الانتخابات الأميركية... المترددون يربكون حملتي هاريس وترامب

22 سبتمبر 2024
التصويت الشخصي المبكر في فيرجينيا، 20 سبتمبر 2024 (أندرو هارنيك/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الإنفاق الانتخابي والتقارب في الاستطلاعات**: لم يتمكن أي من المرشحَين، ترامب وهاريس، من حسم السباق الرئاسي رغم إنفاق حملة هاريس ثلاثة أضعاف ما أنفقته حملة ترامب في أغسطس.

- **التبرعات والإنفاق على الإعلانات**: أنفقت حملة هاريس 174 مليون دولار في الشهر الماضي مقابل 61 مليون دولار لحملة ترامب، ومع ذلك، تشير الاستطلاعات إلى تقارب المنافسة بينهما.

- **الناخبون المترددون وأهمية الاقتصاد**: يشكل الناخبون المترددون حوالي 18% من الناخبين المحتملين، ويعتبرون الاقتصاد أولوية قصوى، مما قد يؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات.

لم يقترب أي من المرشحَين للرئاسيات الأميركية، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، من حسم المنافسة بينهما، مع دخول حملتيهما الانتخابيتين المرحلة النهائية من السباق الذي تبقى له أقل من سبعة أسابيع قبل يوم الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. المتنافسان المتقاربان في استطلاع الرأي، يدفعان لمزيد من الإنفاق على الحملات الانتخابية، إذ أنفقت الحملة الانتخابية لنائبة الرئيس الأميركي جو بايدن ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما أنفقته حملة الرئيس السابق في أغسطس/ آب الماضي، فيما جمعت حملتها أكثر من أربعة أضعاف ما جمعته حملة ترامب في الشهر نفسه. لكن ذلك لا يضمن تقدم مرشحة الحزب الديمقراطي، إذ لا تزال فئة من الناخبين، لا سيما أولئك الذين تُعتبر أصواتهم مرجحة لكفة الميزان وإحداث الفارق في الانتخابات الأميركية المقبلة، غير ملتزمة بالتصويت لأي منهما.

الميزة المالية لا تحسم الانتخابات الأميركية

وكشفت هاريس، التي أطلقت حملتها في يوليو/ تموز الماضي بعيد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي لصالحها، للجنة الانتخابات الاتحادية، أول من أمس الجمعة، عن إنفاق قدره 174 مليون دولار خلال الشهر الماضي، فيما أعلنت حملة ترامب بشكل منفصل عن إنفاق 61 مليون دولار. وفي أغسطس الماضي، قال كل من ترامب وهاريس إن معظم إنفاقهما كان على الإعلانات. وفي حين أن زيادة الإنفاق ستساعد حملة نائبة الرئيس على تكثيف الإعلانات التلفزيونية طوال فترة ما قبل الانتخابات، إلا أن ذلك قد لا يساهم بحسمها الفوز، إذ إن العديد من استطلاعات الرأي تشير إلى تقارب المنافسة بين المرشحَيْن بما في ذلك في الولايات المتأرجحة التي قد تحدد الفائز. وكان ترامب قد تفوق على منافسته هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016 رغم أنه جمع أموالاً أقل من المرشحة الديمقراطية آنذاك. وأفادت حملة هاريس بتقديم تبرع بقيمة 75 ألف دولار لصندوق ديترويت يونيتي، وهي منظمة غير ربحية تعمل على زيادة إقبال الناخبين السود في ميشيغن، التي تعتبر ساحة معركة رئيسية في انتخابات العام الحالي. كما ساهم أداء بايدن السيئ في المناظرة ضد ترامب بزيادة التبرعات لحملتها، والتي أنهت شهر أغسطس الماضي بجمع مبلغ 235 مليون دولار. بالمقابل، ذكرت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، مساء أول من أمس، أنها أنهت الشهر نفسه بجمع مبلغ 79 مليون دولار.

