أطلق الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، صواريخ بالستية بعيدة المدى ضد أهداف في المحيط الهندي في اليوم الثاني والأخير لمناورات "الرسول الأعظم" الخامسة عشرة وسط إيران.
وأفاد موقع "سباه نيوز" التابع للحرس، بأنّ المرحلة الثانية والأخيرة لهذه المناورات أجريت اليوم في منطقة كوير الصحراوية وسط إيران بحضور قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، وقادة عسكريين آخرين.
وذكر الموقع أنّ القوات الجوفضائية في الحرس نفذت تمرينات عسكرية مختلفة، وبعد رصد سفن حربية للعدو المفترض، أطلقت "صواريخ بالستية من طرازات مختلفة من مسافة 1800 كيلومتر ضد أهداف مفترضة في مياه شمال المحيط الهندي".
وأطلق الحرس الثوري الإيراني، أمس الجمعة، المرحلة الأولى لهذه المناورات السنوية، كاشفاً عن جيل جديد من الصواريخ البالستية، ليهاجم أهدافاً افتراضية محددة من خلال إطلاق صواريخ من طراز "ذو الفقار"، و"زلزال" و"دزفول".
ووفق تقارير إعلامية إيرانية، تحظى هذه الصواريخ برؤوس حربية موجهة قادرة على التحليق خارج الجو، ويمكنها تخطي أجهزة الرادار لـ"الأعداء"، فضلاً عن أن رؤوسها الحربية تنفصل عن جسم الصواريخ خارج الجو متوجهة نحو الأهداف المحددة.
وخلال مناورات اليوم، أكد باقري، أنّ بلاده "لن تشن أي حرب"، لكنه قال في الوقت ذاته إنها سترد "بكل ما أوتيت من قوة وفي أقرب وقت" إذا تعرضت لاعتداء.
وأضاف أنّ "المناورات التي أجريت خلال الأيام الـ15 الأخيرة وخلال الأيام الخمسة المقبلة في فترة زمنية مضغوطة ومتزامنة دليل على الجهوزية العالية للقوات المسلحة الإيرانية في جميع مجالات البر والبحر والجو والدفاع الجوي والصواريخ".
وأشار إلى إجراء القوات الإيرانية عمليات مركبة من خلال استخدام سلاح الصواريخ والطائرات المسيرة خلال مرحلتي مناورات "الرسول الأعظم"، مشدداً على أن ذلك "يظهر القوة الصاروخية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة والاستعداد بكل قوة للدفاع عن الوطن والمصالح الوطنية وأهداف الجمهورية الإسلامية".
واعتبر باقري أن استهداف أهداف جنوب بحر عمان وشمال المحيط الهندي من خلال إطلاق صواريخ من مسافة 1800 كيلو متر "عملية ذات مغزى".
وفي تصريحات على هامش المناورات، قال سلامي، إنّ "أحد أهم أهدافها وأهداف سياساتنا الدفاعية هو استهداف السفن الحربية للعدو من بينها المدمرات وحاملات الطائرات بشكل مباشر من خلال الصواريخ البالستية بعيدة المدى".
وأضاف أنه "عادة يتم استهداف الأهداف العائمة في البحار من خلال صواريخ كروز بسرعة قليلة، لكن استخدام صواريخ بالستية في استهداف أهداف متحركة في المحيطات يعتبر إنجازاً دفاعياً كبيراً بسبب إطلاقها من قلب أرضينا من مسافات طويلة".
وأوضح سلامي أنّ القوات الإيرانية أجرت خلال اليومين الأخيرين تمرينات "لتكرارها في أجواء حقيقية إن استدعت الحاجة".
وفي تصريحات له، أمس الجمعة، خلال المناورات، أكد سلامي أنّ القوات الإيرانية أجرت "تدريبات واسعة على عمليات قتالية مركبة من خلال الصواريخ والطائرات المسيرة"، مشيرا إلى "استخدام كمّ هائل من الطائرات المسيرة الهجومية القتالية المزودة بالتقنيات المتطورة للتوجيه والسيطرة والذاكرة الذكية في تحديد الأهداف وضربها، فضلا عن إطلاق صواريخ بالستية ذات دقة عالية".
ونفذت القوات المسلحة الإيرانية عدة مناورات، خلال الأسبوعين الأخيرين، في إطار استعدادات عسكرية لمواجهة أي حرب محتملة مع واشنطن، قد يقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اللحظات الأخيرة لولايته.