حض الاتحاد الأوروبي روسيا، اليوم الأربعاء، على "اتخاذ إجراءات ملموسة" تظهر تراجع التصعيد بشأن أوكرانيا، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يخشى من احتمال أن توقف روسيا إمدادات الغاز، فيما قال حلف شمال الأطلسي إنه لا يرى إشارات خفض التصعيد الروسي "حتى الآن".
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل أمام البرلمان الأوروبي المنعقد في ستراسبورغ، "نحض روسيا على اتخاذ إجراءات ملموسة باتجاه خفض التصعيد لأن هذا هو شرط قيام حوار سياسي صادق. لا يمكننا اعتماد الدبلوماسية إلى ما لا نهاية، بينما الجانب الآخر يحشد قوات".
LIVE now: follow my speech at the European Parliament @Europarl_EN on #Ukraine https://t.co/8hTas1eKBE
— Charles Michel (@eucopresident) February 16, 2022
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أن "طريق التعاون بيننا وبين روسيا ما زال ممكناً"، لكنها شددت على ضرورة "البقاء متيقظين" وحذرت موسكو من أن الاتحاد الأوروبي قادر على الاستغناء عن الغاز الروسي هذا الشتاء في حال اتخذت روسيا قراراً بخفض الإمدادات أو وقفها.
وأوضحت فون ديرلاين أمام النواب الأوروبيين الذين يعقدون جلسة عامة أن دولاً أخرى "جاهزة لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال" وتطوير منشآت الغاز في الاتحاد الأوروبي، وبناء عليه "تفيد توقعاتنا بأنه بعد اتخاذ كل الإجراءات الضرورية يمكنني القول اليوم إننا بمأمن هذا الشتاء".
We are also ready in case Russia uses energy as a weapon.
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) February 16, 2022
Several countries are ready to step up their exports of LNG to the EU.
We already reinforced our pan-European pipeline and electricity interconnector network.
This will also be the backbone of green hydrogen supply. pic.twitter.com/cxRfDzz0Lq
وتفيد أحدث بيانات مكتب الإحصاءات الأوروبي "يوروستات" بأنّ روسيا تؤمن أكثر من 40% من واردات الاتحاد الأوروبي السنوية من الغاز الطبيعي.
ووسط توتر شديد مستمر منذ أسابيع بين روسيا والدول الغربية التي تخشى حصول غزو لأوكرانيا، أعلنت موسكو الثلاثاء بدء سحب قوات من الحدود مع أوكرانيا. وأعلنت اليوم الأربعاء انتهاء مناورات عسكرية وسحب قسم من قواتها من شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا في 2014.
واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في ستراسبروغ أن الاتحاد الأوروبي "مستعد للمشاركة في المباحثات" مع روسيا من جهة و"التحضير للرد" مع فرض عقوبات من جهة أخرى.
حلف شمال الأطلسي يرى أن لا إشارات إلى خفض التصعيد "حتى الآن"
من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم الأربعاء، أن لا إشارات إلى خفض التصعيد "حتى الآن"، وأن روسيا تستمر بحشد قوات قرب أوكرانيا رغم إعلانها أنها تسحب جنوداً من الحدود.
وقال ستولتنبرغ في مستهلّ اجتماع لوزراء الدفاع في الحلف في بروكسل "لم نرَ أي خفض للتصعيد على الأرض. على العكس يبدو أن روسيا تواصل تعزيز وجودها العسكري (...) لا يزال بإمكان روسيا اقتحام أوكرانيا بدون سابق إنذار، الإمكانات جاهزة"، إضافة إلى أكثر من مائة ألف جندي.
وأضاف "سمعنا إشارات من موسكو حول استعدادها لمواصلة الجهود الدبلوماسية، ونحن مستعدّون للمناقشة. لكن على روسيا أن تقرن الأفعال بالأقوال، سحب قواتها وتهدئة التوترات".
وصرّح "نتابع عن كثب ما تفعله روسيا. لاحظنا وصول قوات ومعدّات ثقيلة، ثمّ انسحاب قوات، لكن المعدات والإمكانات لا تزال في مكانها". وختم بالقول "نريد أن نرى انسحاباً حقيقياً، مستداماً، لا حرّكاً مستمرّاً للقوات فقط (...) نحن مستعدّون لنجتمع مع روسيا، لكنّنا نستعدّ للأسوأ".
(فرانس برس)