أكد نواب وسياسيون عراقيون، أن الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ قرابة 11 شهرا عقب إجراء الانتخابات البرلمانية في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2021، ما زالت بعيدة عن أي بوادر للحل، وأن فرصة الحوار بين التيار الصدري والإطار التنسيقي ضعيفة جدا، مشيرين إلى فشل جميع المبادرات التي طُرحت للحوار.
وتعيش البلاد فترة هدوء نسبي، على إثر قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأسبوع الماضي بإنهاء اعتصامات أنصاره داخل المنطقة الخضراء، بعد صدامات مسلحة بين أنصاره وأمن "الحشد الشعبي" أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى.
ومساء أمس الجمعة، عقد قادة الإطار اجتماعا، في منزل زعيمه، نوري المالكي ببغداد، بحث المشهد السياسي وتعقيداته، وإمكانية توحيد المسار بين قوى الإطار للمرحلة المقبلة، فيما لم يعلنوا أي مخرجات.
مصدر: انتهاء اجتماع #الإطار_التنسيقي في منزل #المالكي#نينا #العراق
— الوكالة الوطنية العراقية للأنباء (@Nina_news_1) September 2, 2022
لقراءة الخبر كاملا:https://t.co/q0l0Nol2uU pic.twitter.com/ft15ObVxjB
النائب عن دولة القانون، حسين مردان، أكد، عقب الاجتماع، أنه "سيتم تأجيل عقد جلسة البرلمان القادمة إلى ما بعد أربعينية الإمام الحسين"، مبينا في تغريدة له، "نؤكد أن الحوارات مع الكتل الأخرى بشأن تشكيل الحكومة مستمرة، وتجري الآن الاتصالات مع الكتل الكردية لغرض الإسراع بتسمية رئيس الجمهورية، وأيضا نؤكد تمسكنا على تسمية السوداني لرئاسة الوزراء".
— النائب حسين مردان (@hussienmardan) September 3, 2022
من جهته، أكد نائب في البرلمان العراقي، أن "رؤية الإطار التنسيقي اختلفت بعد أن وصلت الأزمة إلى مرحلة حمل السلاح، كما حصل في الأسبوع الفائت، وأن هناك توجها لديه نحو خفض التصعيد"، مبينا لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنه "لا توجد حلول لدى الإطار للمرحلة الحالية، وأن قياداته تنتظر قرار المحكمة الاتحادية بشأن دعوى حل البرلمان، والذي قد تكون له تداعيات في حال قبول الدعوة أو ردها".
وأشار إلى أن "أطرافا داخل الإطار تدفع باتجاه الهدوء وعدم اتخاذ أي خطوة تصعيدية تعقد المشهد السياسي خلال الفترة الحالية"، مشددا على أن "الأزمة ستطول في ظل هذه التقاطعات".
النائب عن تحالف الفتح، الذي يتزعمه هادي العامري، عائد الهلالي، أكد أن "الانسداد ما زال السمة الغالبة على العملية السياسية في البلاد، حيث لم تسفر جميع المبادرات والاجتماعات عن إيجاد حل ممكن أن يرضي جميع الأطراف السياسية"، مؤكدا في تصريح لصحيفة الصباح العراقية الرسمية، اليوم السبت، أن "زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لا يرغب بدخول أي حوار، وهذه عقبة كبيرة وسعت الفجوة".
وأضاف أنه "لا فرصة إلا من خلال مبادرة من خارج البيت الشيعي يتقدم بها الكرد أو السنة، أو مبادرة من خارج الحدود، بشرط أن تكون عربية"، مؤكدا أن "الحوار هو الطريق الوحيد أمامنا، سيما وأننا لاحظنا خطورة العنف والسلاح ونتائجه الخطيرة".
واليوم السبت اعتبر سلام الزبيدي عضو تحالف "النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، أن أي خطوة لتسمية رئيس للوزراء أو تشكيل حكومة بدون التوافق مع الشركاء في العملية السياسية "ستكون منقوصة وغير مكتملة"، لافتاً إلى أن "الشارع يوصل رسالة لكنه لا ينتج حلولاً"، في إشارة إلى التحشيد السياسي في الشارع لأنصار الفريقين السياسيين.
وقال الزبيدي أيضا إن العراق يعيش "حالة من الحرج وأزمات متلاحقة بسبب تداعيات الانسداد السياسي، والمشاكل التي حصلت على معادلة الحكم، والتي تمثلت في الخصومة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي". وأضاف أنهم كانوا يأملون "بخطوات جادة من كل الأطراف لتصفير الأزمات وإنهاء الانسداد السياسي، بعد تدخل الحكماء وسحب المتظاهرين"، مستطرداً أن "الصراع على السلطة وعلى معادلة الحكم، هو سيد الموقف على ما يبدو".وكان العراق قد شهد، الإثنين الماضي، مواجهات دامية اندلعت على إثر اعتزال الصدر العمل السياسي، إذ تظاهر المئات من أنصاره داخل المنطقة الخضراء وخارجها وفي المحافظات الأخرى، واشتبكوا مع أمن "الحشد الشعبي"، ما تسبّب بمقتل العشرات من المتظاهرين وجرح المئات، وسط ارتباك أمني خطير.
وتعيش البلاد أزمة هي الأطول من نوعها، إذ حالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.