الجزائر تحثّ على توحيد الجيش والقوات المسلحة في ليبيا

24 يونيو 2021
شدد بوقادوم على ضرورة الإسراع في وضع حد للتدخلات الأجنبية في ليبيا ( Getty)
+ الخط -

عبّرت الجزائر عن مخاوف من استمرار انقسام الجيش والمؤسسات الأمنية في ليبيا، بسبب تأثير ذلك في أمنها، واقترحت وضع آلية لمتابعة تنفيذ قرارات مؤتمر برلين وضمان التزام الدول الأعضاء والأطراف الإقليمية كافة عدم التورط في تعقيد الأزمة وتعطيل المصالحة الليبية - الليبية.

وشدد وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، خلال مشاركته، الأربعاء، في مؤتمر برلين 2 الخاص بالأزمة الليبية، على "ضرورة الإسراع في وضع حد للتدخلات الأجنبية في ليبيا واحترام الالتزامات المتعهد بها في هذا الإطار مسبقاً من قبل كل الدول، إضافة إلى تنفيذ قرارات حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا".

وقال بوقادوم إنّ الجزائر "لا تفوّت الفرصة للتنديد بالانتهاكات المستمرة لحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا"، معبّراً عن شعوره ببالغ الأسى "إزاء الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة والتأخير المستمر في سحب القوات الأجنبية والجماعات المسلحة، بمن فيها المرتزقة".

وأبلغ بوقادوم الوفود المشاركة في المؤتمر بـ"إنشغال الجزائر الكبير بمسألة الانقسام الحاصل على مستوى الجيش والأجهزة الأمنية"، مؤكداً ضرورة بذل جهود "لإعادة توحيد المؤسسات الوطنية الليبية، ولا سيما ما يتعلق بالأمن والدفاع، وهو أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لأمن ليبيا، بل للمنطقة ككل"، مشيراً الى أنّ الجزائر "لا تفرّق بين الغرب ولا الشرق ولا الشمال ولا الجنوب، بل تعتبر ليبيا واحدة فقط"، داعياً إلى "ضرورة أن تكون هناك مؤسسات موحدة للاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب الليبي بتنوعه".

وقال بوقادوم إنّ "الجزائر كبلد جار مباشر لليبيا تتأثر فوراً أكثر من أي طرف آخر بالأحداث الجارية في محيط حدودها، وهو الأمر الذي تعتبره الجزائر تهديداً لأمنها"، مطالباً جميع الأطراف بـ"تفهم المواقف المشروعة لدول الجوار التي يؤثر فيها كل ما يصيب ليبيا، مباشرةً وفوراً".

وجدد المسؤول الجزائري دعم بلاده لمسار المصالحة الليبية، موضحاً أنّ الجزائر "لن تدخر جهداً لضمان نجاح المصالحة الوطنية الليبية باعتبارها الخطوة المهمة لضمان الاستقرار طويل الأمد في هذا البلد، خاصة بعد إرساء المجلس الرئاسي الليبي الأساس لهذا الغرض من خلال إنشاء المفوضية العليا للمصالحة الوطنية"، مضيفاً أنّ "هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ ليبيا، تبدو هناك حاجة ماسة لبذل المزيد من الجهود لتعزيز المكاسب التي تحققت بشق الأنفس وتجنب أي شكل من أشكال الانتكاس بكل الوسائل".

واعتبر الوزير الجزائري أنّ "الانتخابات هي المفتاح لحل قضية القيادة (الشرعية)"، معتبراً أنها "ستفتح آفاقاً جديدة لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد"، وحثّ الأطراف الإقليمية والدولية كافة على "ضرورة الإسراع في الانتهاء في أقرب وقت ممكن من الاستعدادات اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وآمنة في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بما يشمل ذلك بشكل خاص توضيح الأساس الدستوري واعتماد التشريع الانتخابي للتأكد من أن الليبيين لا يفوتون هذا الموعد الهام"، بحسب قوله.

وطرح بوقادوم مقترح إنشاء آلية لمتابعة تنفيذ التزامات المشاركين في مؤتمر برلين "بعملية سياسية يقودها الليبيون ويملكها الليبيون بمساعدة المجتمع الدولي في ظل احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها والامتناع عن تغذية الانقسام وإراقة الدماء، والكف عن تعقيد مسار التسوية"، معتبراً أنّ التطورات الجارية على الساحة الليبية "أظهرت الحاجة إلى التفكير في وضع آلية متابعة لمؤتمر برلين لتقييم تنفيذ التزامات المشاركين، وحتى لا يبقى الإجماع العام على حل سياسي وسلمي للأزمة في ليبيا مجرد شعار".

المساهمون