أعلنت القيادة المركزية الأميركية قتل قياديين كبيرين في تنظيم "داعش" فجر اليوم الخميس، وقال الجيش الأميركي إن غارة بطائرة هليكوبتر استهدفت وقتلت راكان وحيد الشمري، المسؤول في تنظيم "داعش"، الذي قالت إنه كان يسهل تهريب الأسلحة والمقاتلين، مضيفا أن أحد مساعدي الشمري أُصيب، بينما اعتقلت القوات الأميركية اثنين آخرين.
وقالت القيادة المركزية في بيان: "لم تسفر العملية عن إصابة أو مقتل أي من القوات الأميركية، ولم يسقط قتلى أو جرحى مدنيون، ولم تقع خسائر أو أضرار في المعدات الأميركية".
وذكر مصدران أمنيان لوكالة "رويترز" أن غارة أميركية على قرية ملوك سراي جنوب غربي مدينة القامشلي في شمال شرق سورية، فجر اليوم الخميس، أسفرت عن مقتل مسؤول في تنظيم "داعش" كان مختبئا هناك.
وذكر مراسل "العربي الجديد" في شرق سورية أن العملية المشتركة بين قوات التحالف و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في القرية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، تخللها اشتباك مع مجموعة أشخاص متحصنين في أحد المنازل، قبل تدخل مروحيات التحالف الدولي التي أجرت عملية إنزال، قتل خلالها شخص واعتقل مجموعة أشخاص آخرين.
وأوضح أن القرية كانت تضم سابقًا مقرا لمليشيا "أنصار الأمن العسكري" للأمن العسكري التابع للنظام السوري، وأن الشخص المقتول كانت له علاقات سابقة مع المليشيات الإيرانية.
ووفق شبكة "الخابور" المحلية، فإن القتيل له صلة في توصيل حوالات مالية لخلايا تنظيم "داعش" في مناطق شمال شرق سورية، وجرى الوصول إليه بعد اعتقال صراف من مدينة الحسكة الشهر الماضي.
ونقلت إذاعة "شام إف إم" الموالية للنظام عما سمته أمير قبيلة طيء، محمد عبد الرزاق، قوله إن عملية الإنزال التي نفذتها القوات الأميركية في قرية ملوك سرايا أسفرت عن مقتل مواطن من رعاة الأغنام يعيش بشكل مؤقت في القرية، كونه من مربي الأغنام الذين يتنقلون بشكل مستمر.
وأضاف عبد الرزاق أن العملية أسفرت عن إصابة اثنين من سكان القرية بنيران رشاشات المروحيات الأميركية، فيما اعتقل شخصان، أحدهما لاجئ من الجنسية العراقية، والآخر سوري.
وتشن القوات الأميركية بين الحين والآخر عمليات مداهمة أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "داعش"، لكن هذه المرة الأولى التي تشن فيها عملية من هذا القبيل في منطقة خاضعة لسيطرة النظام السوري.
قتيلان بقصف لقوات النظام
وفي شمال غرب البلاد، قُتل مدني وأُصيب ثلاثة آخرون، الخميس، بقصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام و"قسد"، على مواقع عدة بريف حلب الشمالي والغربي، شمال غربي سورية.
وذكر مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن شخصا قُتل وأُصيب اثنان جراء قصف صاروخي لقوات "قسد" على محيط مدينة جرابلس.
من جهته، ذكر محمد الرجب، المتطوع في منظمة "الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، أن "مدنيا أصيب بجروح متوسطة، إثر قصف قوات النظام السوري قرية الأبزمو بأكثر من أربع قذائف مدفعية، من مواقعها بريف حلب الغربي".
وأضاف الرجب أن "قوات النظام السوري استهدفت بالمدفعية مدينة الأتارب غربي حلب، وقرى كنصفرة وكفرعويد وسفوهن، بجبل الزاوية غرب إدلب، دون وقوع إصابات بشرية، واقتصرت الأضرار على المادية فقط".
كما قُتل مدني وأصيب آخرون جراء قصف من قوات النظام على قرى جبل التركمان شمال محافظة اللاذقية.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن قوات النظام في جبل التركمان استهدفت بصاروخ موجه مدنيين يعملون بجمع الحطب في محيط قرية الزيتونة بريف اللاذقية الشمالي، ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين، وذلك تزامنا مع قصف بالصواريخ المحملة بالقنابل العنقودية من معسكر جورين، استهدف قرية القرقور شمالي منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة.
قتلى من قوات النظام
في المقابل، ذكرت مصادر عسكرية مطلعة أن "ستة عناصر من قوات النظام السوري قُتلوا وأصيب آخرون جراء عملية تسلل نفذها عناصر يتبعون لـ"هيئة تحرير الشام"، على منطقة الفوج 46 قرب مدينة الأتارب غربي حلب".
وأضافت المصادر أن عملية "تحرير الشام" جاءت بعد محاولة عدد من عناصر قوات النظام التقدم تجاه مواقع تحت سيطرة المعارضة السورية في المنطقة ذاتها، مشيرة إلى أن كتيبة المدفعية التابعة للهيئة استهدفت مواقع للجيش الروسي وقوات النظام بمنطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية، دون التوصل لمعلومات مؤكدة حول وقوع قتلى أو جرحى.
احتجاجات على فتح المعبر
من جهة أخرى، شارك العشرات من نازحي بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي في مظاهرة بين بلدتي سرمين وسراقب رفضاً لفتح معبر سراقب الذي يصل مناطق سيطرة قوات النظام مع مناطق المعارضة.
وطالب المحتجون الفصائل باستعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام بدل "التطبيع" معه، معتبرين أن فتح المعابر سوف يساعد على انتعاشه اقتصادياً.
وكانت "هيئة تحرير الشام" عمدت نهاية الشهر الماضي إلى إزالة السواتر الترابية على الطريق الواصل بين مدينتي سرمين وسراقب، وسط توقعات بافتتاح معبر بين مناطق النظام ومناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام".