جددت الجزائر، اليوم السبت، دعوتها الفصائل الفلسطينية لتوحيد مواقفها واستكمال مسار المصالحة الوطنية وتعزيز الصف الداخلي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وطالبت الدول العربية باتخاذ مواقف موحدة لدعم القضية الفلسطينية، والسعي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
وقال رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل خلال أعمال المؤتمر الـ33 الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة، إن "الجزائر تجدد الدعوة التي سبق أن وجهها الرئيس عبد المجيد تبون للإخوة الفلسطينيين من أجل توحيد الصف والتعجيل باستكمال تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية".
وأضاف قوجيل أن "وحدة الصف هي أهم عامل في إنجاح الثورات، وعلى الإخوة الفلسطينيين التأسي بثورة الفاتح من نوفمبر الخالدة ضد الاستعمار الفرنسي، والتي رسمت معالم النصر بتوحيد الصفوف، وجمعت الشعب الجزائري بكل انتماءاته تحت راية واحدة تنشد الاستقلال والحرية".
وكانت الجزائر قد أطلقت، في يناير/ كانون الثاني الماضي، مبادرة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأعلنت التحضير لندوة تجمع الفصائل في الجزائر، حيث كانت استقبلت على مدار شهرين كبار القيادات السياسية للفصائل الفلسطينية لجمع وثائق ومقترحات الفصائل الفلسطينية حول مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الداخلي، في سياق ترتيبات تمهيدية لعقد مؤتمر الفصائل الفلسطينية، الذي تقرر عقده قبل مؤتمر القمة العربية في الجزائر المزمعة في الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وكانت الجزائر قد استقبلت رئيس الدائرة السياسية للجهاد الإسلامي محمد الهندي ووفداً من حركة فتح يضم عزام الأحمد، ووفداً من حركة حماس ضم كلا من خليل الحية وعلي بركة، ووفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان، ووفداً عن الجبهة الشعبية -القيادة العامة- بقيادة طلال ناجي.
وجدد قوجيل، في الكلمة التي قرأها بالنيابة عنه رئيس المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي ساعد عروس، موقف الجزائر الثابت والراسخ تجاه القضية العربية الأم، و"بالدعم الثابت واللامشروط للشعب الفلسطيني حتى تحقيق دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، ودعا إلى "ضرورة توحيد الصف العربي وتفادي القرارات الانفرادية التي تؤثر على قوة ومصداقية الموقف العربي، وتزيد في تذبذب الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية عموما، وقضية القدس والمسجد الأقصى، خصوصا باعتبارها أبرز نقاط الملف الفلسطيني".
ودان في السياق الانتهاكات والاعتداءات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومحاولات طمس الهوية وتشديد الخناق على المقدسيين، ودعا المجموعة الدولية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لتحمل مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية تصفية استعمار ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على حرمة المسجد الأقصى وحماية الفلسطينيين.
وأشار إلى أن "هذه التطورات الخطيرة التي تأتي في سياق دولي متوتر، تزيد من حدة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتعطل أكثر فأكثر الوصول إلى حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية".