الانتخابات الرئاسية التونسية: عدد المرشحين يتجاوز الـ100 وسط صعوبات وتضييقات

30 يوليو 2024
تونسية تدلي بصوتها في الانتخابات المحلية، 24 ديسمبر 2023 (حسن مراد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **عدد المرشحين والتزكيات المطلوبة**: بلغ عدد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية التونسية 103 مرشحين، ويجب على كل مرشح جمع عشرة آلاف تزكية من الناخبين موزعة على عشر دوائر انتخابية على الأقل، أو الحصول على تزكية عشرة نواب من البرلمان أو المجلس الوطني للجهات والأقاليم، أو 40 من رؤساء الجماعات المحلية.

- **تنوع المرشحين وصعوبات جمع التزكيات**: تشمل قائمة المرشحين رؤساء أحزاب، نواب سابقين، وزراء سابقين، وأطباء، بالإضافة إلى وجوه إعلامية وفنية. يواجه المرشحون صعوبات ميدانية وإجرائية في جمع التزكيات، بما في ذلك مضايقات أمنية وتأخير في الحصول على الوثائق المطلوبة.

- **ردود الفعل والمراقبون**: يواصل وكلاء وممثلو المرشحين سباق جمع التزكيات، ويتوقع المراقبون أن تنحسر قائمة المرشحين إلى أقل من عشرة مرشحين سيتمكنون من استكمال ملفاتهم قبل غلق باب الترشيحات.

بلغ عدد مرشحي الانتخابات الرئاسية التونسية الذين حصلوا على استمارات جمع التزكيات 103 مرشحين محتملين، حتى أمس الاثنين، بحسب ما نشره موقع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الرسمي. ويواصل المرشحون المحتملون لخوض الانتخابات الرئاسية التونسية رحلة جمع التوقيعات الضرورية للترشح، وسط عراقيل ميدانية وصعوبات إجرائية عطلت ممثلي ووكلاء المرشحين.

وبدأ مسار جمع التزكيات لخوض الانتخابات الرئاسية التونسية منذ ثلاثة أسابيع، حيث يلزم القانون الخاص بنظام الانتخابات كافة الراغبين في الترشح للرئاسة بجمع عشرة آلاف تزكية على الأقل من الناخبين، موزعة على عشر دوائر انتخابية تشريعية على الأقل، على ألا تقل عن 500 تزكية في الدائرة الانتخابية التشريعية الواحدة، أو الحصول على تزكية عشرة نواب من البرلمان أو من المجلس الوطني للجهات والأقاليم، أو 40 من رؤساء الجماعات المحلية. وانطلقت رسميًا، منذ صباح أمس الاثنين، فترة قبول إيداع الترشيحات للانتخابات الرئاسية وتنتهي فترة الترشيحات يوم الثلاثاء في السادس من أغسطس/آب المقبل.

طفرة المرشحين

وبتحليل قائمة المرشحين المحتملين الـ103 يبرز مرشحون جديون وآخرون استسهلوا عملية الترشح على غرار كل محطة انتخابية، قبل أن يتم فرز العشرات منهم بسبب عدم تمكنهم من جمع عشرة آلاف تزكية.

ويبرز في القائمة المنشورة لمن تقدم للحصول على مطلب جمع التزكيات ثمانية رؤساء أحزاب: وهم أمين عام حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، وأمين عام الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي، وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي، وأمين عام حركة عازمون العياشي زمال، ورئيس حزب الأمان الأزهر بالي، ورئيس حزب الائتلاف الوطني الناجي جلول، ورئيس حزب قرطاج الجديدة نزار الشعري، ورئيس حركة الدفاع عن تونس محمد العادل الدو.

ومن بين المعتقلين الذين أعلنوا نيتهم الترشح في وقت سابق (عبير موسي وغازي الشواشي ولطفي المرايحي وعصام الشابي قبل سحب ترشحه)، ولا تظهر قائمة المرشحين الحاصلين على وثيقة التزكيات سوى المرشح السجين لطفي المرايحي.

