الاحتلال يكثّف البحث عن منفذ إطلاق النار على حاجز مخيم شعفاط ويهدد بشنّ هجوم عسكري شماليّ الضفة
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي مطاردة منفذ عملية إطلاق النار قرب حاجز شعفاط شماليّ القدس المحتلة، التي أدت إلى مقتل مجندة إسرائيلية، وفق إعلان جيش الاحتلال، فجر اليوم الأحد. وأفادت شرطة الاحتلال بأنها اعتقلت ثلاثة فلسطينيين، أحدهم قالت إنه نقل منفذ العملية إلى مكان إطلاق النار.
وأعلن قائد شرطة الاحتلال في القدس دورون ترجمان، أنّ قوات الاحتلال تعرفت إلى هوية منفذ العملية، وأنها تجري عمليات مطاردة لاعتقاله.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنّ قوات كبيرة اقتحمت مخيم شعفاط وأحياء بيت حنينا وعناتا.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال لا تزال تقوم بأعمال تفتيش في منازل المواطنين في مخيم شعفاط وفي ضاحية السلام وبلدة عناتا المجاورتين للمخيم.
وبحسب ما قالت المصادر المحلية، فإن قوات الاحتلال تفرض حصاراً على مخيم شعفاط وبلدة عناتا وتمنع المواطنين من مغادرتهما، فيما شنّت حملة مداهمة وتفتيش بحق منازل المواطنين، وعاثت فيها خراباً.
تغطية صحفية: "الاحتلال ينشر فيديو للحظة إطلاق النار من مسافة صفر صوب جنود الاحتلال على حاجز مخيم شعفاط أمس" pic.twitter.com/lsit6TZgze
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) October 9, 2022
وتواصل قوات الاحتلال منع طواقم الإسعاف من دخول المنطقتين منذ الليلة الماضية، رغم وقوع إصابات بالرصاص المعدني.
واستعانت قوات الاحتلال، صباح الأحد، بثلاث مروحيات شرطية تقوم بعمليات تمشيط جوية لكامل المخيم وبلدة عناتا، حيث لا تزال قوات الاحتلال تبحث عن منفذ آخر للهجوم.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طاولت نحو 20 شاباً من مخيم شعفاط ومن أحياء أخرى محيطة، إضافة إلى اعتقال عشرة شبان آخرين من بلدة عناتا وحدها.
بموازاة ذلك، أشار متحدث باسم مستشفى هداسا في القدس المحتلة، إلى أنّ وضع الحارس الآخر الذي أصيب في العملية لا يزال حرجاً، إضافة إلى وجود مصابين آخرين.
وتتواصل حالة التأهب والاستنفار العالية التي أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما يُنتظَر أن يعاد في الرابعة من بعد ظهر اليوم فرض الإغلاق التام على الضفة الغربية المحتلة، ومعابر غزة، بمناسبة عيد العرش اليهودي.
وقالت المراسلة العسكرية كرميلا منشه، إنّ الجيش دفع بقوات معززة لتأمين امتداد خط التماس بين أراضي الضفة الغربية المحتلة وأراضي الـ48.
من جهة ثانية، يستمر رفع حالة التأهب العليا على الحدود الشمالية مع لبنان، تحسّباً لتصعيد محتمل من قبل "حزب الله"، على خلفية المصاعب التي تواجه المفاوضات مع لبنان لترسيم الحدود البحرية، من جهة، وبدء إسرائيل اليوم، تجريب تفعيل منصة استخراج الغاز من حقل كاريش.
وأكدت مصادر محلية أنّ الاحتلال وسّع من عمليات البحث عن منفذ عملية حاجز شعفاط باتجاه مدينة القدس، والضواحي المحيطة بها، ولا سيما في الطور ورأس العامود، حيث ترجح قوات الاحتلال أن يكون منفذ الهجوم قد فرّ بمركبة كانت في انتظاره، واستعانت قوات الاحتلال بطائرة مسيرة ووحدات من المستعربين في عمليات البحث والتمشيط.
في ذات الوقت، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد، مخيم شعفاط، مطلقة وابلاً كثيفاً من قنابل الغاز المسيل للدموع، بينما ردّ الشبان بإطلاق المفرقعات النارية باتجاه قوات الاحتلال.
ومن جانب آخر، أفادت مصادر محلية، في بلدة عناتا المجاورة للمخيم، باعتقال وحدة المستعربين 4 شبان على المدخل الشمالي الرئيسي في البلدة.
وقالت مصادر محلية، في ضاحية السلام المتاخمة لمخيم شعفاط شماليّ القدس المحتلة، إنّ قوات الاحتلال اعتقلت 4 فلسطينيين من عائلة واحدة، هم أب وزوجته ونجله وقريب للعائلة، من دون أن تتضح أسباب الاعتقال.
