محكمة إسرائيلية تصدر حكماً بالسجن 15 عاماً لفلسطيني على خلفية مشاركة في "هبة الكرامة"
أصدرت المحكمة الإسرائيلية في حيفا، الخميس، قرار الحكم بحق الشاب محمد عمر اغبارية (36 عاماً) من قرية معاوية في وادي عارة قضاء أم الفحم، وذلك بسبب مشاركته في هبة الكرامة في مايو/ أيار من عام 2021، وهو الحكم الأعلى الذي صدر من جهاز القضاء الإسرائيلي بحق معتقلي الكرامة.
وادعت النيابة العامة وفق لائحة الاتهام بأن اغبارية شارك في الاحتجاجات في منطقة عين إبراهيم، وقام بحرق إطارات وضرب حجارة على الشرطة، إضافة إلى استخدامه سلاحاً كان بحيازته، وكذا إلقاء حجارة على رجال الأمن.
يُذكر أن اغبارية معتقل منذ مايو/ أيار من عام 2021، وهو متزوج وأب لطفلين.
وانطلقت "هبة الكرامة" في بدايتها دعماً لأهالي القدس المحتلة والمسجد الأقصى وضد الاعتداءات الإسرائيلية حينها، وضد تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، ثم تضامناً مع قطاع غزة الذي تعرض لعدوان إسرائيلي، قبل أن تتطور هذه الهبّة وتشمل معظم المدن الساحلية والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، والتي شهدت اعتداءات عنيفة وفاجأت السلطات الإسرائيلية.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت حينها ما يقارب الـ2000 شخص، في حين ما زال هناك الكثير من المعتقلين من الداخل الفلسطيني، الذين تستمر مداولة ملفاتهم في أجهزة القضاء الإسرائيلي، وجزء كبير منهم لم ينطق الحكم بحق ملفاتهم.
أما بالنسبة للقرارات المجحفة التي تصدر من قبل جهاز القضاء الإسرائيلي بحق معتقلي هبة الكرامة من فلسطينيي الداخل المحتل، فكان أهالي المعتقلين على إثر تلك الحادثة، قد عقدوا قبل أيام، مؤتمراً صحافياً في مدينة عكا، لإسماع صرختهم واحتجاجهم ضد الأحكام الإسرائيلية بحق أبنائهم، وضد التمييز والعنصرية من قبل جهاز القضاء الإسرائيلي.
وكانت المحكمة الإسرائيلية في حيفا، قد حكمت على الشاب أدهم بشير بعشر سنوات على أثر مشاركته بـ"هبة الكرامة".
وفي السياق، دعت لجنة المتابعة العليا في بيان لها، اليوم الخميس، إلى "رفع الجاهزية الشعبية وتعزيز المناعة الوطنية ورص الصفوف، لمواجهة التحديات المتزايدة علينا في المرحلة المقبلة"، كما أكدت على وقوفها إلى جانب المعتقلين، الذين "فرضت عليهم أحكام جائرة في أعقاب هبة الكرامة"، وقالت إن "ما يجري في الضفة الغربية المحتلة هو مجزرة متدحرجة يومية، ترتكبها الحكومة الحالية منذ أن بدأت ولايتها".
كما وأكدت لجنة المتابعة أن "حجم التحديات التي تواجهها جماهيرنا، وشعبنا الفلسطيني ككل، يتطلب رص الصفوف، والتعالي على الخلافات، من أجل المساهمة في رفع جاهزية جماهيرنا لمستوى تلك التحديات، التي تحتاج أيضاً رفع مستوى المناعة الوطنية، بعيداً عن أجواء الترهيب والإحباط".