كشفت وكالة بلومبيرغ عن توجه الاتحاد الأوروبي لإطلاق عملية بحرية جديدة في البحر الأحمر بهدف إعادة إرساء الأمن وحرية الملاحة والتصدي لهجمات الحوثيين على سفن تقول الجماعة اليمنية إنها مرتبطة بإسرائيل.
وقالت بلومبيرغ، نقلاً عن أشخاص مطلعين على النقاشات، إنه من الممكن أن يضع الاتحاد الأوروبي اللمسات النهائية على العملية بمجرد انعقاد اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل في 22 يناير/كانون الثاني الجاري.
ومن غير الواضح، بحسب بلومبيرغ، إن كانت العملية الأوروبية المفترضة ستكون تكملة للعملية الجارية حالياً بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة بعض دول الاتحاد، منها فرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا، في البحر الأحمر وتحمل اسم "حارس الازدهار" كانت واشنطن أعلنت عن إطلاقها في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وكانت بلومبيرغ قالت، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة وحلفائها يدرسون خيارات الانتقام من الهجمات المتصاعدة في البحر الأحمر من قبل المسلحين الحوثيين، ولكنهم في الوقت نفسه يحاولون تجنب اتساع الحرب في الشرق الأوسط.
والاتحاد الأوروبي منخرط حالياً في "عملية أتلانتا"، وهي عملية عسكرية تقوم بها القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي وتهدف إلى مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال، وتقول بلومبيرغ إن الاتحاد يسعى إلى توسيع نطاق هذه العملية.
وكان الحوثيون شنوا أكبر هجوم صاروخي وباستخدام الطائرات بدون طيار حتى الآن، أول أمس الثلاثاء، على سفن في البحر الأحمر، ما يشكل تحدياً للقوات الأميركية والبريطانية التي تقوم بدوريات في البحر الأحمر.
وقال الجيش الأميركي، اليوم الخميس، إن الحوثيين اليمنيين أطلقوا صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن على ممرات شحن دولية في خليج عدن اليوم لكن الهجوم لم يتسبب في وقوع إصابات أو أضرار، بحسب رويترز.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، إن الصاروخ شوهد وهو يرتطم بالمياه بجوار سفينة تجارية وإن هذا هو الهجوم السابع والعشرون الذي يشنه الحوثيون على ممرات الشحن الدولية منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
أولوية القوات الفرنسية في البحر الأحمر
وفي نفس السياق، قالت رويترز نقلاً عن قائد عسكري فرنسي إن قوات بلاده التي تقوم بدوريات في البحر الأحمر ضمن المهمة الدولية التي تقودها واشنطن، هي تحت القيادة الوطنية الفرنسية وأولويتها هي مرافقة السفن المرتبطة بفرنسا.
وأبدى بعض حلفاء أميركا رفضهم الخضوع لقيادة الولايات المتحدة في إطار عملية "حارس الازدهار"، وكانت فرنسا واضحة في أنها ستتعاون مع واشنطن، لكنها ستتخذ قراراتها بنفسها.
وقال الأميرال، إيمانويل سلارز، القائد المشترك للقوات الفرنسية في المنطقة، للصحافيين إن "المهمة الفرنسية تتمثل في القيام بدوريات في المناطق البحرية التي يعمل فيها الحوثيون لإيقافهم"، وأضاف أن "هذه الدوريات تتم بالتنسيق مع عملية حارس الازدهار".
وأضاف سلارز "من ناحية أخرى، نقوم بمرافقة السفن التي ترفع العلم الفرنسي أو التي تخدم المصالح الفرنسية في البحر الأحمر، ونرافقها طوال عبورها"، مؤكداً أنه "لم يكن هناك خضوع للشريك الأميركي" وتبادلت الدول المعلومات الاستخبارية في الوقت الحقيقي وظلت على اتصال للتأكد من عدم تكرار العمليات.
ويمر جزء كبير من تجارة الاتحاد الأوروبي مع آسيا عبر المنطقة، وتخشى باريس أيضاً من أن تتضرر أراضيها الخارجية في المحيط الهندي والمحيط الهادئ من جراء هذا الاضطراب. وقال سلارز "إن القدرة على ربط البر الرئيسي بأراضينا هي مسألة مهمة تتعلق بالسيادة".
وأضاف سلارز أن العمليات العسكرية الدولية بدأت تؤتي ثمارها وأن 80 بالمئة من حركة الحاويات ما زالت تمر عبر مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي، وعندما سُئل عما إذا كانت باريس يمكن أن تشارك في ضربات مباشرة على الحوثيين إذا تدهور الوضع، قال سلارز إن "ذلك ليس في نطاق المهمة الفرنسية".
وأبحرت حوالي 24 سفينة حاويات عبر الجزء الجنوبي من قناة السويس إلى البحر الأحمر في الفترة من 6 يناير/كانون الثاني إلى العاشر منه، مقارنة بثمانية في الفترة من 30 ديسمبر/كانون الأول إلى 3 يناير/كانون الثاني، وفقًا لبيانات من مزود تتبع السفن والتحليلات البحرية MarineTraffic، بحسب رويترز.
وقال مسؤول إسرائيلي إن تكتيكات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا تتخذ نهجاً "هجومياً"، وقال المسؤول لرويترز "إنها دفاعية بشكل أساسي لمرافقة السفن والسفن والناقلات ومنع اختطاف السفن والاستيلاء عليها".
وكانت العديد من شركات الشحن التجارية قامت بتحويل سفنها إلى طرق أخرى في أعقاب الهجمات التي شنتها جماعة الحوثيون اليمنية في البحر الأحمر والتي وضحت بأنها تقوم بهذه العمليات تضامناً مع قطاع غزة التي يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة عليه.