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي: نقترب من تنفيذ عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة
في الأثناء، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بارليف، في مقابلة إذاعية، صباح اليوم الأحد، إنّ الجيش يعمل بتنسيق تام مع جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، زاعماً أنّ "منفذ العملية سيعتقل في نهاية الأمر مثلما اعتقل شركاؤه الثلاثة سابقاً"، مضيفاً: "قد يستغرق ذلك ساعات، وقد يستغرق عدة أيام، لكن في النهاية سيتم الأمر".
ولفت بارليف إلى أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها منفذو العمليات من الشطر الشرقي المحتل من القدس عام 67، مضيفاً أنّ "قوات الأمن والشرطة في حالة استنفار عالية بفعل الأعياد اليهودية، حيث تنتشر قوات كبيرة في المدينة".
إلى ذلك، قال بارليف رداً على استمرار حالة الغليان وازدياد العمليات الفدائية ضد الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة: "إننا نبذل أقصى جهد لتفادي عملية (يقصد اجتياحاً برياً واسعاً) في الضفة الغربية، لكن لا يوجد شك في أنّ الأحداث التي تقع في الأسابيع الأخيرة، هي بزخم كبير. نحن نبذل جهودنا، لكن إذا لم يكن كافياً سنضطر إلى شنّ عملية واسعة شماليّ الضفة الغربية".
وزعم بارليف أنه عدا عن عملية أمس، فإنّ قوات الاحتلال تنجح في الوصول واعتقال من تسميهم "قنابل موقوتة" في جنين ونابلس. وقال: "نحن نقترب من حملة عسكرية، لم يحن موعدها بعد، يجب أن نواصل العمليات وفحص الأمور واتخاذ القرارات".
وكانت سلطات الاحتلال قد بدأت، منذ مارس/آذار الماضي، حملة واسعة بحق الفلسطينيين أطلق عليها اسم "كاسر الأمواج"، وذلك في سبيل التصدي ووقف العمليات في الضفة الغربية، وقد أدت إلى استشهاد أكثر من مئة فلسطيني، فيما تركزت هذه الحملة في شمال الضفة، وتحديداً في جنين ومخيمها.
ويلوّح الاحتلال بعملية اجتياح واسعة لمحافظة جنين، علماً أنّ عملياته تمتد لكل أنحاء الضفة الغربية من أقصى الشمال في جنين وحتى جنوب الضفة الغربية في منطقة الخليل وقراها، عدا عن توفيره الحماية للمستوطنين للاعتداءات على المزارعين التي غالباً ما تتصاعد خلال موسم قطف الزيتون.
وتأتي تصريحات بارليف مع ارتفاع وتعالي أصوات عناصر من اليمين المعارض للحكومة، في أوج المعركة الانتخابية، المطالب بشنّ عدوان واجتياح بري على غرار عدوان "حامي الأسوار" عام 2003، بينما تتردد المؤسسة العسكرية في إطلاق اجتياح شامل خوفاً من ردة الفعل العكسية وفقدان السيطرة على ما يحدث في الضفة الغربية المحتلة.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأحد، إلى تكثيف السلطة الفلسطينية "عملها" في منطقة نابلس لتشديد قبضتها على المدينة ومحيطها كي لا تشتعل فيها الأوضاع والمواجهات على غرار ما يحدث في جنين ومخيمها.
وتدعي دولة الاحتلال أنّ الأوضاع في جنين ومخيمها، وأخيراً في نابلس، تؤكد تراجع قبضة السلطة الوطنية الفلسطينية، مرجعة ذلك إلى حرب الوراثة في أروقة السلطة لليوم الذي يلي رحيل رئيسها الحالي محمود عباس، من جهة، وبتوجيه مباشر من حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، من جهة أخرى.
ويقرّ الاحتلال بتشكل المجموعات العسكرية المسلحة في جنين ونابلس، بمبادرة فردية عابرة للفصائل، ولا سيما مجموعتي "كتيبة جنين" في جنين، و"عرين الأسود "في نابلس، مع التأكيد على مشاركة عناصر وأفرد من "حركة فتح"، و"كتائب شهداء الأقصى".
على صعيد آخر، أعادت قوات الاحتلال فتح أبواب البلدة القديمة من القدس بعد إغلاقها لبعض الوقت، فيما أصيب الفتى الفلسطيني معتز أبو اسنينة (12 عاماً) بجروح في الرأس، بعد اعتداء مستوطن عليه بالضرب قرب باب العامود.
وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، عائلة مقدسية، على هدم منزلها ذاتياً في منطقة واد الجوز بمدينة القدس، بحجة عدم الترخيص، تحت تهديد بالغرامات الباهظة إن هدمتها آليات الاحتلال.