رغم مرور نحو شهرين على بدء فعاليات المقاومة الشعبية في بلدة بيتا، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، رفضًا لإقامة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية على قمة جبل صبيح في البلدة، إلا أنّ تلك الفعاليات لم تهدأ برغم ارتقاء خمسة شهداء ووقوع أعداد كبيرة من الإصابات، لكن الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى أسلوب جديد بقمع تلك الفعاليات باستهداف الشبان بالاعتقال، وبينهم جرحى.
ويؤكد نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت ثلاث حملات اعتقال بحق شبان البلدة طاولت 25 شاباً فلسطينياً، بينهم خمسة جرحى.
ووفق حمايل، كانت أعنف حملات الاعتقال الثلاث تلك الحملة التي شنتها قوات الاحتلال، فجر اليوم الأربعاء، حيث تم اعتقال 11 شابًا، بينهم ثلاثة جرحى، أحدهم يعاني من إصابة خطيرة في رأسه وهو بحاجة إلى عملية جراحية والاعتقال يشكل خطرًا على حياته، لا سيما أنّ اعتقاله تم بواسطة بسيارة عسكرية ولم ينقل بمركبة إسعاف.
ويتابع حمايل: "كان الاحتلال قد اعتقل في حملتين سابقتين 14 شاباً آخرين، بينهم جريحان، أحدهما بالصدر والآخر بالأطراف".
ويوضح حمايل أنّ الشبان المعتقلين تراوح أعمارهم بين 19 و31 عامًا، "ونحن نتابع اعتقالهم من خلال المؤسسات الحقوقية، من تعرضوا للاعتقال مددت محاكم الاحتلال اعتقالهم بتهمة المشاركة بفعاليات إزالة البؤرة الاستيطانية من قمة جبل صبيح"، لافتًا إلى أنّ أهالي بيتا كانوا يتوقعون أن تزداد الاعتقالات بحق الشبان، وهو ما حدث.
ولم تتوقف قوات الاحتلال عن استهداف الفعاليات الشعبية ضد إقامة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية، إذ سجل منذ بداية الفعاليات الشعبية في جبل صبيح، وفق نائب رئيس بلدية بيتا، استشهاد أربعة شبان من بلدة بيتا، وشاب آخر من بلدة يتما القريبة، بينما سجلت نحو 1500 إصابة بين إصابات بجروح بالرصاص الحي والمطاطي والسقوط والاختناق بالغاز المسيل للدموع، وكانت أعلى حصيلة سجلت خلال قمع فعاليات المقاومة الشعبية في جبل صبيح، يوم الجمعة الماضي، حيث سجلت نحو 400 إصابة بإصابات متنوعة، بينها 120 إصابة تعاملت معها الطواقم الطبية والباقية عولجت ميدانيًا.
ورغم ما ادعاه الاحتلال الإسرائيلي بأن مستوطنين غادروا، في 2 يوليو/تموز الجاري، البؤرة الاستيطانية "أفيتار"، التزاماً بالاتفاق المبرم مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مع الإبقاء على البيوت المتنقلة هناك، على أن يتم فحص وضعية الأراضي لإقامة مدرسة دينية فيها، إلا أنّ أهالي بيتا يعتبرونه "إخلاء كاذبًا"، وواصلوا فعالياتهم الشعبية حتى إزالة البؤرة بشكل كامل ودخول أصحابها إليها.
وفي الشأن، يقول حمايل إنّ "احتجاجاتنا ومطالباتنا بإزالة البؤرة الاستيطانية ودخول أصحاب الأراضي إلى أراضيهم، ليست المشكلة لدينا بطبيعة استخدام الأراضي، إنما المشكلة تتمثل بوجود البؤرة وهي مرفوضة، والأهالي يتابعون فعالياتهم حتى إزالة تلك البؤرة من قمة جبل صبيح".
ويؤكد حمايل أنه "صحيح أن ّالبؤرة مقامة على 20 دونماً من أراضي جبل صبيح، لكن تأثيرها يمتد على مساحات كبيرة من أراضي الجبل، البالغة مساحته الإجمالية 840 دونمًا تتبع لبلدات بيتا وقبلان ويتما".
ووفق حمايل، فإنّ الأهالي مستمرون بجهودهم القانونية كذلك، علاوة على الفعاليات الشعبية، مشيراً إلى رفع قضية أمام المحكمة العليا للاحتلال وتقديم كل الأوراق اللازمة التي تثبت ملكية الأهالي لأراضيهم في الجبل، "حيث تم تقديم التماس من خلال مركز القدس للمساعدة القانونية، الأسبوع الماضي، من أجل إزالة البؤرة الاستيطانية، بينما يحاول الاحتلال مسح أراضي الجبل في محاولة لشرعنة البؤرة الاستيطانية".