رفضت الحكومة الباكستانية الدعوات الدولية للتحقيق في نتائج الانتخابات العامة التي أجريت في الثامن من شهر فبراير/شباط الجاري، التي تدّعي بعض الأحزاب السياسية أنها شهدت عملية تزوير، مؤكدة أن باكستان لن تجري التحقيق في القضية بتوجيه من أحد، بينما تؤكد لجنة الانتخابات الوطنية نزاهتها.
وقال رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال أنوار الحق كاكر، في تصريح له تعليقاً على الانتخابات وما نجم عنها من تداعيات، إن الانتخابات أجريت في "حالة أمنية صعبة، فكانت هناك تحديات كبيرة، غير أن قوات الأمن تمكنت من تأمين العملية والحملة الانتخابية، من هنا علينا جميعا أن نشيد بدور السلطات الأمنية".
وأكد أن بعض "الانتهاكات" ربما كانت موجودة في عملية الاقتراع وهو شيء طبيعي، ولكن هذا لا يعني أن الانتخابات "غير نزيهة"، مؤكداً أن التأخر في إعلان النتيجة لن يعني وجود التزوير "بل هو شيء طبيعي يحدث في جميع البلاد، وحصل في باكستان في عام 2018".
وشدد كاكر على أن باكستان لن تجري التحقيق في عملية الانتخابات بتوجيه من أي دولة.
في الأثناء، قالت لجنة الانتخابات الوطنية، في بيان، إن "الانتخابات كانت نزيهة وإن عملية الاقتراع سارت حسب الخطة"، مضيفة أن "كل ما قيل وما ادُّعيَ أن هناك تزويرا لا دليل عليه، كما أن اللجنة تنظر في بعض القضايا المقدمة إليها من قبل المرشّحين، ولكنها تشدد على أن العملية كانت نزيهة ويدل على ذلك توزير المقاعد بين الأحزاب المختلفة في حين كانت التوقعات مختلفة".
مشاروات تشكيل الحكومة
في غضون ذلك، تستمر المشاورات بين الأحزاب المختلفة من أجل تشكيل الحكومة، فيما تتواصل المفاوضات بين حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف، وحزب الشعب بزعامة الرئيس الأسبق آصف علي زرداري، كما أكد "الشعب" أنه ما زال يواصل التشاور بين قيادات الحزب من أجل وضع خطة مستقبلية.
وقال الحزب، في بيان، إن مجلس شورى الحزب "انعقد يوم الاثنين وسيستمر في مشاوراته اليوم الثلاثاء من أجل وضع خطة مستقبلية"، مؤكداً أن "كل الخيارات مفتوحة، من بينها التواصل مع حزب عمران خان، ومواصلة المفاوضات مع حزب الرابطة".
فيما قال القيادي البارز في الحزب فيصل كريم كندي، في تصريح صحافي، إنه إذا لم يعيين نجل الزعيم بلاول بوتو رئيساً للوزراء سيفضل الحزب أن "يقوم بدور المعارضة للحكومة ولا يفضل المشاركة في أي حكومة توافقية".
ويرى مراقبون أن الحزب إذا استمر على هذا المنوال سيكون من الصعب جداً أن يشكل حزب الرابطة الحكومة، ولا سيما أن حزب عمران خان أيضاً يواصل المشاورات مع الأحزاب الأخرى، وقد أعلن أنه سيشكل الحكومة.
وطلب حزب عمران خان من الرئيس الباكستاني دكتور عارف علوي أن يقوم بدوره حيال ما حصل من تزوير في الانتخابات، وقال في بيان إنه يطلب من الرئيس الباكستاني أن يقوم بدوره حيال القضية، مؤكداً أنه لن "يتنازل عن حقه، وأنه سيواجه كل التحديات ويتبع كل السبل القانونية من أجل الحصول على عليه".
أمنياً، شهدت الساحة الباكستانية عدداً من أعمال العنف خلال الـ24 ساعة الماضية، منها مقتل خمسة ناشطين من حزب الشعب الباكستاني في هجوم مسلح في منطقة ديره إسماعيل خان، شمال غرب باكستان. كما قتل قيادي في حزب خان في عملية اغتيال في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة/ وهو شودري عدنان، الذي كان عضواً في البرلمان السابق ومرشحاً للبرلمان في الانتخابات الحالية، لكنه لم يفز فيها.
جاءت هذه التطورات بعد العثور على جثث ستة أشخاص في إقليم بلوشستان، وتؤكد المصادر المحلية أن الجثث تعود لعمال في مناجم الفحم اختطفوا أولا ثم أعدموا، وأكدت الشرطة أنها تحقق في القضية.