جيش الاحتلال ينقل فرقة من غزة إلى الشمال: صعوبات في التعامل مع أكثر من جبهة

11 فبراير 2024
قرّر هليفي نقل الفرقة إلى الحدود مع لبنان رغم المطالبات ببقائها في غزة (فرانس برس)
+ الخط -

زعم جيش الاحتلال أنه يحرز تقدماً بالقتال في غزة وفقاً لخطة الحرب

قرر هليفي نقل الفرقة رغم طلب قائد المنطقة الجنوبية بالجيش إبقائها

الجيش يضطر إلى تسريح قوات في الاحتياط في الشمال

نقص كبير في عدد قوات الجيش الإسرائيلي يقدر بآلاف الجنود

تشهد أروقة جيش الاحتلال الإسرائيلي نقاشات داخلية، تُظهر صعوبة تعامله مع أكثر جبهة، وهو ما تجلّى في سحب فرقة من غزة في الآونة الأخيرة ونقلها إلى منطقة الحدود مع لبنان.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، بأن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش طالب، خلال نقاشات داخلية، هيئة الأركان، قبل عدة أسابيع، بإبقاء (الفرقة 36)، إحدى أكبر الفرق، للمشاركة في المعارك وسط قطاع غزة، بهدف زيادة الضغط العسكري على حركة حماس، لكن تقرر في نهاية المطاف نقلها إلى الجبهة الشمالية.

وأوضحت الإذاعة موقف قائد المنطقة الجنوبية بأن على الفرقة متابعة مهامها، حتى تفكيك كتائب حماس التي بقيت وسط القطاع، في منطقة النصيرات ودير البلح.

في المقابل، أشار رئيس قسم العمليات عوديد بسيوك إلى الحاجة لإخراج الفرقة من غزة ونقلها إلى الشمال، لاستبدال جزء من قوات الاحتياط الموجودة هناك، ووضع فرقة نظامية على الحدود تكون جاهزة لأي تطورات قد تحدث.

وفي النهاية، قرّر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي نقل الفرقة إلى الحدود مع لبنان.

وترى الإذاعة أن هناك عدة أمور يمكن استنتاجها من هذه القصة، من بينها تعقيدات إدارة الحرب لفترة طويلة على أكثر من جبهة مع عدد محدود من القوات، وأن الجيش يضطر إلى تسريح قوات في الاحتياط في الشمال وفي الضفة الغربية من أجل أخذ قسط من الراحة، وهذا يأتي على حساب حجم القوات التي تحارب في قطاع غزة.

واعتبرت الإذاعة أيضاً أنه حين تتحدث القيادة الإسرائيلية عن زيادة الضغط على حماس من أجل تحسين شروط الصفقة المحتملة، فإن هذا الأمر ليس سهلاً من حيث التطبيق، "وفي هذه الحالة كان الخيار نقل الفرقة إلى الشمال وإرجاء تفكيك كتيبتين تابعتين لحركة حماس إلى موعد غير معلوم".

وعقّب الجيش على ما أوردته الإذاعة بأن "الجيش الإسرائيلي يُحرز تقدماً في القتال في غزة وفقاً لخطة الحرب التي وافق عليها المستوى السياسي. ويتم تحديد توزيع القوات المقاتلة في كافة الجبهات وفق الخطة، والاحتياجات العملياتية في مختلف الجبهات. جميع وحدات الجيش الإسرائيلي مستعدة وجاهزة للقتال في غزة، وتقوم هيئة الأركان العامة بدراسة الاحتياجات واتخاذ القرارات وفقاً لذلك".

وكشفت مذكرة نشرتها وزارة الأمن الإسرائيلية، يوم الخميس الماضي، عن وجود نقص كبير في عدد قوات الجيش الإسرائيلي يقدر بآلاف الجنود، على أثر عملية "طوفان الأقصى" والحرب المستمرة على قطاع غزة.

ونشرت وزارة الأمن للجمهور تعديلات قانون الخدمة الاحتياطية والخدمة الإلزامية في الجيش، في ظل النقص الحاد بآلاف الجنود، دون أي تغيير في توزيع "العبء"، وسط استياء شرائح إسرائيلية واسعة، تطالب بإلزام اليهود المتدينين "الحريديم" بتأدية الخدمة العسكرية.

ويضغط الجيش الإسرائيلي كثيراً من أجل تمرير القانون بسبب الحاجة إلى آلاف الجنود ووجود نقص في صفوفه، معتبراً ذلك أمراً مصيرياً لعمل الوحدات المختلفة، خاصة في هذه الفترة من الحرب، وبشكل عام في تطبيق مفهوم الدفاع المكثّف على الحدود، ابتداءً من الأشهر القريبة ولعدة سنوات مقبلة.

وجاء في نصّ المذكّرة أن "الواقع الأمني الجديد الذي نتج (بعد هجوم 7 أكتوبر) يتطلب حلولاً عملياتية كبيرة للدفاع ولمواصلة الجهد الحربي على جميع الجبهات"، وأن "جميع هذه المهام أنتجت ضغطاً كبيراً على الجيش الإسرائيلي وعلى من يخدمون بالخدمة المنتظمة وفي الاحتياط".

وكُتب أيضاً في مذكرة القانون أنه "إلى جانب مئات الجنود الذين قُتلوا في المعارك منذ 7 أكتوبر فإن آلافاً آخرين أصيبوا، ويُتوقع ألا يعودوا مؤهلين على المستوى العملياتي، الأمر الذي أدى إلى فجوة كبيرة في حجم القوات العملياتية المنتظمة في الجيش الإسرائيلي".