قال الجيش الأميركي، اليوم الأربعاء، إنه قتل 27 مقاتلا من حركة "الشباب" الموالية لتنظيم "القاعدة" الإرهابي في غارة جوية بإقليم حيران بوسط الصومال، حيث شن الجيش والقوات المتحالفة معه هجوماً على المسلحين الشهر الماضي.
وتشن الولايات المتحدة منذ سنوات ضربات جوية في الصومال ضد حركة "الشباب". وبحسب موقع القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) على الإنترنت، فإن الضربة التي وقعت يوم الأحد هي السادسة من نوعها هذا العام.
ويقول سكان إقليم حيران إن إضرام مقاتلي "الشباب" النيران في المنازل وتدميرهم الآبار وقتلهم المدنيين، إلى جانب مطالبتهم بجمع ضرائب، وسط أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما، دفعت السكان المحليين إلى تشكيل جماعات شبه عسكرية للقتال إلى جانب الحكومة.
وقالت "أفريكوم" في بيان إن مسلحي الحركة، التي تسعى للإطاحة بالحكومة المركزية المدعومة من الغرب وتطبيق تفسير صارم للشريعة الإسلامية، قتلوا في أثناء مهاجمتهم القوات الاتحادية بالقرب من بولوباردي، وهي بلدة تبعد حوالي 200 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة مقديشو.
وأضافت "أفريكوم": "الضربات الدفاعية سمحت لقوات الجيش الوطني الصومالي وقوات بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال باستعادة زمام المبادرة ومواصلة عملية تقويض حركة الشباب في إقليم حيران بوسط الصومال".
ومضت قائلة: "هذه العملية هي أكبر عملية هجومية مشتركة بين الصومال وبعثة الاتحاد الأفريقي منذ خمس سنوات".
ولم يرد متحدث باسم بعثة الاتحاد الأفريقي ومسؤولون بالحكومة الصومالية على طلبات للتعليق. ولم تعترف بعثة الاتحاد الأفريقي علنا بأي دور في العملية، التي قال أحد كبار الزعماء المحليين إنها أسفرت عن الاستيلاء على 10 قرى من حركة "الشباب" في الأسابيع الأخيرة.
وسبق أن اتهم نشطاء حقوقيون الولايات المتحدة بتنفيذ عملياتها في الصومال تحت غطاء من السرية الشديدة، وهو ما قد يقوض مساءلة جنودها عن الحوادث التي قد تتسبب في مقتل مدنيين.
وتشهد المناطق الوسطى في الصومال، منذ أواخر يوليو/ تموز الماضي، حرباً متقطعة بين عناصر حركة "الشباب" من جهة والقوات الصومالية ومليشيات مسلحة عشائرية من جهة ثانية، وأدت تلك المواجهات إلى مقتل نحو 20 مدنياً الشهر الماضي بعد استهداف حافلة ركاب من قبل عناصر الحركة، وإحراق نحو 7 سيارات كانت تحمل سلعاً غذائية.
وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن هذا الهجوم، ذاكرة أن المستهدفين ينتمون إلى المليشيات العشائرية المسلحة التي تقاتل ضدها في وسط البلاد.
ويخوض الصومال حرباً منذ سنوات ضد حركة "الشباب"، التي تأسست في مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم "القاعدة"، وتبنّت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة المئات.
(رويترز، العربي الجديد)