دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الرئيس الصربي ورئيس وزراء كوسوفو إلى بروكسل، الأسبوع المقبل، لمحاولة تخفيف التوترات بين بلغراد وبريشتينا، حسب ما أعلن المتحدث باسمه بيتر ستانو الجمعة.
وقال ستانو إنّ بوريل "دعا الزعيمين إلى بروكسل لحضور اجتماع الأسبوع المقبل".
وكان رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي دعا إلى استئناف "فوري" للمحادثات مع صربيا برعاية الاتحاد الأوروبي، بعد تقديمه خطة من خمس نقاط لمحاولة خفض التصعيد بين الطرفين، تشمل إجراء انتخابات جديدة في أربع بلديات في شمال البلاد.
وقال بوريل: "الوضع يتدهور يوما بعد يوم، ونحن مرة جديدة في وضع إدارة أزمة".
وقال المتحدث باسمه إن تفاصيل الاجتماع في بروكسل ستعلن "لاحقاً".
الاتحاد الأوروبي يهدد كوسوفو
وكان الاتحاد الأوروبي هدد، الأربعاء، السلطات في كوسوفو بـ"عواقب سياسية" في حال لم تتخذ قرارات لتهدئة التوتر مع المجموعة الصربية في الشمال. وقال بوريل الأربعاء: "ننتظر من رئيس الوزراء في كوسوفو ألبين كورتي اتخاذ اجراءات لخفض التصعيد. وفي حال لم يحصل ذلك، فستكون هناك عواقب سياسية مع تعليق الزيارات والعلاقات رفيعة المستوى، واتخاذ إجراءات مؤقتة تُمكن العودة عنها".
هذا، وحثت بريطانيا، اليوم الجمعة، كوسوفو وصربيا على تهدئة التوتر، ودعت إلى الإفراج فورا عن ثلاثة من رجال شرطة كوسوفو تحتجزهم صربيا منذ 14 يونيو/حزيران.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "نطالب بالإفراج الفوري عن رجال شرطة كوسوفو الثلاثة".
وتابعت: "نحث كوسوفو وصربيا على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب الإجراءات الأحادية والقيام بتحركات فورية لخفض التوتر".
واعتقال رجال الشرطة الثلاثة كان الأحدث في سلسلة من التطورات التي أثارت التوتر بين كوسوفو وصربيا، وأججت المخاوف من تجدد العنف بين الدولتين اللتين دارت بينهما حرب في السابق.
وأمس الخميس، طالبت وزارة الخارجية الأميركية كلا البلدين باتخاذ خطوات فورية لتهدئة التوتر، ومن بينها الإفراج غير المشروط عن رجال الشرطة الثلاثة.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الوزارة، للصحافيين: "نعتقد أن على كوسوفو وصربيا اتخاذ خطوات فورية لتهدئة التوتر".
كوسوفو ترد بإجراء فوري
إلى ذلك، طالبت سلطات كوسوفو، الخميس، بإعادة رجال شرطتها المعتقلين في صربيا، ودعت المجتمع الدولي إلى المساعدة على إطلاق سراحهم.
وأعلنت بلغراد، مساء الأربعاء، توقيف ثلاثة شرطيين من كوسوفو يشتبه بتجاوزهم الحدود، في حين اتهمت الأخيرة بلغراد بخطفهم.
وقال رئيس الوزراء في كوسوفو ألبين كورتي للصحافيين: "نطالب (المسؤولين) الدوليين بالضغط على بلغراد وندعو لإطلاق سراح رجال الشرطة".
وأضاف "صربيا لا تفاجئنا.. ما يفاجئنا هو صمت وتساهل المجتمع الدولي".
وفي أول رد فعل على الواقعة، أصدرت كوسوفو قرارا يحظر بمفعول فوري دخول السيارات التي تحمل لوحات تسجيل صربية إلى أراضيها.
واتهم كورتي بلغراد بخطف رجال الشرطة الثلاثة، مرجحًا أنه "عمل انتقامي" بعد اعتقال زعيم مفترض لمجموعة صربية الثلاثاء.
من جانبه، اتهم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش رئيس الوزراء الكوسوفي بأنه "يرغب في إثارة الحرب".
انتشار لقوات تركية
وفي خضم التوتر القائم، تشرف القوات التركية، ضمن بنية قوة حلف شمال الأطلسي "ناتو" لحفظ السلام في كوسوفو "كفور"، على حفظ الأمن في محيط بلدة "زوبين بوتوك" شمالي البلاد.
ولوحظ انتشار الجنود الأتراك وعرباتهم المدرعة في محيط البلدة.
وفي السياق، يتواصل انتظار صرب كوسوفو أمام مباني 4 بلديات شمالي البلاد.
وبعد الأحداث التي وقعت في كوسوفو، انتشرت كتيبة كوماندوز تركية قوامها قرابة 500 جندي، بناء على طلب قيادة القوة المشتركة للناتو في ثكنة السلطان مراد في منطقة بريزرن جنوبي كوسوفو.
وفي مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، أوضح المتحدث باسم قوة الناتو أندريه غالياني أنه من المرجح نشر القوات التركية في شمال كوسوفو بسبب الحاجة إلى الحفاظ على السلام.
وفي 26 مايو/ أيار الماضي، بدأ صرب كوسوفو احتجاجات ضد بدء عمل رؤساء بلديات "زفيتشان" و"زوبين بوتوك" و"ليبوسافيتش" الألبان، بعد فوزهم في الانتخابات المحلية التي جرت في 23 إبريل/ نيسان الفائت في تلك البلدات ذات الغالبية الصربية.
وجراء استمرار الاحتجاجات، أحاطت الشرطة الكوسوفية وقوة الناتو لحفظ السلام في كوسوفو مباني البلديات في المنطقة بأسلاك شائكة، وزادت عدد عناصرها.
وانفصلت كوسوفو، التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999، وأعلنت استقلالها عنها في 2008، لكن بلغراد ما زالت تعتبرها جزءا من أراضيها وتدعم أقلية صربية فيها.
ويعيش حوالى 120 ألف صربي في شمال كوسوفو الذي يبلغ إجمالي عدد سكانه 1,8 مليون نسمة، غالبيتهم العظمى من ألبان كوسوفو.
ولا تزال الأقلية الصربية موالية إلى حد كبير لبلغراد وترفض الاعتراف بسيادة بريشتينا، ويقول بعض المراقبين إن صربيا تستغل صرب كوسوفو لإثارة التوتر.
(رويترز، فرانس برس، الأناضول)