"مجزرة إسرائيلية جديدة بحق الأغوار"، هذا هو الوصف الأدق لأوسع عملية هدم نفذتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء، في مناطق مختلفة من الأغوار الفلسطينية بالضفة الغربية، وتحديدا في خربتي "حمصة" و"إبزيق"، حيث سوت قوات الاحتلال أكثر من تسعين منشأة بالأرض، وشردت ساكنيها.
وبدأت العملية مع ساعات الفجر الأولى، حين اقتحمت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية الأغوار الفلسطينية من عدة محاور، وتوزعت على مناطق مأهولة بالسكان، حيث داهمت الخيام التي يقطنونها وفتشتها وصادرت محتوياتها، كما صادرت مركبات وجرارات زراعية وألواحا شمسية، لكنها لم تكتف بذلك، بل أحضرت جرافات ضخمة وبدأت بعملية هدم لتلك المنشآت بحجة البناء دون ترخيص، كون المنطقة عسكرية مغلقة، ويمنع على الفلسطينيين التواجد فيها.
وفي الوقت الذي تركزت الحملة العسكرية الإسرائيلية صباحا على خربة إبزيق، بهدم نحو عشر منشآت، كانت شكلت ساعات ما بعد الظهيرة حتى المساء كابوسا على الفلسطينيين في خربة "حمصة الفوقا" بالأغوار الشمالية الفلسطينية، حيث هدمت قوات الاحتلال نحو ثمانين منشأة سكنية، وتركت العائلات في العراء.
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة لـ"العربي الجديد"، إن "إحدى عشر عائلة باتت دون مأوى في خربة حمصة، بعدما سوت جرافات الاحتلال الخيام والبركسات التي كانت تؤويهم بالأرض، كما لم تترك لهم مصدرا للشرب بعدما صادرت جرارات لنقل المياه للمواطنين والمواشي".
بدأت العملية مع ساعات الفجر الأولى، حين اقتحمت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية الأغوار الفلسطينية من عدة محاور، وتوزعت على مناطق مأهولة بالسكان، حيث داهمت الخيام التي يقطنونها وفتشتها وصادرت محتوياتها، كما صادرت مركبات وجرارات زراعية وألواحا شمسية
ولفت دراغمة إلى أن قوات الاحتلال أجرت عملية إحصاء للسكان وسجلت كافة ممتلكاتهم، في خطوة غير مفهومة لغاية اللحظة، لكن تكشف عن مخططات إسرائيلية لاجتثاث الوجود الفلسطيني في الأغوار، موضحاً أن غالبية المنشآت المهدومة الثلاثاء لم يصل لأصحابها إخطارات مسبقة من سلطات الاحتلال كما جرت العادة، بل إبلاغات شفوية من ضباط كانوا يقتحمون تلك المناطق في فترات متباعدة.
من جهته، أشار رئيس مجلس قروي "إبزيق" عبد المجيد خضيرات، إلى أن "هذه الحملة لم يسبق لها مثيل سواء في خربة "إبزيق" أو في غيرها من مناطق الأغوار، فهي تعتبر الأوسع حتى الآن، كونها استهدفت كافة مناطق الخرب".
وأوضح خضيرات، في حديث لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، أن خربة "إبزيق" على مدار سنوات الاحتلال تعرضت للعديد من أشكال الانتهاكات، ومن أبرزها التدريبات العسكرية التي تجري باستمرار على أراضيها، ونتيجتها تدمير مساحات واسعة من الأراضي المزروعة، إلى جانب مخلفات التدريبات التي أدت لوقوع العديد من الإصابات والشهداء من مواطني الخربة.
ويضاف لهذه الانتهاكات الإخطارات التي يسلمها الاحتلال للأهالي باستمرار، وهدم خيامهم ومنشآتهم، والاستيلاء على مركباتهم وجراراتهم الزراعية.
ويتخوف خضيرات من أن تكون هذه الحملة مقدمة لعمليات واسعة ولمخطط ترحيلي لكافة أهالي الخربة، وما يزيد هذه التخوفات إنذار 15 عائلة دفعة واحدة بالإخلاء.
وتسكن خربة إبزيق 45 عائلة، ويبلغ تعداد سكانها حوالي مئتي نسمة، يعتاشون بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي، كما تبلغ المساحة الكلية للخربة، بما فيها الأراضي الزراعية والأراضي الرعوية، 45 ألف دونم، استولى الاحتلال سابقا على حوالي عشرة آلاف دونم منها لصالح جدار الفصل والتوسع العنصري.
وكانت قوات الاحتلال داهمت خربة إبزيق بأعداد كبيرة من الجنود صباح الثلاثاء، وحاصرت منازل المواطنين وفتشتها، واستولت على تسعة جرارات زراعية، وخمسة صهاريج مياه، وخمس عربات جر، ومركبتين خاصتين، كما أخطرت 15 عائلة بشكل شفهي بإخلاء المنطقة خلال يوم واحد فقط.
في سياق منفصل، أخطرت سلطات الاحتلال، الثلاثاء، بهدم خيام سكنية وبوقف العمل في مساكن قيد الإنشاء في منطقة البويب ببلدة يطا جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال أخطرت بهدم أربع خيم سكنية تعود لعائلة الدعاجنة، وسلمت المواطن محمد نبيل إخطاراً بوقف العمل في منزله.
على صعيد آخر، ذكرت مصادر صحافية أن مواطنين فلسطينيين أصيبا، مساء اليوم الثلاثاء، في اعتداء للمستوطنين بالحجارة على المركبات الفلسطينية، بالقرب من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين شمال الضفة الغربية، حيث جرى الاعتداء على المواطنين مصطفى غوادرة (62 عاما) وفتحي أبو علي (65 عاما) بالضرب، بعد تحطيم مركبتيهما، ما أدى لإصابتهما برضوض نقلا إثرها إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين.
وأغلق المستوطنون طريق جنين نابلس، بالقرب من مدخل قرية برقة شمال نابلس، وهاجموا المركبات الفلسطينية على الطريق الواصل بين جنين ونابلس بالحجارة، ما تسبب بوقوع حادث سير، كما أغلق المستوطنون الطريق أمام حركة المواطنين، وهاجموا كذلك منازل الأهالي، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس.
في حين، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، مواطنا فلسطينيا وطاقما من منظمة "يش دين" الحقوقية الإسرائيلية، قرب بلدة دير استيا شمال غرب محافظة سلفيت، وحققت معهم، أثناء تواجدهم في الأراضي المهددة بالاستيلاء قرب مستوطنة "ياكير" المقامة على أراضي سلفيت.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، فلسطينيا من قرية اللبن الشرقية جنوب محافظة نابلس.