 جمعت حملة كامالا هاريس 47 مليون دولار خلال الـ24 ساعة التي أعقبت مناظرتها مع ترامب

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال مسؤولو حملة هاريس إن جهودها وجهود لجانها المنسقة، أي المجموعات التي تجمع الأموال بشكل مشترك لحملتها، جمعت 361 مليون دولار في أغسطس الماضي، مقارنة بـ130 مليون دولار جمعتها جهود ترامب المنسقة. لكن وفق صحيفة واشنطن بوست الأميركية، فإن الصورة الكاملة لن تكون متاحة إلا في وقت لاحق من العام الحالي، لأن التقارير المالية تقدّم في بعض الأحيان بوصفها حصيلة ربع سنوية وليس شهرية، كما ارتكزت حملة هاريس على الإثارة في اللحظات الحاسمة، بما في ذلك اختيارها لحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، والتغطية الإعلامية واهتمام الناخبين بالمؤتمر الوطني الديمقراطي الذي عقد في منتصف الشهر الماضي في شيكاغو. وذكرت الصحيفة أن المرشحة الديمقراطية استفادت من قفزة كبيرة في الأموال المقدمة لحملتها خلال الـ24 ساعة التي أعقبت مناظرتها مع ترامب في العاشر من سبتمبر/ أيلول الحالي، إذ جمعت 47 مليون دولار خلال تلك الفترة، وفقاً للحملة.

وعلى الرغم من الميزة المالية التي تتمتع بها هاريس، فإن مستشاريها يحثون المانحين على المضي قدماً حتى يتمكنوا من تمويل ما وصفته جين أومالي ديلون، رئيسة حملة هاريس ـ والز، بأنها "معركة لا هوادة فيها" يمكن أن تحدد النتيجة في سباق متقارب للغاية. وجادلت أومالي في مذكرة، أخيراً، موجهة إلى جامعي التبرعات وأنصار هاريس، بأن الديمقراطيين يواجهون تحديات أكثر من الجمهوريين في رسم مساراتهم المحتملة للحصول على 270 من الأصوات اللازمة للفوز بالرئاسة. إذ يحتاج الفائز بمنصب الرئيس من بين المرشحين إلى الحصول على 270 صوتاً على الأقل من مجموع أصوات أعضاء الهيئات الانتخابية الـ538 (أو المجمع الانتخابي، أي اختيار المندوبين الذين يختارون بدورهم الرئيس ونائب الرئيس).

الناخبون المترددون يثقون بترامب للتعامل مع الاقتصاد

أهون الشرّين

في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير، أول من أمس، أن شريحة من الناخبين الشباب، ومن السود واللاتينيين والذين يكافحون مالياً، يرون أن الاختيار بين هاريس وترامب سيكون وفق من هو "أهون الشرين". وأضافت أن هذه الفئة تحصل على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي أكثر مما يحصل عليه معظم الناخبين، كما أنها قلقة بشأن أمنها الاقتصادي، وصنفت الاقتصاد على أنه مصدر القلق الأول من بين القضايا الأخرى. هؤلاء، وفق الصحيفة، هم "المترددون والناخبون غير الملتزمين التعساء والناخبون غير المؤكدين" الذين يمكن أن يحدثوا فرقاً في هذه الانتخابات الأميركية. وعلى الرغم من أن معظم الأميركيين يؤيدون بقوة أحد المعسكرين الجمهوري والديمقراطي، إلا أن حوالي 18% من الناخبين المحتملين في جميع أنحاء البلاد لم يتخذوا قرارهم بشكل نهائي، وفقاً لأحدث استطلاع أجرته "نيويورك تايمز" و"فيلادلفيا إنكوايرر" (موقع إخباري)، و"سيينا كوليدج". وأشار الاستطلاع الذي شمل أيضاً مقابلات، إلى أن جزءاً من هذه الفئة لم يحسموا أمرهم بعد، ولا يعرفون لمن سيصوتون إلى حين موعد الانتخابات الأميركية ما سيربك الحملتين الرئاسيتين، لا سيما أن هؤلاء قد يغيرون آراءهم مع الوقت، أو قد لا يصوتون على الإطلاق.

ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال الانتخابات الأميركية السابقة، كان العديد من "المترددين والتعساء" هم من الناخبين الديمقراطيين، لكن خيبة أملهم العميقة من السنوات الأربع الماضية من إدارة بايدن، ساهمت بتراجع ميل هؤلاء للحزب الديمقراطي، ويقولون إنهم يثقون في ترامب على حساب هاريس للتعامل مع الاقتصاد بهامش 40%. كما يضع معظم الناخبين غير المقتنعين بأي من الحزبين الاقتصاد فوق قضايا مثل الإجهاض والهجرة، فيما يميل الناخبون غير الملتزمين أو غير المتحمسين إلى أن يكونوا أقل تأثراً بخطاب ترامب التحريضي. وأشار بعضهم خلال المقابلات إلى أنهم منزعجون من هجماته على المهاجرين والمجازات التي يستخدمها عن الأميركيين السود.

المساهمون