي" في مناطق مختلفة من العراق.
وحمّل رئيس بعثة "يونامي" الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات مسؤولية تهيئة الأجواء المناسبة لعودة النازحين إلى مناطقهم، التي فروا منها، بسبب القتال بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش"، مشددا على ضرورة أن تشكل عودة النازحين جزءا من أية استراتيجية عسكرية يتم اتباعها في تلك المناطق.
كما لفت كوبيتش إلى أن إهمال ملف عودة النازحين إلى مدنهم سيؤدي إلى حدوث تغييرات سكانية إجبارية في بعض المناطق، وهو أمر قد يؤثر على مدى مساعدة المجتمع الدولي للعراقيين في هذا المجال، كاشفا عن خطة أممية ستطلق نهاية العام الجاري لمنع التطرف العنيف ومساعدة الحكومة العراقية في هذا الإطار.
من جهتها، استنكرت البعثة الأممية، في بيان منفصل، جرائم تنظيم "داعش" بحق الايزديين التي تسببت في فرار عشرات الآلاف من المدنيين من مدينة سنجار، بمحافظة الموصل شمالي العراق، وقيام التنظيم بارتكاب انتهاكات خطيرة بحقهم، كالقتل والاختطاف والتهجير.
كما استنكر الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، انتهاكات تنظيم "داعش" بحق الايزديين في الذكرى الأولى لأحداث سنجار، مطالبا في بيان جميع الجهات المسؤولة لتعزيز الإمكانيات القتالية للقوات الأمنية لتحقيق النصر على التنظيم، ودعا إلى توثيق دولي للجرائم التي ارتكبت بحق المكون الايزيدي، داعيا لتضافر جميع الجهود من أجل تحرير جميع المدن والمحافظات التي احتلها "داعش".
اقرأ أيضاً: قتلى وجرحى عراقيون بهجمات لـ"داعش" ضد الجيش في الأنبار