وأمس الاثنين، قال المحامي علي الطياشي، عضو هيئة الدفاع عن رئيسة الحزب الدستوي الحر عبير موسي، في تصريح لراديو ''إي أف أم" المحلي، إن "موسي قررت الدخول في إضراب جوع احتجاجاً على ما تعتبره مصادرة لحقها كمواطنة تونسية في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وعدم مراعاة مصالح السجن لوضعيتها الصحية التي تتطلب إجراءات خاصة"، وفق تأكيده.

وتشير قائمة مرشحي الانتخابات الرئاسية التونسية إلى وجود ستة نواب سابقين في برلمانات بعد الثورة، وهم الصافي سعيد، والعياشي زمال، وحسام بونني، بالإضافة إلى كل من عماد الدايمي، وعبد اللطيف المكي، وزهير المغزاوي. ومن بين المرشحين أيضاً خمسة لديهم تجربة في الحكومات السابقة، وهم الوزير قبل الثورة الذي شغل أكثر من وزارة منذر الزنايدي، والمكي الذي شغل حقيبة الصحة، وجلول الذي شغل حقيبة التعليم، وعماد الدايمي الذي كان مدير ديوان الرئيس السابق المنصف المرزوقي برتبة وزير، وأيضاً المستشار الأول السابق برتبة وزير في عهد الرئيس الراحل الباجى قائد السبسي الأميرال كمال العكروت، المسؤول عن مجلس الأمن القومي وقتها.

وتبرز من بين المرشحين الـ103 مجموعة صغيرة من ست نساء فقط غير معروفات، ويظهر في القائمة ثلاثة أطباء، وهم الطبيب ذاكر الأهيذب، والمكي، والمرايحي. وفيها أيضاً ثلاثة متقاعدين من العسكر والأمن، وهم الأميرال المتقاعد بالبحرية كمال العكروت، والعقيد المتقاعد من الجيش محمد العادل الدو، والعميد المتقاعد من وزارة الداخلية هشام المؤدب.

كما تظهر القائمة وجوهاً إعلامية وفنية، مثل الإعلامي نشأت عزوز، والصحافي نزار الشعري، والكاتب الصحافي والإعلامي صافي سعيد، والمحلل والباحث العفيف البوني، بالإضافة إلى الفنان نصر الدين السهيلي، ومغني الراب كريم الغربي. 

ويرى مراقبون أن هناك وكلاء وممثلي عدد من المرشحين المحتملين يواصلون سباق تجميع التزكيات، وبدا صدى الحراك الميداني في صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً متطوعين يجمعون التزكيات للرئيس قيس سعيد ومجموعة الدايمي والمكي ولهيذب والزنايدي والمغزاوي، ما يشير إلى انحسار قائمة المرشحين في أقل من عشرة مرشحين سيتمكنون من استكمال ملفاتهم قبل غلق باب الترشيحات.

صعوبات وتضييقات لدى بعض مرشحي الانتخابات الرئاسية التونسية

وأعلن عدد من المرشحين وممثليهم عن تعرضهم لـ"تضييقات خلال عملية جمع التزكيات المطلوبة لتقديم ملف ترشحهم بصفة رسمية، بلغت حد المضايقات الأمنية"، وتحدث عدد آخر عن صعوبات بسبب انتشار الخوف بين المواطنين، حسب قولهم.

وقال المرشح نشأت عزوز على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "لقد تعرّض متطوعون لجمع تزكيات لفائدتي لمضايقات وحجز الاستمارات التي كانت بحوزتهم من طرف أعوان أمن ووقع إيقافهم ثم تسريحهم". وتحدث المرشح زهير المغزاوي بدوره خلال ندوة صحافية أخيرا، عن تخوف بعض المواطنين من القيام بالتزكيات، داعيا إياهم إلى عدم الخوف.

بدوره، تحدث حزب الإنجاز والعمل عن الصعوبات التي وجدها بسبب التدابير الأمنية المسلطة على المرشح عبد اللطيف المكي وإلزامه بالإقامة الجبرية وعدم تمكنه من لقاء المزكين. واشتكى عدد من المرشحين من عدم إعطائهم بطاقة الخلو من السوابق العدلية (بطاقة عدد 3)، ومماطلة الإدارة في تسليمها رغم مضي وقت كاف على طلبها، فيما أكد رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر، في تصريحات صحافية، أمس الاثنين، على ضرورة توفير النسخة الأصلية منها وليس وصل التسليم لاستكمال ملف الترشح.

المساهمون