قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، إن الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران ربما لا تستهدف السفن الحربية الأميركية، رغم أن البحرية الأميركية ردت بإسقاط طائرات مسيرة وصواريخ في الأسابيع الماضية.
وتحمل الولايات المتحدة جماعة الحوثي في اليمن مسؤولية شن سلسلة من الهجمات في مياه الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب على غزة.
وأسقطت المدمرة كارني التابعة للبحرية الأميركية ثلاث طائرات مسيرة، الأحد، في إطار استجابتها لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها السفن التجارية. ويقول الجيش الأميركي إن السفن الثلاث ترتبط بنحو 14 دولة.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ: "اتخذت المدمرة كارني إجراء بعدما كانت طائرة مسيرة تتجه نحوها، لكن مرة أخرى لا يمكن أن نقول إن كارني كانت في هذا الوقت هي الهدف المقصود".
ونددت الولايات المتحدة وبريطانيا بالهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، وحملتا إيران المسؤولية عنها نظراً لدورها في دعم المسلحين الحوثيين الذين يقفون وراء هذه الهجمات.
ويشعر مسؤولو الأمن القومي الأميركي بالقلق من خطر حدوث تصعيد مفاجئ ودام في المنطقة مع الحرب الإسرائيلية على غزة، في ضوء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر والهجمات المنفصلة التي تشنها فصائل مسلحة مدعومة من إيران على القوات الأميركية في العراق وسورية.
ولم تصل سينغ إلى حد استخدام لهجة قد تشير إلى أي انتقام أميركي وشيك ضد الحوثيين. وقالت سينغ "من المؤكد أن هناك تصرفات غير مسؤولة من جانب الحوثيين، لا سيما في ما يتعلق باستهداف السفن التجارية التي تعبر المياه الدولية".
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة قد ترد على هذه الهجمات، قالت سينغ "إذا قررنا التحرك ضد الحوثيين، فسيكون ذلك بالطبع في الوقت والمكان الذي نختاره". وأضافت "لن أسبق وزير (الدفاع). ولن أتقدم على الرئيس في ما يتعلق بأي إجراء. لكننا نحتفظ دائما بحق الرد".
وفي البيت الأبيض، قال مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن للصحافيين إن المحادثات مستمرة بشأن تشكيل قوة عمل بحرية "من نوع ما" لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.
ورفض مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان الإفصاح عن الشكل الدقيق لها وما إذا كانت ستكون جزءا من قوة عمل متعددة الجنسيات موجودة بالفعل وتركز على جهود الأمن البحري في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وقال سوليفان "على نطاق واسع، فإننا نناقش بنشاط فكرة العمل مع الدول الأخرى وسفنها الحربية في محاولة لتوفير مستوى أعلى من الأمن في البحر الأحمر".
ويمكن أن تشير تعليقات سوليفان إلى أن التركيز ينصب على حراسة الممر المائي وليس الإجراءات الانتقامية.
إيران تنفي المشاركة في أي هجمات على القوات الأميركية
نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، اليوم الثلاثاء، عن مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني القول إن إيران لم تشارك في أي أفعال أو هجمات ضد القوات الأميركية.
وتشن فصائل مسلحة مدعومة من إيران أيضا هجمات تستهدف القوات الأميركية في العراق وسورية.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مؤتمر صحافي، أمس الاثنين، إن واشنطن "لديها ما يدعو للاعتقاد بأن هذه الهجمات (على سفن في البحر الأحمر) كانت مدعومة بالكامل من إيران رغم أن الحوثيين في اليمن هم الذين نفذوها".
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أيضا تصريحات للحكومة البريطانية قالت فيها إن إيران مسؤولة عن أي هجمات تشنها جماعات مسلحة مدعومة من طهران، ووصف هذه الاتهامات بأنها "لا أساس لها من الصحة وغير بناءة".
وأضاف كنعاني "كما قلنا بوضوح من قبل، فإن فصائل المقاومة لا تتلقى أوامر من طهران لمواجهة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل".
(رويترز)