استمع إلى الملخص
- **مشاركة الأطراف الدولية:** وجه وزير الخارجية الأميركي دعوة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار في سويسرا، بمشاركة السعودية وسويسرا ومراقبين دوليين.
- **مواقف الحركات المسلحة:** رفضت ثماني حركات مسلحة أي عملية سلمية تعيد مليشيا الدعم السريع إلى الحياة السياسية، متهمة إياها بارتكاب جرائم حرب وحثت المجتمع الدولي على إدانتها.
أعلنت الحكومة السودانية اليوم الثلاثاء أنها قبلت الدعوة الأميركية للمشاركة في المحادثات التي دعت إليها الإدارة الأميركية للتمهيد لمفاوضات السلام مع قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أنها طلبت اجتماعاً مع واشنطن، لـ"التمهيد الجيد لمفاوضات السلام"، و"بما يحقق الفائدة التي يتوقعها الشعب السوداني من المفاوضات". وفي أول تعليق رسمي على الدعوة الأميركية للجيش السوداني وقوات الدعم السريع لعقد مفاوضات لوقف إطلاق النار محدد لها الرابع عشر من أغسطس/ آب المقبل بسويسرا، ذكر بيان لوزارة الخارجية أن الحكومة السودانية "ردت على حكومة الولايات المتحدة بشأن الدعوة"، مضيفاً أن الحكومة شكرت كل الجهود المخلصة لإنهاء الحرب "التي شنتها مليشيا المتمرد محمد حمدان دقلو الإرهابية على الشعب السوداني".
وأضاف البيان أنّ الحكومة السودانية أكّدت استعدادها للانخراط في أي مفاوضات لإنهاء ما تصفه بـ"احتلال مليشيا التمرد الإرهابية للمدن والقرى ومساكن المواطنين والمرافق العامة والخاصة وفك الحصار عن المدن وفتح الطرق للمساعدات الإنسانية"، كما أكدت حرصها على صون دماء السودانيين وحفظ كرامتهم. وفيما ذكر بيان وزارة الخارجية أن الحكومة ستتعاون مع أي جهة تسعى لذلك، أشار إلى أن "أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة الموقع العام الماضي والذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني الذي يتعرض للتشريد والتقتيل والاغتصاب والتطهير العرقي ونهب ممتلكاته".
وزعم البيان أن "طرفاً واحداً يعتدي يومياً على المدن والقرى والمدنيين"، في اتهام غير مباشر لقوات الدعم السريع، مطالباً "بإجبار المتمردين والمرتزقة على وقف عدوانهم المستمر على المدن والقرى وفك الحصار عن المدن وفتح الطرق، وذلك بفرض العقوبات التي تردعهم وداعميهم". كذلك أشار البيان إلى أن أطراف المبادرة في جنيف بسويسرا هم أطراف منبر جدة أنفسهم والموضوعات متطابقة لما تم الاتفاق عليه، وشدد البيان على أهمية التشاور المسبق مع الحكومة السودانية حول شكل وأجندة أي مفاوضات في جنيف والأطراف التي تشارك فيها أو تحضرها، مع التأكيد أن يكون منبر جدة وما تم فيه من اتفاق هو الأساس.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد وجه دعوة رسمية لكل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار تبدأ في 14 أغسطس/ آب الجاري في سويسرا، على أن تتشارك السعودية مع سويسرا في استضافة جولات التفاوض التي تناقش وقف إطلاق النار على مستوى السودان، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، بينما تشارك كل من مصر والإمارات والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بصفة مراقب. وسارع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في بيان له الأسبوع الماضي، إلى الترحيب بدعوة بلينكن، وتعهد بالمشاركة فيها.
من جهتها وقعت ثماني حركات مسلحة تقاتل مع الجيش السوداني أبرزها "العدل والمساواة" و"حركة تحرير السودان"، بياناً قالت فيه إن "أية عملية سلمية تنتهي بعودة مليشيا الدعم السريع إلى الحياة السياسية أو إلى وضعها السابق قبل إشعالها لحرب 15 إبريل (نيسان 2022) لن تحقق السلام والأمن والاستقرار مطلقاً". وزعمت أن تلك العملية ستواجه بالرفص ليس فقط من قبل حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق السلام فحسب، بل أيضا جماهير الشعب السوداني كافة.
وأضاف في البيان أن ما سمتها "مليشيا الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي في مختلف ربوع البلاد، وظلت تقصف مدينة الفاشر بالمدافع بعيدة المدى لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر، ما أدى إلى إزهاق أرواح المئات من المواطنين الأبرياء، وتدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية وخلق أزمة إنسانية". وحثت المجتمع الدولي على إدانة تلك الجرائم، وأن "يلزم مليشيا الدعم السريع والدول الداعمة لها بالكف الفوري عن استهداف الأبرياء العزل".
وأضاف البيان: "أية مفاوضات جادة وتهدف إلى وقف إطلاق نار حقيقي لا بد من أن تأخذ في الحسبان جرائم مليشيا الدعم السريع المتعلقة بمنع وصول الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الملحة إلى المواطنين في دارفور وكردفان وجبال النوبة والخرطوم والجزيرة". ميدانياً، شهدت مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان معارك عنيفة بين الجيش وقوات الحركة الشعبية فصيل عبد العزيز الحلو. ونشر الإعلام العسكري التابع للجيش مقطع فيديو يقول إنه لجنوده بمعنويات عالية بعد دحر "مليشيا المتمرد عبد العزيز الحلو"، وزعم الإعلام العسكري تكبيد الحركة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فيما لم يصدر تعليق من الحركة على الفور.