الحوثيون يدّعون القبض على "شبكة تجسس" مرتبطة ببريطانيا والسعودية

06 يناير 2025
مقاتلون من الحوثيين في صنعاء، 23 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن عن إفشال شبكة تجسس بريطانية وسعودية، حيث تم القبض على عناصر مدربة على جمع المعلومات واستهداف مواقع استراتيجية في اليمن.

- وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء لبحث تطورات الأزمة اليمنية مع الحوثيين، بهدف دفع عملية السلام والإفراج عن المعتقلين تعسفياً، وخفض التصعيد في ظل الهجمات المستمرة.

- يستمر الصراع في اليمن بين القوات الحكومية والحوثيين، مما يفاقم الأزمة الإنسانية. في تعز، قُتل وأصيب عدد من الحوثيين خلال محاولات هجوم، بينما تواصل القوات الحكومية صد هذه الهجمات.

ادّعت الأجهزة الأمنية التابعة لجماعة أنصار الله في اليمن (الحوثيون) إفشال "أنشطة عدائية" لجهاز الاستخبارات البريطاني وجهاز الاستخبارات السعودي، مشيرة إلى إلقاء القبض على شبكة تجسس بريطانية مرتبطة بجهازي الاستخبارات البريطاني والسعودي خلال ديسمبر/كانون الأول 2024. وزعم بيان للأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين أنّ الاستخبارات البريطانية، بالتعاون والتنسيق مع الاستخبارات السعودية، عمدت إلى استقطاب وتجنيد وتدريب عناصر تجسسية بغرض تنفيذ أنشطة استخباراتية، تستهدف مقدرات البلاد الاستراتيجية، وأن الشبكة التجسسية "استهدفت مواقع استراتيجية كالقوة الصاروخية والطيران المسيّر ومنازل بعض القيادات".

وبحسب ما جاء في البيان، فإنّ "ضباط الاستخبارات البريطانية والسعودية درّبوا عناصر التجسس على الرصد وجمع المعلومات داخل الرياض"، متحدثًا عن تزويد الأجهزة المستخدمة في التجسس بتقنيات متطورة لتحديد المواقع وجمع الإحداثيات. ولفت البيان إلى أن "الأجهزة الاستخباراتية بالرياض كانت تقوم بإرسال مهام وإحداثيات معينة بعد تكليف العناصر التجسسية عبر الضباط السعوديين والتوجيه بالتحرك إلى موقع المهمة أو الإحداثية لإجراء رقابة ثابتة أو متحركة"، كما جاء في البيان.

وأضاف أنّ "ضباط الاستخبارات البريطانية زوّدوا العناصر بالوسائل والأجهزة للمساعدة في تأكيد ورفع المعلومات والإحداثيات بعد تدريبهم على استخدامها، وأن المعلومات التي جرى الحصول عليها أكدت أن ضباط الاستخبارات البريطانية اتخذوا الأراضي السعودية مركزا لإدارة وتنفيذ الأنشطة الاستخبارية، وأنهم أرسلوا مهام وإحداثيات معينة بعد تكليف العناصر التجسسية عبر الضباط السعوديين". وقال الحوثيون في بيانهم كذلك إن ضباط الاستخبارات البريطانية وجهوا بجمع معلومات عن الإحداثيات والرفع بها أو زراعة أجهزة تعقب في بعض السيارات، أو تصوير من على متنها، كما وجهوا بتنفيذ بعض المهام والأنشطة الاستخباراتية الأخرى.

وادعى البيان أن المتهمين الذين ألقي القبض عليهم اعترفوا بـ"تنفيذهم مهام وأنشطة استخباراتية أسندت إليهم من قبل الضباط البريطانيين والسعوديين". وأضاف البيان أن من أبرز اعترافات العناصر تنفيذهم عمليات رصد ومراقبة بعض الأماكن الحساسة والمواقع العسكرية والأمنية والمدنية و"مراقبة بعض قيادات الدولة". ودعا البيان من سماهم "المتورطين مع استخبارات العدو" لـ"تسليم أنفسهم"، محذرا من عقوبات تصل إلى الإعدام، مشيرًا إلى أن "الأجهزة الأمنية قادرة على الوصول إليهم أينما كانوا".

