كشف متحدّث عسكري عراقي عن استراتيجية "الاشتباكات الليلة" لضرب تنظيم "داعش"، الذي ما زال ينشط في عدد من محافظات البلاد، مؤكدا فعّالية الاستراتيجية الجديدة كونها تباغت عناصر التنظيم، مؤكدا مقتل 300 عنصر من التنظيم منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان السوداني قد أصدر توجيهات متتابعة للقيادات الأمنية بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشددا على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطا لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركاتهم.
ووفقا للمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي اللواء تحسين الخفاجي، فإنه "منذ تسلم الحكومة، تجاوز عدد قتلى التنظيم 300 إرهابي، بينهم قياديون ومخططون في التنظيم، إذ إن أغلبهم قتلوا بسلاح الجو العراقي".
وبين الخفاجي في تصريح لقناة العراقية الإخبارية، مساء أمس الجمعة، أن "هناك مناطق معقدة جغرافيا وصعبة جدا حتى لا يمكن التحرك فيها، لكن دقة المعلومات الاستخبارية والاستطلاع المستمر في مختلف الظروف منحانا قدرة مباغتة العدو فيها واشتبكنا معه اشتباكات ليلية امتدت من الساعة 12 ليلا حتى الفجر".
وأكد أن "الاشتباك الليلي يعدّ من العمليات النوعية، وهو عمل مميز في مناطق صعبة جغرافيا لا يمكن أن تتحرك فيها المدرعات، وسلاح الجو يلاقي صعوبة كونها منطقة ذات كثافة زراعية ووديان، والظروف الجوية أحيانا لا تساعد، ما دفعنا لاستخدام قوات محمولة جوا وقوات خاصة، وقد أثبتت نجاحا"، مشددا على أن "هذا يؤكد دقة الاستراتيجية التي وضعتها قيادة العمليات لملاحقة الإرهاب".
دقة المعلومات الاستخبارتية وتحديد ساعة الصفر
من جهته، أكد ضابط رفيع في قيادة الجيش العراقي أن "استراتيجية الهجمات والاشتباكات الليلية لا يمكن اعتمادها في كل وقت ومكان"، مبينا لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "الاشتباك الليلي حقق نجاحات في عدد من الهجمات التي نفذها الجيش العراقي، كونه يتميز بعنصر المباغتة التي لم يتوقعها تنظيم داعش، إلا أن تنفيذه يرتكز أساسا على دقة المعلومة الاستخبارية وتحديد ساعة الصفر للمباغتة".
وأشار الى أن "الاستراتيجية حققت نجاحا، وهي من ضمن الاستراتيجيات المعتمدة حاليا، إلا أنها لا تحقق نجاحا إلا في المناطق الوعرة وذات الكثافة الزراعية"، مؤكدا أن "التحركات الأخيرة للجيش أثبتت تقدما واضحا، وأن الهجمات والضربات تنفذ بدقة، وهذا يعود إلى دقة المعلومة الاستخبارية التي تعتمد عسكريا".
واعتمد الأمن العراقي، أخيرا، أسلوب العمل الاستخباري في متابعة وتحديد تحركات عناصر تنظيم "داعش" في عموم المحافظات العراقية، ضمن استراتيجية أمنية جديدة بالتوازي مع التحرك الميداني، وهو ما نتج عنه تراجع واضح في أعمال العنف والهجمات التي كانت قد نشطت في مطلع العام الجاري.
وأعلنت قيادة الجيش العراقي، أخيرا، مقتل 155 عنصرا من تنظيم "داعش" في عمليات عسكرية في البلاد، نفذت منذ مطلع العام الجاري 2023.