أصبح تدخل الإمارات في الشأن التونسي وعلاقة رئيسة الحزب "الدستوري الحر" عبير موسي بنظام الحكم في أبوظبي، فقرة قارة لا تغيب عن مداولات البرلمان التونسي وسجلاته الرسمية، فطالما حضرت الإمارات في مداخلات النواب خصوصاً من حزبي "النهضة" و"ائتلاف الكرامة" المندّدَين بمخططات محمد بن زايد لاستهداف الثورة والمسار الديمقراطي.
وهاجم وزير العدل الأسبق القيادي البارز في حركة "النھضة" نور الدین البحیري، في مداخلته أمس الثلاثاء، خلال جلسة مناقشة موازنة وزارة الشؤون الدينية، رئیسة كتلة الحزب "الدستوري الحر" عبیر موسي، التي وصفها بـ''ممثلة دولة الإمارات في البرلمان".
ودعا البحيري بسخرية موسي إلى إزالة صورة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة التي ترافقها أينما حلت واستبدالها بصورة "كل من محمد بن زاید (ولي عهد أبوظبي) ومحمد بن سلمان (ولي العهد السعودي)".
واتهم البحيري موسي بالعمالة للإمارات، قائلاً: "بورقیبة كان قائداً وطنياً ولم یكن یوماً عمیلاً لدولة أجنبية كما تقومين أنت بهذا الدور''، وفق قوله.
وتابع البحيري قائلاً: ''عبیر موسي لا علاقة لھا بتونس، فھي تستظل بظل الإمارات"، وأضاف ساخراً أنه "لو أمطرت في الإمارات، فإن موسي ستلبس معطفاً في تونس" على حدّ توصيفه، ملمحاً إلى أن رئيسة "الدستوري الحر" تتحرك وفق ما يحدث في الإمارات.
في مقابل ذلك، قالت موسي إن تنظيم "الإخوان" یسعى إلى إنشاء دولة موازیة في تونس، مستشهدة بإقدام كل من الإمارات والمملكة العربية السعودیة على تصنيف التنظیم العالمي للإخوان المسلمین كمنظمة "إرھابیة"، داعية إلى الاقتداء بهما والنسج على منوالهما في تونس.
في سياق متصل، اتهمت قيادات من "ائتلاف الكرامة" في مداخلات سابقة تحت قبة البرلمان، موسي بأنها عرابة الإمارات في تونس وذراعها السياسية، وهي تعمل بالوكالة لنظام بن زايد لتسميم الحياة السياسية واستهداف المسار الديمقراطي، وتشويه الثورة التونسية بكل الوسائل بهدف إجهاض التجربة التونسية.
واتهمت القيادية بحزب "التيار الديمقراطي" ومساعدة رئيس البرلمان سامية عبو، في تصريحات صحافية، رئيسة كتلة الحزب "الدستوري الحر: بالتجسس على النواب وتسجيل الأعمال السرية لجلسات مكتب البرلمان بشكل سري مستعملة هاتفها.
وتساءلت عبو لفائدة من تعمل موسي، ولصالح من تسرّب أسرار البرلمان، مشددة على أن علاقتها بالإمارات مشبوهة، خصوصاً بالعودة إلى التركيز الإعلامي للقنوات الإماراتية والسعودية، والنقل المباشر لجميع أنشطتها وتدخلاتها.
ويذكر أن الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي كان قد انتقد تحركات موسي في البرلمان، مؤكداً أنها تعمل على ترذيل العمل البرلماني، مشيراً إلى أن مهمتها إرباك الانتقال الديمقراطي والعمل على فشل التجربة الديمقراطية، وأنه لا يمكن فصل ما تقوم به عما يحاك في الغرف المظلمة الخارجية.