عثر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على صور لقائد مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، أثناء مداهمته لبيته ومكتبه، في مدينة سانت بطرسبرغ، من بينها صورة يرتدي فيها بريغوجين الزي العسكري الخاص بمليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وخلفه شعار قيادته.
ووفقا لما نشره موقع "روسيا اليوم"، اليوم الخميس، فقد عثر جهاز الأمن الفدرالي الروسي، أثناء تفتيشه لمكتب ومنزل بريغوجين، على كمية من الأموال والأسلحة وجوازات السفر، والعديد من الصور والشعر المستعار، وكذلك طائرة مروحية صغيرة في فناء منزله.
وظهر بريغوجين في إحدى الصور وهو يرتدي الزي العسكري الخاص بمليشيات حفتر، وشعرًا مستعارًا، في دلالة على أيديولوجيا مقاتلي حفتر المتشددين. وإن لم يذكر الموقع مكان وزمان التقاط الصورة، فإن وجود شعار قيادة حفتر يشير إلى أنها التقطت في مناطق سيطرة حفتر بليبيا.
الشيخ يفغيني بريغوجين وهو يعطي دروس لمداخله ليبيا في الدفاع عن ولاه الامر pic.twitter.com/B8T13bwM1O
— مكافح (@megaladon0293) July 6, 2023
ونقل موقع "روسيا اليوم" لقطات من واقعة مداهمة الأمن الفدرالي الروسي لمكتب وبيت بريغوجين نقلا عن قناة الروسية الأولى.
ومنذ منتصف العام 2016، بدأت لقاءات حفتر بالمسؤولين الروس، إلا أن ظهوره على متن حاملة الطائرات الروسية "أدميرال كوزنيتسوف" قبالة بنغازي، مطلع 2017، أشر على بداية التحالف الروسي معه على الصعيد العسكري، قبل أن تظهر علاقته بمجموعة فاغنر عندما أعلنت حكومة الوفاق الوطني، في سبتمبر/أيلول 2019، عن عثورها على مقتنيات خاصة لمقاتلي "فاغنر" في جنوب طرابلس، أثناء انسحاب مليشيات حفتر من أحد المواقع التي سيطرت عليها.
#ليبيا | يبدو أن الصورة اللي سرّبها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي لرئيس #فاغنر "يفغيني بريغوجين" قد تم التقاطها في مقر #حفتر . pic.twitter.com/meq4U75tH6
— طه حديد Taha Hadeed (@taha_hadeed) July 6, 2023
وإثر انكسار عدوانه على طرابلس، انسحب مقاتلو "فاغنر" رفقة مليشيات أخرى، ليتمركزوا في عدة قواعد ومعسكرات مهمة في ليبيا، من بينها قاعدة القرضابية في سرت، وقاعدتا الجفرة وبراك الشاطئ في الجنوب، والخروبة شرق البلاد، التي تعرضت لقصف جوي مجهول ليل 29 يونيو/حزيران المنصرم.
وأقرت موسكو لأول مرة بوجود "فاغنر" في ليبيا على لسان وزير الخارجية، سيرغي لافروف، خلال تصريحات له في مايو/أيار 2022، عندما اعترف بأنها تعمل في ليبيا وفق اتفاق مع سلطات مجلس النواب على أساس تجاري، وبشراكة أمنية مع السلطات شرق البلاد.
وأعربت عديد العواصم الغربية عن قلقها من توغل "فاغنر" في ليبيا، كما أثار عدد من المسؤولين الأميركيين البارزين ملف "فاغنر" مع حفتر، من بينهم مدير الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، الذي زار ليبيا في يناير/كانون الثاني الماضي، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، التي التقته في مارس/آذار الماضي، قبل أن تجري اتصالا هاتفيا معه نهاية إبريل/نيسان، بعد اندلاع الأحداث المسلحة في السودان، لمناقشة مسألة "الحاجة الملحة" لمنع الجهات الخارجية، ومن بينها مجموعة "فاغنر" الروسية، من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما في ذلك السودان، بحسب تدوينة للسفارة الأميركية على حسابها في "تويتر".
وجاء أول اتهام أميركي مباشر عن تورط حفتر في جلب مرتزقة "فاغنر" على لسان المبعوث الأميركي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الذي قال في تصريحات إعلامية قبل أسبوعين، إن هجوم خليفة حفتر عام 2019 وجلبه عناصر "فاغنر" عطل التوصل لاتفاق سياسي لعامين على الأقل.