أطلق الحوثيون في اليمن أكبر هجماتهم بالطائرات المسيرة والصواريخ، والتي استهدفت سفناً في البحر الأحمر، ما أجبر البحرية الأميركية والبريطانية على إسقاط هذه المقذوفات في اشتباك بحري ضخم.
لم ترد تقارير عن وقوع أي أضرار حتى الآن.
جاء هجوم الحوثيين، المدعومين من إيران، على الرغم من تصويت مقرر بمجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق من الأربعاء، بإدانة هجمات الحوثيين الذين يقولون إن هجماتهم تهدف لوقف الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في قطاع غزة بشكل فوري.
وقع الهجوم قبالة مدينتي الحديدة والمخا الساحليتين اليمنيتين، بحسب شركة الأمن البحري البريطانية الخاصة "أمبري".
وفي هجوم الحديدة، قالت "أمبري" إنّ أطقم سفن وصفوا رؤيتهم لصواريخ وطائرات مسيّرة. وحثت سفن حربية، متحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة، السفن على "الإبحار بأقصى سرعة".
وقالت "أمبري"، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، إنّ سفناً قبالة مدينة المخا شهدت إطلاق صواريخ وطائرة مسيّرة في الهواء.
كما أقرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، التابعة للجيش، بهجوم الحديدة.
الهجوم "الأكبر" الذي ينفّذه الحوثيون في اليمن
وأعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، اليوم الأربعاء، أنّ الهجوم الذي تصدت له القوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، مساء الثلاثاء، كان "الأكبر" الذي ينفّذه الحوثيون في اليمن على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأوضح الوزير، عبر منصة إكس، أنّ قوات البلدين "تصدّت لأكبر هجوم حتى الآن من الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر".
HMS DIAMOND, along with US warships, has repelled the largest attack by the Iranian-backed Houthis in the Red Sea to date.
— Rt Hon Grant Shapps MP (@grantshapps) January 10, 2024
Destroying multiple attack drones with her guns and sea viper missiles. pic.twitter.com/kFjFKj6TM6
وكانت القيادة المركزية للجيش الأميركي قد قالت إنّ "الهجوم المعقّد الذي شنه الحوثيون شمل طائرات مسيرة تحمل قنابل وصواريخ كروز مضادة للسفن وصاروخاً باليستياً مضاداً للسفن".
وأضافت أنّ طائرات من طراز إف-18 انطلقت من المدمرة "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور"، أسقطت 18 طائرة مسيّرة وصاروخي كروز وصاروخاً مضاداً للسفن.
كما انطلقت صواريخ من طراز "أرلي بيرك" من المدمرات "يو إس إس غرافلي" و"يو إس إس لابون" و"يو إس إس ماسون"، وكذلك من المدمرة البريطانية "إتش إم إس دايموند".
وقالت القيادة المركزية "هذا هو الهجوم السادس والعشرون للحوثيين على ممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني".
وأضافت "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار. ننصح السفن بالعبور بحذر، والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه".
وقبل أسبوع، قال المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" في اليمن إنّ القوات البحرية اليمنية استهدفت سفينة كانت متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، "انتصاراً للشعب الفلسطيني الذي يتعرّض للعدوان".
وكثف الحوثيون، الذين يسيطرون على مناطق عدة في اليمن، ومنها العاصمة صنعاء، هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، اعتراضاً على الحرب الإسرائيلية على غزة.
وعلقت شركات عديدة للشحن البحري عملياتها في البحر الأحمر بعد الهجمات أو اضطرت إلى خوض الرحلة الأطول حول أفريقيا.
كوريا الجنوبية تدخل على الخط
من جانبها، أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستقدم الدعم لمصدريها من خلال تأمين مساحة شحن إضافية على السفن ومناطق تخزين، على خلفية المخاوف من التوتر في البحر الأحمر.
وقال نائب وزير المحيطات سونغ ميونغ دال، في بيان صدر اليوم الأربعاء: "مع انتشار الصراعات في الشرق الأوسط، لا يمكننا أن نستبعد احتمال حدوث اضطرابات مماثلة في مناطق أخرى بالشرق الأوسط".
وبحسب الوزارة، فإنها تعتزم تأمين مساحة الشحن مسبقاً في شركات الشحن لتقليل تأثير التوتر في البحر الأحمر على صادرات كوريا الجنوبية ووارداتها. وقال سونغ إن المشروع سيوفر سفناً بديلة لصادرات السيارات وساحات تخزين إضافية، إذ من المتوقع أن يواجه قطاع السيارات أكبر قدر من الاضطراب.
وأكدت الوزارة أن كوريا الجنوبية تهدف إلى تأمين استخدام أربع سفن حاويات لطرق شمال أوروبا والبحر المتوسط من منتصف يناير/ كانون الثاني إلى أوائل/ فبراير شباط.
والشهر الماضي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، تحت مسمى "المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات"، يضمّ عشر دول، بينها بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبحرين.
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)