توعدت جماعة الحوثيين، اليوم الإثنين، بالردّ على الغارات الجوية التي شنّها التحالف على وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في العاصمة صنعاء، مشددة على أن استهداف المنشآت المدنية والوزارات " لن يمر دون رد وعقاب".
وينذر التهديد الجديد الذي جاء على لسان المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع، بتصعيد عسكري أوسع سيمتد إلى أهداف ومنشآت مدنية أخرى، وذلك بعدما كانت المطارات هدفاً لتصعيد متبادل خلال الفترة الماضية.
ونفى المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان صحافي، مزاعم التحالف الذي تقوده السعودية، من استخدامهم للأماكن المدنية لأغراض عسكرية، لافتاً إلى أن تلك الاتهامات عارية عن الصحة.
واعتبر المسؤول العسكري الحوثي، اتهامات التحالف بأنها "مجرد تبرير مفضوح لاستهداف المنشآت المدنية والمدنيين"، مؤكداً أن استهداف المنشآت المدنية والوزارات "لن يحقق أهداف العدو في كسر إرادة الشعب ولن يمر دون رد وعقاب".
ما يدعيه تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي من إستخدام القوات المسلحة للأماكن المدنية لأغراض عسكرية عار عن الصحه ومجرد تبرير مفضوح لإستهداف المنشئات المدنية والمدنيين .
— العميد يحيى سريع (@army21ye) February 14, 2022
ونؤكد ان إستهداف المنشآت المدنية والوزارات لن يحقق أهداف العدو في كسر ارادة الشعب ولن يمر دون رد وعقاب.
وكان التحالف، قد أعلن في وقت مبكر من فجر اليوم الإثنين، استهداف منظومة اتصالات قال إنها على صلة بالهجمات العدائية للحوثيين، وخصوصاً توجيه الطائرات المسيرة.
وأكدت مصادر في وزارة الاتصالات لـ"العربي الجديد"، أن الغارات استهدفت محطة الأقمار الصناعية المرتبة بالاتصالات الدولية، فيما أعلنت وزارة الاتصالات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أن القصف دمّر مبنى شركة "تيليمن".
وعقد وزير الاتصالات في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً مسفر النمير، اليوم الإثنين، مؤتمراً صحافياً على أنقاض المبنى المدمر، وقال إن الغارات تسببت في تدمير سنترال الاتصالات الدولية، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الصوتية الدولية عن المواطنين في كافة المدن اليمنية.
ودعا الوزير الحوثي إلى تحييد الاتصالات وخدمتها، كما دعا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى زيارة موقع المبنى، ومعاينة المكان للتأكد من صحة ذلك.
بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الدولية "تيليمن" علي نصاري في بيان صحافي، أن مقاتلات التحالف استهدفت عند الساعة الواحدة والنصف من فجر الإثنين، منطقة المبنى الرئيسي للشركة في حي الجراف، الذي يحتوي على التجهيزات الفنية، الأمر الذي ترتب عليه انقطاع خدمات الاتصالات الدولية، وتأثر العديد من الخدمات والقطاعات الحيوية في كافة مناطق الجمهورية اليمنية، وحرمان المواطنين من أحد حقوقهم الأساسية.
ونفى بيان الشركة مزاعم استخدام موقع الشركة لأغراض عسكرية، مؤكداً أن كلّ التجهيزات الفنية "يتم استخدامها لأغراض مدنية لتقديم خدمات الاتصالات الدولية والانترنت لكافة المواطنين في مختلف المحافظات".
وناشدت شركة "تيليمن" المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية، القيام بواجبها لوقف التدمير المتكرر والممنهج للبنية التحتية لقطاع الاتصالات، كونه يُعتبر أحد القطاعات الحيوية في البلاد.
وعلى الرغم من الإعلان الحوثي عن توقف الاتصالات الدولية، إلا أن مستخدمين للخدمة أكدوا لـ"العربي الجديد" أنها لم تتوقف اليوم، وذلك بعد ساعات من الغارات الجوية، فيما أعلنت شركة "تيليمن"، أن الفرق الهندسية باشرت أعمالها لنقل واستبدال واصلاح التجهيزات المتضررة.
وهذه هي أول عملية استهداف مباشرة لوزارة في العاصمة صنعاء، حيث تم أواخر الشهر الماضي، استهداف بوابة الإنترنت في مدينة الحديدة، وهو ما تسبب في انقطاع الخدمة لمدة 4 أيام.
وكان التحالف قد استبق عملية الاستهداف بدعوة المدنيين لإخلاء مقر وزارة الاتصالات، وقال إنه أجرى اتصالاً عبر الخط الأرضي، وفقا لما نقلته وكالة "واس" السعودية.
معارك عنيفة في مأرب
ميدانياً، شهدت جبهات القتال في محافظة مأرب وسط اليمن، معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثيين، دارت على ثلاثة محاور حول المدينة، خلال الساعات الماضية.
فجنوباً، قال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن معارك دارت في المنطقة المفتوحة بين قرون البور وجبل اللجمة، إلى الشرق من جبل البلق الشرقي، إذ هاجمت القوات الحكومية مسنودة بالمقاومة، مواقع الحوثيين، في محاولة لإطباق الحصار على من تبقى من مسلحي الجماعة في أطراف الجبل.
والبلق الشرقي واحد من ثلاث سلاسل جبلية تحمل اسم البلق، وتشكل أهم خطوط الدفاع عن المدينة من جهتها الجنوبية والجنوبية الغربية، إلى جانب البلق الأوسط والبلق القبلي، وعلى مشارف الأول تدور معارك عنيفة منذ أن تسلل إليه مسلحون حوثيون أواخر العام الماضي.
بالتزامن، دارت معارك في محيط جبل الردهة باتجاه عقبة ملعاء، إثر هجوم للقوات الحكومية التي تحاول تعزيز تقدمها نحو العقبة، التي تربط بين مديرية الجوبة، جنوب مأرب، وحريب "جنوب شرق"، والأخيرة ترابط فيها قوات من ألوية العمالقة المدعومة من التحالف منذ سيطرت عليها أواخر يناير/كانون الثاني الفائت.
وأحبطت قوات العمالقة، الليلة الماضية، محاولات تسلل حوثية عبر سلاسل جبلية وأودية إلى أسفل العقبة جنوباً، وفقاً للمصدر ذاته.
وفي جبهات غرب المحافظة، أكد المصدر العسكري اشتداد المعارك الميدانية، وتحقيق القوات الحكومية اختراقاً نحو منطقة الزور إلى الغرب من جبل البلق القبلي، أحد أهم قلاع الدفاع عن المدينة، بعد هجوم نفذه الجيش عبر مساحة واسعة.
وأشار المصدر إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين خلال المعارك، من دون الكشف عن رقم محدد.