شكّل برلمان إقليم كردستان العراق، شمالي البلاد، لجنة تقصي للوقوف على آثار عمليات القصف الإيرانية التي استهدفت مدناً وبلدات عدة حدودية في الإقليم، خلال الأيام الماضية، وخلفت ضحايا وعشرات الجرحى، في وقت قرر البرلمان في بغداد استضافة وزير الخارجية فؤاد حسين لبحث الأزمة معه.
وقال مقرر البرلمان في إقليم كردستان العراق، رزكار محمد، إن "وفداً من لجنته سيتوجه اليوم الاثنين، إلى مناطق برادوست وبالكايتي الحدودية مع إيران، للوقوف على عمليات القصف والهجمات الإيرانية التي تستهدف أراضي الإقليم"، مشيراً إلى أن "اللجنة ستجري تحقيقاً دقيقاً وتجمع المعلومات، ثم ترفع تقريرها لرئاسة برلمان الإقليم".
وعقد مجلس النواب العراقي، أمس الأول السبت، جلسة برلمانية لمناقشة القصف الإيراني لمناطق إقليم كردستان، وقرر قيام لجنتي الأمن والدفاع، والعلاقات الخارجية، بزيارة الأماكن المستهدفة، وتقييم حجم الأضرار الناجمة عن القصف.
فيما أكد نائب رئيس البرلمان العراقي، شاخوان عبد الله، في وقت سابق أن الصواريخ التي استخدمتها إيران في قصف أربيل خاصة بالحروب، نافياً استخدام القوى الإيرانية المعارضة أراضي العراق منطلقاً للاعتداء على طهران.
من جهتها، قررت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، استضافة وزير الخارجية فؤاد حسين، لمناقشة الاعتداءات على إقليم كردستان.
وقالت الدائرة الإعلامية للبرلمان، في بيان، إن "لجنة العلاقات الخارجية عقدت اجتماعها السادس لمناقشة المهام الرقابية والتشريعية"، مؤكدة أنه "جرى خلال الاجتماع تسمية أعضاء عن اللجنة المشتركة بين لجنتي الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية لمناقشة الاعتداءات الأخيرة الإيرانية والتركية على مناطق إقليم كردستان العراق".
وأضافت أن "أعضاء اللجنة اتفقوا على استضافة وزير الخارجية الأسبوع الجاري، حسب توجيه رئيس المجلس".
وكان رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، قد أعلن عزم البرلمان على تقديم بند طارئ إلى اتحاد البرلمان الدولي للمطالبة بحفظ السيادة، في خطوة تأتي على إثر تعرّض مناطق بإقليم كردستان العراق إلى قصف متتابع من قبل إيران.
وبحسب أرقام صدرت عن السلطات الطبية في إقليم كردستان شمالي العراق، فقد بلغ عدد ضحايا القصف الإيراني الأسبوع الماضي 18 قتيلاً، بينهم طفل وامرأة، إلى جانب 58 جريحاً، غالبيتهم من المدنيين. وطاول القصف أربع مناطق في إقليم كردستان، أبرزها بلدتا سيدكان وكويسنجق شمال أربيل وشرقي السليمانية.
وأكدت وزارة الخارجية العراقية، في وقت سابق أنها اتخذت تجاه القصف الإيراني جملة من الخطوات، من بينها "إصدار بيان شديد اللهجة وإدانة بأشد العبارات نتيجة هذا الاعتداء الإيراني الاستفزازي أحادي الجانب، الذي يطاول مناطق من إقليم كردستان العراق، وأوقع العديد من القتلى والجرحى"، مبينة أنها استدعت سفير إيران لدى بغداد وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وهناك تنسيق بين وزارة الخارجية وقيادة العمليات المشتركة وسلطات إقليم كردستان العراق، للحد من تكرار عمليات القصف على الأراضي العراقية".
وتقابل إيران الدعوات التي تطلقها الحكومة العراقية، لوقف القصف واحترام سيادة البلاد، بصمت مطبق، إذ لم تصدر أي تعليق رسمي إزاءها، فيما تؤكد الخارجية العراقية أنها اتخذت إجراءات عدة لمنع القصف.