قصف الجيش الأميركي، فجر اليوم الأربعاء، مستودعات يعتقد أنها الأكبر للمليشيات المدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" في سورية بمحافظة دير الزور شمال شرقي البلاد.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي، في بيان، إنّ "مثل هذه الضربات تهدف إلى حماية القوات الأميركية من هجمات الجماعات المدعومة من إيران".
واستشهدت القيادة المركزية بحادث من هذا القبيل وقع في 15 أغسطس/ آب، قالت "رويترز" إنه اشتمل على هجوم بطائرة مسيّرة على مجمع يديره التحالف ومقاتلو المعارضة السورية المدعومون من الولايات المتحدة لم يوقع إصابات.
وقال المتحدث باسم الجيش الكولونيل جو بوتشينو: "الرئيس (جو بايدن) أعطى توجيهات بتنفيذ هذه الضربة". ووصفت القيادة المركزية الضربة بأنها "إجراء متناسب ومدروس، يهدف إلى الحد من مخاطر التصعيد وتقليل مخاطر وقوع إصابات".
من جانبها، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، قصف بصواريخ شديدة الانفجار مستودعات "عياش" في ريف دير الزور الغربي، وهي أكبر وأبرز المستودعات التابعة للمليشيات المدعومة من "الحرس الثوري الإيراني" في سورية.
وأشارت المصادر إلى وقوع انفجارات عنيفة في المستودعات بعد الغارات الجوية، وأوضحت أنّ هذه المعسكرات تعرضت في وقت سابق لعدة غارات جوية من بينها غارات يرجح أنها إسرائيلية وتسببت بأضرار جسيمة من بينها غارة طاولت المستودعات في 13 يناير/ كانون الثاني عام 2021.
وتقع هذه المستودعات في قرية عياش على بعد 10 كيلومترات تقريباً غرب مدينة دير الزور على الضفة اليمنى لنهر الفرات، وتحيط بها مقرات ومعسكرات تابعة لمليشيات محلية وأجنبية تتلقى الدعم من "الحرس الثوري الإيراني"، وتتميز تلك المنطقة بوجود حراسة أمنية مشددة ويصعب اقتراب المدنيين منها.
وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن النظام السوري وبعدما سيطر على معظم دير الزور عام 2017، إثر الحرب على "داعش"، تقاسم منطقة عياش مع المليشيات المدعومة من إيران، حيث سيطرت الأخيرة على المعسكر والمستودعات التابعة سابقاً للواء 137 في قوات النظام وذلك بسبب أهمية الموقع الجغرافي القريب على البادية المشرفة على طريق دمشق دير الزور.
وهذه النقاط كان قد أنشأها النظام السوري سابقاً، وفي عام 2007 شهدت المنطقة المقابلة على ضفاف نهر الفرات قصفاً من إسرائيل طاول موقعاً في بلدة الكبر، يزعم أنه كان مكاناً تجري فيه محاولة بناء محطة مفاعل نووي سابقاً.
وتتمركز في معسكرات عياش مليشيات "كتائب أبو الفضل العباس"، و"فاطميون" الأفغانية، و"زينبيون" الباكستانية، إضافة إلى مليشيات تتبع لـ"الحشد الشعبي" العراقي.
ولم يتبين حجم الخسائر التي منيت بها هذه المليشيات جراء القصف الأخير على المعسكرات. وكانت هذه المليشيات قد تلقت ضربات جوية أدت إلى خسائر بشرية في دير الزور والميادين والبوكمال على طول نهر الفرات وصولاً إلى منطقة القائم على الحدود السورية العراقية.
إيران تنفي أي صلة لها بأهداف قصفها الجيش الأميركي شرقي سورية
من جهته، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني اليوم الأربعاء أي صلة لإيران بمواقع استهدفتها الولايات المتحدة في سورية.
وأضاف كنعاني بحسب ما نقلت "رويترز"، "الهجوم الأميركي على البنية التحتية والشعب السوري انتهاك لسيادة سورية ووحدة أراضيها. المواقع المستهدفة لا صلة لها بالجمهورية الإسلامية".