قال قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن الجيش لم يوقّع أي اتفاق سياسي ثنائي مع أي جهة، مؤكداً موقف القوات المسلحة "الثابت بالوقوف مع تطلعات الشعب السوداني منذ إبريل/ نيسان 2019 دون أي تراجع".
جاء ذلك خلال مخاطبته، اليوم الأربعاء، لجمع من كبار ضباط الجيش وقوات الدعم السريع، الذين أبلغهم بأن أية صيغة توافقية تضمن تماسك البلاد وتحفظ كرامة القوات النظامية، بما يمكنها من القيام بواجباتها الوطنية، وتأتي بحكومة مستقلين غير حزبية، وتتوافق عليها القوى السياسية، ستكون مقبولة من قبل القوات المسلحة، متعهداً بعدم التفريط في وحدة المؤسسة العسكرية، بما فيها قوات الدعم السريع.
ومنذ أسابيع تُجرى مفاوضات مباشرة وغير مباشرة بين العسكر وقوى إعلان الحرية والتغيير توصلت إلى تفاهمات لإنهاء الأزمة السياسية التي أعقبت انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وسط توقعات من الجانبين بتوقيع اتفاق إطاري في غضون الأيام المقبلة.
وجدد البرهان في كلمته التعهد بانسحاب المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي حال توافق القوى السياسية، لتتفرغ كل من القوات المسلحة والدعم السريع للاستمرار في إعادة ترتيب صفوفها ومراجعة تنظيماتها والاستعداد لتحديات المستقبل.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، أجاز المكتب التنفيذي لقوى إعلان الحرية والتغيير مسوَّدة الاتفاق الإطاري المقترح مع العسكر، تمهيداً لتقديمه إلى القوى السياسية الأخرى لدراسته وتقديم أي مقترحات بشأنه.
في غضون ذلك، خرج مئات السودانيين في تظاهرة جديدة دعت إليها لجان المقاومة للمطالبة بسقوط حكم العسكر وتشكيل حكومة مدنية والقصاص للشهداء.
وتحرك المشاركون في التظاهرة من محطة باشدار، جنوبيّ الخرطوم وحاولوا التوجه إلى القصر الرئاسي بوسط العاصمة، إلا أن قوات الشرطة تصدت لهم، وحاولت تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، لتحدث اشتباكات بين الطرفين.