لا تسير الانتخابات البرلمانية الجزائرية المبكرة في منطقة القبائل كغيرها من الولايات الجزائرية، إذ تعذّر فتح مراكز انتخاب بسبب رفض السكان المحليين إجراء الانتخابات، كموقف سياسي مناوئ للسلطة والمسار الانتخابي.
وأعلن مندوب سلطة الانتخابات في ولاية تيزي يوسف قابي وزو، في تصريح صحافي، أن 86 مركز تصويت من مجموع 704 مراكز، لم تفتح أبوابها لاستقبال الناخبين، بسبب غياب الظروف المواتية، ووجود توترات بسبب إقدام ناشطين ومتظاهرين على غلقها، نتيجة رفض السكان المحليين إجراء الانتخابات.
ولنفس الأسباب والمناخ السياسي الخاص بالمنطقة، يبقى إقبال الناخبين على مكاتب الاقتراع في هذه الولاية ضعيفا جدا، بلغت نسبة التصويت في ولاية تيزي وزو 0.24 في المائة، حيث لم يصوت حتى منتصف نهار اليوم سوى 1705 ناخبين أدلوا بأصواتهم من مجموع الناخبين المسجلين في القوائم الانتخابية بالولاية.
وعلى الرغم من غلق المكاتب الـ76 في ولاية تيزي وزو، فإن مندوب سلطة الانتخابات يعتبر أن "ظروف إجراء هذه الانتخابات أفضل بكثير من تلك التي شهدتها الولاية خلال الموعدين الانتخابين الأخيرين" الانتخابات الرئاسية والاستفتاء الشعبي، مشيرا في نفس السياق إلى رفض 40 مؤطرا للانتخابات في منطقة أزفون الالتحاق بمراكز التصويت للقيام بمهامهم في تنظيم الانتخابات، حيث تم استبدالهم بآخرين.
وزادت مقاطعة الحزبين الرئيسيين في المنطقة، جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، للانتخابات، في انخفاض نسبة المشاركة في مدن وبلدات منطقة القبائل.
وشهدت بعض بلدات ولاية بجاية، ثاني كبرى مدن منطقة القبائل، توترات أدت إلى إغلاق مكاتب الاقتراع، نتيجة تخريب بعض المحتجين لأوراق الانتخابات في بعض المدن كأوقاس والقصر، وتم في هذه الأخيرة غلق طريق عام من قبل محتجين رافضين للانتخابات، كانوا يطالبون بالإفراج عن الموقوفين ليلة أمس، وظلت نسبة التصويت في الولاية متدنية، حيث لم تتجاوز حتى الساعة الثانية مساء 0.72 في المائة، ما يمثل أربعة آلاف ناخب، من مجموع 400 ألف ناخب مسجلين في اللائحة.
وفي ولاية البويرة (120 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائرية)، شهدت مراكز الاقتراع نشر تعزيزات أمنية لحمايتها من أي تشويش عليها، وشهدت مراكز الانتخابات في مدن البويرة وأمشدالة وبشلول وحيزر عزوفا تاما عن أداء واجب الانتخاب، وأقدم محتجون على غلق بعض المراكز والتجمهر أمامها لمنع الناخبين من التصويت، واندلعت في بعضها مواجهات بين الرافضين للانتخابات وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع.
وقال مندوب سلطة الانتخابات في ولاية البويرة، بلقاسمي أحسن، إن مكتبين انتخابيين، في بلدتي تاغزورت بدائرة حيزر، تم غلقهما بسبب توترات، ويجري العمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها، فيما تم تسجيل غياب أكثر من 1500 مؤطر بمكاتب الانتخاب، رفضوا الالتحاق بالمكاتب، مشيرا إلى أن العملية الانتخابية تسير في باقي مدن الولاية بصفة عادية، حيث تم تسجيل نسبة 5.25 في المائة حتى الساعة الثانية.