دحض رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الأحاديث عن مخطط سوداني لإرسال قوات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لإطاحة نظامها القائم.
وجاء كلام البرهان أثناء كلمة له اليوم الأحد في مدينة الدمازين، مركز ولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، خلال ختام فعاليات مهرجان الرماية السنوي للقوات المسلحة السودانية.
وكان نائب البرهان وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، قد ذكر قبل أسابيع، في تصريحات له بإقليم دارفور المتاخم لأفريقيا الوسطى، أن قواته "كشفت مخططاً لتجميع مجموعات وتسليحها وإلباسها أزياء الدعم السريع، وذلك بغرض إرسالها إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتغيير النظام الحاكم هناك انطلاقاً من العمق السوداني". كما أعلن حميدتي عن إلقاء القبض على عدد من المتورطين، وهدد بعرضهم على الرأي العام.
لكن البرهان في خطابه اليوم ذكر أن السودان والسلطات السودانية تعمل على حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وانتقد، كما نقل عنه مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش، ما سماه "الاتهامات غير الموضوعية من بعض الجهات للقوات المسلحة بتجنيد مرتزقة لزعزعة استقرار بعض دول الجوار"، مشدداً على أن ذلك "ليس من شيم القوات المسلحة، فهي قوات مستوفية معاييرَ الاحترافية، وينبغي ألا تكون هدفا للمكايدات السياسية من بعض الجهات".
ومنذ مدة طويلة، تصطدم الخطابات السياسية بين البرهان ونائبه حميدتي، ما أعطى انطباعاً بوجود خلافات عميقة بين الجانبين، وبرز أكثر عمق التباين بعد حديث مبكر لحميدتي عن فشل الانقلاب العسكري الذي قاده مع البرهان العام قبل الماضي.
وأعاد البرهان في خطابه اليوم تعهداته بـ"دعم التحول الديمقراطي"، وأشار إلى أن الجيش "سيكون تحت قيادة مدنية عندما تتحقق الظروف المناسبة".
ولفت قائد الجيش إلى أنهم قبلوا التوقيع على الاتفاق الاطاري من دون توصية أو إملاء من جهة ما أو سفارة، مؤكداً أنه لن يسمح لأي كائن بتفكيك القوات المسلحة، وحث القوى المدنية على "الانصراف إلى ترتيب أحزابها وتنظيماتها السياسية".
كما وعد البرهان بعدم تكرار الاشتباكات القبلية التي شهدتها ولاية النيل الأزرق في الأشهر الماضية، والتي أودت بحياة عشرات الأشخاص، وذكر أن ما جرى من أحداث مؤسفة خلال الفترة الماضية "كان سحابة صيف ستنقشع قريبا، وينبغي ألا تتكرر مرة أخرى".
وأشار إلى أنه سيجرى نزع السلاح تدريجيا من أيدي المواطنين بالمنطقة، وأوضح أن جهود الصلح بين الأطراف توشك أن تصل إلى منتهاها، ونبه إلى ضرورة "احترام الأسس القبلية الراسخة التي قام عليها النظام الأهلي بالبلاد منذ مئات السنين، وتجنب تكوين أي نظم إدارية جديدة".
تواصل الاستعدادات لمؤتمر العدالة
من جهة أخرى، تواصل القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري مع المكون العسكري على صياغة التوصيات النهائية لورشة تجديد خريطة طريق تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (نظام البشير)، وتكمل استعداداتها لقيام مؤتمر للعدالة والعدالة الانتقالية، و3 ورش لكل من الإصلاح العسكري والأمني، واستكمال السلام، وحلّ قضية شرق السودان، على أن تضمّن كل التوصيات في الاتفاق النهائي المتوقع توقيعه بنهاية الشهر الجاري.
ويعقب ذلك تشكيل حكومة مدنية جديدة، وفقاً لما تخطط له أطراف العملية السياسية المدعومة من الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، وكذلك من المجموعة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات.