ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، أن الإمارات تقوم، دون أن تعلن عن ذلك، بتشييد قاعدة جوية في جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية الواقعة في قلب مضيق باب المندب، والتي تربط بين البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.
وبحسب معلومات حصل عليها "العربي الجديد" في وقت سابق، فإن الحركة في الجزيرة اليمنية، والتي كانت الإمارات وضعت يدها عليها قبل سنوات وحوّلتها إلى قاعدة خلفية لها، قد زادت أوائل العام الحالي بشكل كبير، حيث تم رصد إدخال المعدات عبر الجزيرة بواسطة سفن إماراتية.
وتشير المعلومات إلى أن الإمارات تنقل المعدات والجنود من إريتريا إلى جزيرة ميون، والتي تحتفظ الإمارات بتواجد عسكري فيها منذ سنوات، حيث سبق أن واجهت اتهامات بمحاولة استنساخ سيناريو الهيمنة على جزيرة سقطرى اليمنية فيها.
في غضون ذلك، أوردت "أسوشييتد برس" نقلاً عن مسؤولين بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا قولهم إن الإمارات تقوم بتشييد القاعدة الجوية، وذلك رغم إعلانها في العام 2019 سحبها قواتها من الحرب التي تقودها السعودية ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) باليمن.
وبحسب جيرمي بيني، المحرر المختص بمنطقة الشرق بمجلة "جيني دافيس" المختصة بتقديم وتحليل المعلومات الاستخباراتية والذي تابع لسنوات أعمال البناء بميون، فإن الخطوة الإماراتية "تبدو كهدف استراتيجي بعيد المدى من أجل إقامة وجود دائم"، مضيفاً أن "الأمر قد لا يرتبط فقط بالحرب باليمن، بل يمكن النظر إلى الملاحة التجارية كأمر أساسي هناك".
وأشارت "أسوشييتد برس" إلى أن المسؤولين الإماراتيين سواء بأبوظبي أو بالسفارة الإماراتية بواشنطن لم يقدموا أي ردود بخصوص تواجد بلادهم بالجزيرة.
A mysterious air base is being built on a volcanic island off Yemen that sits in one of the world’s crucial maritime chokepoints. While no country has claimed it, a prior attempt to build a massive runway there links back to the UAE. By @jongambrellAP https://t.co/ihkxeOlKFl
— AP Middle East (@APMiddleEast) May 25, 2021
إلى ذلك، أوضحت الوكالة الإخبارية الأميركية أن مهبط الطائرات بجزيرة ميون يسمح لمن يديره بنشر نفوذه العسكري بباب المندب والقيام بسهولة بشن ضربات جوية داخل الأراضي اليمنية، كما توفر الجزيرة قاعدة لشن أي عمليات بالبحر الأحمر، وخليج عدن ومنطقة شرق أفريقيا القريبة.
وبحسب المصدر ذاته، أظهرت صور الأقمار الصناعية شاحنات وآليات هندسية ثقيلة تقوم بتشييد المهبط البالغ طوله 1.85 كيلومتر على الجزيرة في 11 إبريل/نيسان الماضي. وفي الـ18 من مايو/أيار الحالي أظهرت الصور أنه قد تم الانتهاء من الأشغال، التي تم خلالها كذلك تشييد ثلاث حظائر للطائرات.
ووفق "أسوشييتد برس" فإن مهبطاً بذلك الحجم يمكن اللجوء إليه في شن هجمات، والقيام بعمليات الرصد والمراقبة، وكذا نقل المعدات الجوية، كاشفة أن مسؤولين عسكريين تابعين للحكومة اليمنية المعترف أسمائهم، فإن السفن الإماراتية نقلت الأسلحة العسكرية والمعدات والجنود إلى جزيرة ميون خلال الأسابيع الأخيرة.
وذكر المسؤولون العسكريون أن الخلاف الأخير بين الإمارات والرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يعود في جانب منه إلى طلب الإماراتيين من حكومته التوقيع على عقد إيجار جزيرة ميون منهم لعشرين عاماً.
يذكر أنّ جزيرة ميون، بسبب طبيعتها الجغرافية، وعدم وجود مياه عذبة فيها، إلى جانب المضايقات التي كان يتعرّض لها السكان في أثناء فترة حكم النظام السابق، والسيطرة الإماراتية الحالية عليها، لم تجد إقبالاً من قبل اليمنيين للسكن فيها. كذلك، لم يُسمح بوصول الاستثمارات إليها في السابق.
إلى جانب ذلك، تشهد جزيرة ميون تداخلاً في الصلاحيات، فقد كانت تتبع محافظة عدن، لكن بسبب تعديلات أصدرها الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، أصبحت إدارياً تتبع محافظة تعز، فيما انتخابياً تتبع مديرية المعلا في محافظة عدن. وتتبع إيرادات الجزيرة مؤسسة موانئ عدن، ويحصل نزاع بين محافظتي عدن وتعز بشكل مستمرّ على الجزيرة التي يبدو أنها تحولت إلى قاعدة رئيسة للإمارات.