تدخل الحملة الدعائية للانتخابات المحلية الجزائرية 2021؛ البلدية والولائية، المقررة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أسبوعها الأخير، حيث ستتختم الأحزاب والمستقلين الحملة يوم الخميس المقبل.
وبخلاف الانتخابات النيابية الماضية، لم تشهد الحملة الانتخابية هذه المرة كثيراً من الجدل والملاسنات بين قادة الأحزاب السياسية، باستثناء تصريحات أدلى بها رئيس "حركة البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة ضد قيادات أحزاب سياسية تشارك للمرة الأولى في الاستحقاق المحلي، بعدما كانت قد قاطعت المسار الانتخابي بعد الحراك الشعبي منذ بدايته في ديسمبر/كانون الأول 2019، واعتبر فيها أنّ هذه الأحزاب جاءت لتزاحم حزبه في الانتخابات المحلية.
واعتبر السكرتير الأول لـ"جبهة القوى الاشتراكية" يوسف أوشيش، خلال تجمع شعبي عقده لإسناد مناضلي حزبه في العاصمة الجزائرية اليوم السبت، أنّ حزبه معني بتصريحات بن قرينة، وأبدى استغرابه من تصريحات كهذه.
وقال أوشيش: "مسؤول في حزب فتي ولد البارحة، قال إنهم جاؤوا يزاحموننا في الانتخابات، كيف يقول ذلك بينما حزبنا عريق ولا يمكن لأحد أن يزايد؟"، مشدداً على أنّ "الجزائر التي ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد ليست ملكاً لأحد".
وهاجم أوشيش خطاب "حركة البناء الوطني"، واعتبر أنّ هناك "أطرافاً تعمل على زرع الانقسام بين الجزائريين، تجب محاربتها بالحكمة ومن خلال الحلول المناسبة للمشكلات المطروحة"، وفق قوله.
هاجم أوشيش خطاب "حركة البناء الوطني" واعتبر أنّ هناك "أطرافاً تعمل على زرع الانقسام بين الجزائريين"
وفسّر أوشيش مبررات مشاركة "جبهة القوى الاشتراكية" في الانتخابات المحلية الجزائرية، قائلاً إنّ "السبب هو سبب سياسي بالدرجة الأولى لتشبثنا بالوحدة الوطنية ونضالنا من أجل الوحدة الترابية، وإرساء السيادة الوطنية والشعبية في الجزائر".
وأضاف "إرادتنا في المشاركة في إعادة الاعتبار للعمل السياسي في وقت أعلنت الحرب على العمل السياسي، سواء من قبل النظام أو من قبل أزلامه من الشعبويين والمشعوذين الذين يريدون أن يعطوا لحزبنا دروساً".
ولفت إلى أنّ "مشاركة حزبه في الانتخابات المحلية لا تعني تغيير الحزب مواقفه من السلطة وخياراتها".
وكان سكرتير "القوى الاشتراكية"، وهو أقدم أحزاب المعارضة السياسية في الجزائر (1963)، يردّ على تصريحات لرئيس "حركة البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة، خلال تجمع عقده قبل أيام في منطقة البويرة قرب العاصمة الجزائرية، قال فيها إنّ الأحزاب التي كانت تعارض المسار الانتخابي عدلت عن موقفها والتحقت بالانتخابات.
ويلاحق قادة الأحزاب السياسية الزمن لتنظيم أكبر قدر من التجمعات الشعبية في خضم الدعاية الانتخابية، لاستقطاب الناخبين ودفعهم إلى حسم مواقفهم وعقد التحالفات الشعبية.
وتصدرت ستة أحزاب نشاط الحملة الانتخابية للانتخابات المحلية الجزائرية، وهي "جبهة التحرير الوطني" و"حركة مجتمع السلم" و"التجمع الوطني الديمقراطي" و"حركة البناء الوطني" و"جبهة المستقبل" وحزب "صوت الشعب" بدرجة أقل، قبل أربعة أيام من إغلاق الحملة وبداية الصمت الانتخابي الأربعاء المقبل.
وينصّ القانون الانتخابي على وقف الدعاية الانتخابية 72 ساعة قبل بدء الاقتراع العام، فيما يبدأ في هذه الفترة اقتراع السكان البدو الرحل في عمق الصحراء والمناطق النائية والحدودية في سبع ولايات، حيث تنتقل مكاتب الاقتراع إلى هؤلاء الناخبين في مناطق وجودهم المشتت.