الحوثيون يهددون

وجاء إعلان الحوثيين عن إفشال "أنشطة عدائية لجهاز الاستخبارات البريطاني وجهاز الاستخبارات السعودي" بعد يوم واحد من تهديدات القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي للسعودية، حيث خاطبها بالقول إن "خفض التصعيد كان فرصة سانحة لإعادة قراءة التقديرات الخاطئة التي ورطتكم سابقا"، مضيفا: "تصورتم أن اليمن سيسقط في غضون أسبوعين، واليوم أي قراءة خاطئة أخرى ستُمنى بالفشل، وستكون الغلبة للشعب اليمني". وقال الحوثي إن "خيارات شعبنا وقواته وقبائله مفتوحة ضد أي مؤامرة أخرى ضد بلدنا، وستكون الأهداف وسقفها فوق المتوقع في كل الميادين، وشعبنا لديه من الخبرة والاستعداد لمواجهة أي تصعيد يهدف لإشغاله عن القضية الفلسطينية".

غروندبرغ يصل إلى صنعاء لعقد مباحثات مع قيادة الحوثيين

إلى ذلك، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الاثنين، إلى العاصمة صنعاء، لعقد مباحثات مع قيادة الحوثيين حول تطورات أزمة البلاد. وتأتي زيارة غروندبرغ إلى صنعاء في إطار جهوده المستمرة لحث جماعة الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام، كما أنها جزء من جهوده المستمرة لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً لدى الجماعة من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية. كما يتوقع أن يُبحث خفض التصعيد مع استمرار هجمات الحوثيين على سفن في البحرين الأحمر والعربي، ومواقع في إسرائيل.

ويخطط المبعوث الأممي لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها. وكان غروندبرغ اختتم أمس زيارة إلى العاصمة العمانية مسقط، حيث التقى وكيل وزارة الخارجية العمانية خليفة الحارثي، وعدداً من كبار المسؤولين العمانيين، كما التقى رئيس وفد جماعة الحوثيين وناطقها الرسمي، محمد عبدالسلام.

وخلال اللقاءات، ناقش غروندبرغ الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن، مشددًا على أهمية خفض التصعيد واتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية شاملة. وقال غروندبرغ إنه يجب على الحوثيين الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، باعتباره أمرًا ضروريًا لإظهار الالتزام بجهود السلام.

وكان جهاز الأمن والمخابرات التابع لجماعة الحوثيين قد أقدم، في يونيو/ حزيران الماضي، على تنفيذ حملة اختطافات بحق العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية في محافظات صنعاء والحديدة وصعدة وعمران شمالي البلاد. واختطفت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين موظفي المنظمات الدولية الذين تتهمهم بالتخابر بعد مداهمة منازلهم، والتحقيق معهم داخلها، ومصادرة جوالاتهم وحواسيبهم قبل اقتيادهم على متن مركبات عسكرية إلى جهاز الأمن والمخابرات.

وفي سياق آخر، قال المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري إن "10 من عناصر مليشيا الحوثي لقوا مصرعهم وأصيب ثمانية آخرون في جبهات متفرقة بمدينة تعز"، دون أن يحدد مكان وزمان ذلك. وأضاف المركز الإعلامي لمحور تعز في صفحته على موقع فيسبوك أن قواته "أحبطت خلال الأيام العشرة الماضية ثماني محاولات هجوم وتسلل لمليشيا الحوثي تركزت معظمها في الجبهات الشمالية والشمالية الغربية للمدينة".

ويعاني اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، من جراء الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا من جهة، ومسلحي جماعة الحوثيين من جهة أخرى.

المساهمون