أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الثلاثاء، أنها أحبطت هجوماً بواسطة شحنة متفجرة، كان يستهدف رتلاً للدعم اللوجيستي العامل لصالح التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في محافظة بابل، جنوبي البلاد.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني عن تفكيك عبوة ناسفة قرب جسر بمحافظة بابل. ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بياناً للخلية أكدت فيه أنّ "القوات الأمنية تواصل تأمين الطرق والمدن، ومن خلال المتابعة المستمرة وتكثيف العمل الميداني، تمكنت من العثور على عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق بالقرب من جسر صفر في بلدة الشوملي ضمن محافظة بابل، كانت معدة لاستهداف رتل للدعم اللوجيستي".
وأضافت أنه "تم تفكيكها من قبل الجهد الهندسي"، مشيرة إلى أن "الرتل استمرّ بالحركة نحو وجهته المقصودة".
وحققت القوات العراقية نجاحات مماثلة خلال الأسابيع الماضية، تمثلت بإحباط هجمات بعبوات ناسفة محلية الصنع تستهدف أرتال التحالف الدولي، عقب إطلاق خطة تأمين لمسارات تلك الأرتال المتجهة بالعادة من موانئ البصرة على مياه الخليج العربي، أقصى جنوبي البلاد، إلى بغداد ومدن شمال وغرب العراق، حيث توجد قاعدتا "حرير" و"عين الأسد".
ولم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن الهجوم. لكن بعد توقف دام عدة أسابيع، عاودت جماعات مسلّحة استهداف الأرتال التي تحمل بالعادة معدات ومواد غير عسكرية لصالح التحالف الدولي، بواسطة عبوات ناسفة موضوعة على جوانب الطرق الخارجية.
واستهدف هجومان بعبوات ناسفة أرتال التحالف في محافظة ذي قار، جنوبي العراق وشمالي بغداد، يومي 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي و28 من الشهر ذاته، أسفرا عن أضرار مادية، من دون تسجيل خسائر بشرية.
وتمثل عودة الهجمات التي تطاول أرتال التحالف الدولي أحد أوجه التوتر الأمني الذي تزامن مع تصعيد القوى السياسية والفصائل المسلّحة ضد الحكومة، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات.
واعتبر الخبير في الشأن الأمني العراقي فؤاد علي أن عودة تلك الهجمات محاولات للضغط على حكومة مصطفى الكاظمي ضمن أوراق تستخدمها تلك الفصائل بوجه الحكومة.
علي: التطور المهم هو تبني القوات العراقية عمليات إحباط تلك الهجمات ما يجعلها فعلياً أمام مواجهة مع تلك الفصائل
وقال علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "التطور المهم هو تبني القوات العراقية عمليات إحباط تلك الهجمات، ما يجعلها فعلياً أمام مواجهة مع تلك الفصائل التي تتخفى بأسماء مختلفة، لكنها بالمحصلة هي فصائل نافذة ومعروفة في البلاد".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي السابق بدر الزيادي، في حديث مع "العربي الجديد"، عن تسلم العراق أخيراً أكثر من 800 عربة عسكرية مختلفة من القوات الأميركية، وتسليم أخرى إلى قوات البشمركة في إقليم كردستان.
ولفت إلى أنّ الانسحاب التدريجي للقوات القتالية الأميركية "يتمّ بطائرات الجيش الأميركي عبر دولة الكويت". وأضاف أن "القوات القتالية المهمة بالجيش الأميركي تجري عمليات الانسحاب بشكل سري للغاية، وعدد العناصر الموجودة حالياً في قاعدتي عين الأسد وحرير (في إقليم كردستان) قليل، وستنسحب بدورها أيضاً".
وأوضح أنّ "أفراد التحالف موجودون بدعوة من العراق، وفقاً للسيادة العراقية والقوانين والأعراف الدولية".