أبرمت القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثيين، الأحد، صفقة تبادل جديدة للأسرى في محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، وسط معارك ضارية بين الجانبين دخلت أسبوعها الثاني، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، دون تحقيق تحول نوعي في خارطة السيطرة والنفوذ.
وأعلن كبير المفاوضين الحوثيين في لجنة الأسرى، عبدالقادر المرتضى، في تغريدة على تويتر، أن جماعته، استعادت 5 أسرى من القوات الحكومية في جبهة مأرب، وذلك عبر وسيط محلي.
وهذه هي الصفقة الرابعة التي تتم خلال شهر عبر وساطات محلية، فيما يسيطر الجمود على مشاورات الأسرى التي ترعاها الأمم المتحدة منذ 24 يناير/كانون الثاني الماضي، والتي كان من المفترض أن تتوج بتبادل 300 أسير من الجانبين.
بعون الله وتوفيقه تم اليوم الأحد 2/7/1442 الموافق 14/2/2021 تحرير (خمسة) من اسرى الجيش واللجان الشعبية في عملية تبادل عبر وسيط محلي في جبهة مأرب.
— عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) February 14, 2021
ونسأل الله الفرج لبقية الاسرى..
وأسفرت الوساطات المحلية التي تمت منذ منتصف الشهر الماضي، عن تبادل 50 أسيراً من الجانبين، فضلاً عن جثامين لعسكريين سقطوا في مناطق التماس بجبهات مأرب، أو يفارقون الحياة وهم أسرى.
واتهمت وزارة الدفاع اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، اليوم الأحد، جماعة الحوثيين بقتل قائد عسكري بارز في الجيش الوطني، بعد أن وقع أسيراً لديها في معارك جبهة نهم، شرقي العاصمة صنعاء.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الوطني، صغير بن عزيز، إن القائد نائب رئيس عمليات المنطقة العسكرية السابعة، العميد ناصر سكان "قُتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين بعد وقوعه في الأسر بمعارك نهم"، وذلك أثناء تقديمه مراسم تشييعه في مأرب، اليوم الأحد.
واتهم المسؤول العسكري اليمني، الحوثيين بالتعامل مع الأسرى بسلوك إجرامي، وأن جريمة مقتله لن تسقط بالتقادم، وفقا لموقع "سبتمبرنت" التابع لوزارة الدفاع. وحسب الوزارة، فقد كان اسم القائد العسكري الذي سلم الحوثيون جثته للقوات الحكومية، مطروحاً في صفقة تبادل أسرى، لتفاجأ بإحضاره جثة هامدة عليها آثار تعذيب وحشية أفقدته الحياة.
ولم يصدر أي تعليق فوري من جماعة الحوثيين حول تلك الاتهامات التي دائما ما يتبادلها طرفا النزاع باليمن منذ سنوات.
معارك ضارية في صرواح
على الصعيد الميداني، شهدت الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، معارك ضارية بين القوات الحكومية المشتركة وجماعة الحوثيين، وسط تراجع نسبي للضربات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي.
وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن وحدات من ألوية الحماية الرئاسية التي تم نقلها من محافظة أبين إلى مأرب، تمكنت من تحقيق انتصارات في جبهة جبل هيلان، واستعادة عدد من المواقع التي كانت قد سقطت في أيدي الحوثيين.
وأشار المصدر، إلى أن القوات الحكومية، حققت تقدماً نوعياً في سلسلة جبال الكسارة، وميمنة جبهة صرواح، فيما كشف المركز الإعلامي للقوات المسلحة، عن إسقاط طائرة مسيرة بدون طيار للحوثيين في ذات الجبهة.
#صرواح
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) February 14, 2021
أبطال الجيش الوطني يسقطون طائرة مسيّرة مفخخة تابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، أثناء تحليقها باتجاه مواقع عسكرية في جبهة صرواح غرب محافظة مارب.
وفي المقابل، كشفت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، أن مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، شنت 8 غارات جوية فقط على مناطق صرواح ومدغل، غربي مأرب، في تراجع نسبي عن الضربات التي تمت اليومين الماضيين والتي كانت تزيد عن 20.
ولم تكشف القناة عن حصيلة الخسائر البشرية في صفوفهم جراء تلك الضربات أو المعارك البرية، لكن قناة "سبأ" التابعة للجماعة، أذاعت مساء اليوم الأحد، تشييع 25 عسكرياً في عدد من المحافظات التابعة لها.