أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إلغاء التأمينات الصحية لـ16 أسيراً محرراً مقدسياً وعائلاتهم دون إبلاغهم بالإجراء، وذلك في إطار السياسات التّنكيلية المتواصلة بحقّهم.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، في بيان صحافي، "إنّ هذا الإجراء يفسر شعور الاحتلال بالفشل في مواجهة الوجود الفلسطيني في القدس، وبذلك فهو يلجأ إلى اتخاذ إجراءات عنصرية بحقّ المواطنين، وسلبهم حقوقا أساسية مطلقة لا تخضع لأية قيود، وفرض سياسة العقاب الجماعي".
وأضاف أن "سلطات الاحتلال تعتقد واهمة، أن هذه الإجراءات كافية لتطويع وإسكات الشعب الفلسطيني، أمام عمليات التّنكيل اليومية المستمرة، والتي تصاعدت مع استمرار المواجهة الراهنّة، لا سيما في القدس التي تواجه عدواناً يومياً مضاعفاً ومركباً".
وفي السياق، دعا فارس المؤسسات الحقوقية الدولية، إلى ضرورة التدخل الجاد لوضع حد لهذه التحولات العنصرية الخطيرة التي تستهدف الوجود المقدسي، عبر منظومة من التشريعات العنصرية.
يُشار إلى أن سلطات الاحتلال صعّدت من استهداف الأسرى المحررين في القدس وعائلاتهم، عبر جملة من السياسات العنصرية على مدار السنوات الماضية، منها إغلاق حساباتهم البنكية، وسرقة أموالهم، وسحب الإقامات منهم في القدس، عدا عن الملاحقة المستمرة بحقّهم، من خلال عمليات الاعتقال المتكررة، والاستدعاءات، والإبعاد.
في شأن آخر، أفرجت قوات الاحتلال اليوم، عن الناشط المقدسي نهاد زغير، بشرط إبعاده عن مقبرة باب الرحمة مدة أسبوع، علما بأنه مبعد عن المسجد الأقصى مدة 6 أشهر أيضاً.
إهانات وانتهاكات بحق الأسرى
من جانب آخر، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان صحافي، الخميس، بأن إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسير الجريح أسامة فنون من مستشفى "شعاري اتصيدك"، إلى ما تسمى عيادة سجن الرملة، علما بأنه معقتل منذ نحو أسبوعين، بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليه، وسط الخليل.
على صعيد آخر، وثقت هيئة الأسرى في بيان لها، اليوم الخميس، إفادات لأسرى وقاصرين يقبعون بمعتقلي "الدامون" ومركز توقيف "عتصيون"، يسردون من خلالها ظروف اعتقالهم القاسية، وما تعرضوا له من تنكيل وإهانة خلال اعتقالهم، والتحقيق معهم.
ومن الإفادات التي سجلها تقرير الهيئة، شهادة القاصر أحمد عويوي (17 عاماً)، من مدينة الخليل، والذي جرى اعتقاله عقب استدعائه لدى سلطات الاحتلال بمركز شرطة "كريات أربع"، حيث قام جيش الاحتلال فور اعتقاله بزجه داخل العربة العسكرية لنقله لمركز تحقيق "عتصيون"، وخلال تواجده بسيارة النقل تعمد جنود الاحتلال ضربه بشكل تعسفي وصعق رأسه بعصا كهربائية، وضربه على صدره بشكل عنيف، ما تسبب له بأوجاع لا يزال يعاني منها حتى الآن.
وتابعت الهيئة "عند وصول عويوي لعتصيون، قام الجنود بوضع الفتى على كرسي دوار وتعمدوا تحريكه بشكل متكرر وضربه وصفعه في ذات الوقت، وذلك لإرهاقه وإجباره على الاعتراف بالتهم الموجه ضده، كذلك لم يسلم القاصر من السب والشتم خلال استجوابه، وبعد انتهاء التحقيق معه، جرى نقله إلى الغرف مع الأسرى الآخرين، وهناك فقد وعيه أكثر من مرة من شدة الضرب الذي تعرض له".
أما عن الأسير الطفل أحمد أبو سبيتان (14 عاماً) من بلدة الطور قضاء القدس المحتلة، فقد تعرض لاستجواب قاسٍ بمركز تحقيق "المسكوبية"، وخلال الاستجواب هاجمه أحد المحققين وقام بالاعتداء عليه بالضرب وصفعه، ومن ثم قام بطرحه أرضاً وأخذ يدوس عليه وهو ملقى على الأرض، حيث حُقق معه عدة مرات ولساعات طويلة، وبقي في زنازين المسكوبية مدة 19 يوماً، وبعدها نُقل إلى قسم الأشبال بمعتقل "الدامون".
كما اعتدى جيش الاحتلال على الشاب عوض أبو نعيم (18 عاماً) من قرية المغير قضاء مدينة رام الله، وذلك عقب مداهمة بيته وتفتيشه، ثم جرى اقتياده للخارج وزجه داخل الجيب العسكري، ليقوم جنود الاحتلال بضربه ضرباً مبرحاً، كما تعمدوا استفزازه وشتم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، عدا عن ذلك قاموا بإهانته وتصويره عبر تطبيق (تيك توك)، أثناء التنكيل به، ومن ثم قامت قوات الاحتلال بنقله إلى معتقل "عوفر" لاستجوابه وبعدها إلى مركز توقيف "عتصيون"حيث يقبع الآن.
بينما اشتكى الفتى محمد عبيدات (17 عاماً) من بلدة جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، من الأوضاع الحياتية داخل زنازين مركز تحقيق "المسكوبية"، فالغرف داخل المعتقل قذرة جدا، والأغطية وسخة مليئة بالحشرات وتُسبب حساسية للجلد، ووجبات الطعام المقدمة سيئة النوع والكمية، عدا عن ذلك، فإن معاملة السجانين للأسرى سيئة للغاية، حيث يقومون بالاعتداء عليهم وضربهم، لحجج وذرائع واهية.
اعتقالات يومية
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، سبعة فلسطينيين من بلدة سعير شرق الخليل، واستدعت آخرين، فيما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز السام باتجاه منازل المواطنين خلال اقتحام البلدة، ما تسبب باندلاع حرائق في الأراضي الزراعية.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، 3 شبان من بلدة كفر نعمة غرب رام الله، وشابا آخر من حي أم الشرايط في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله.
في سياق آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، بلدتي اليامون والعرقة غرب جنين، ودهمت عددا من المنازل واستولت على تسجيلات فيديوهات كاميرات المراقبة، بينما داهمت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، عددا من المنازل في بلدة يعبد جنوب غرب جنين وفتشتها، واستجوبت ساكنيها، ونفذت عمليات تمشيط واسعة بين كروم الزيتون قرب مدخل يعبد.
اقتحامات للأقصى
اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، قبل أن يغادروه.
واستأنف المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بداية الأسبوع الجاري، بعد قرابة 3 أسابيع من وقف الاقتحامات عقب مواجهات 28 رمضان وما تلاها من رد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والانتفاضة الشعبية التي شهدتها فلسطين التاريخية.