أعلنت جماعة الحوثيين، مساء السبت، أنها اتفقت على جولة جديدة مع الوفدين السعودي والعماني تعقد عقب عيد الفطر، وذلك بعد يومين من مغادرة الوفد السعودي لصنعاء في زيارة استمرت ستة أيام.
وقال رئيس المجلس السياسي للحوثيين (مجلس حكم الجماعة) مهدي المشاط، إنه تم الاتفاق على عقد جولة جديدة بعد عيد الفطر المبارك نظراً لطبيعة القضايا التي تم نقاشها، وفق ما نقلته وكالة "سبأ" بنسختها الحوثية.
جاء ذلك خلال اجتماع مع قيادات سلطة الحوثيين للاطلاع على آخر المستجدات المتعلقة بالمباحثات التي شهدتها صنعاء، خلال الأسبوع المنصرم، مع الوفدين السعودي والعماني، وقال المشاط "إن النقاشات كانت إيجابية حول العديد من النقاط".
وتابع مهدداً: "يد اليمن (الحوثيين) هي الطولى والأقوى إذا ما فكر تحالف العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية) ومن ورائه أميركا استئناف المواجهات العسكرية وعرقلة خطوات السلام"، على حد تعبيره.
من جانبها، قالت الخارجية السعودية، إن وفدها إلى صنعاء عقد لقاءات ونقاشات معمقة في عدد من المواضيع ذات الصلة بالوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن.
وقالت في بيان لها إن "النقاشات اتسمت بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية، ونظراً للحاجة إلى مزيد من النقاشات، فسوف تستكمل تلك اللقاءات لاحقا في أقرب وقت بما يؤدي للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من كل الأطراف اليمنية".
وأشارت الخارجية السعودية، إلى أن ذهاب وفدها إلى صنعاء "يأتي امتداداً للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس/آذار 2021، وللأجواء الإيجابية التي وفّرتها الهدنة الإنسانية في اليمن التي أعلنتها الأمم المتحدة في تاريخ 2 إبريل 2022".
#بيان | عقد الفريق السعودي برئاسة سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر، مجموعةً من اللقاءات في صنعاء شهدت نقاشات مُتعمّقة في العديد من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني؛ و إطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن pic.twitter.com/YI8Q8yBOkz
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) April 15, 2023
إلى ذلك، رحبت الحكومة اليمنية ببيان الخارجية السعودية، وجهود السعودية المستمرة لتخفيف المعاناة الإنسانية وإحياء مسار السلام في اليمن، امتداداً لمبادرتها المعلنة في مارس/آذار 2021.
وأكدت الحكومة دعمها لتلك الجهود، وكافة المساعي الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الانقلاب، وإيقاف الحرب وتحقيق السلام العادل والمستدام، المبني على المرجعيات المتفق عليها، بحسب بيان للخارجية اليمنية نقلته وكالة "سبأ" الرسمية.
وغادر الوفد السعودي، مساء الخميس، العاصمة اليمنية صنعاء، بعد أسبوع من الزيارة، دون إعلان أي نتائج معلنة للمفاوضات، لكن جميع الأطراف عبّرت عن تفاؤلها في النقاشات التي جرت، والتي تركزت على الجانب الإنساني، وملفات أخرى تتعلق بالوصول إلى تسوية وإنهاء الحرب.
ووصل إلى صنعاء، السبت الماضي، الوفدان السعودي والعُماني، وأعلن السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، في وقت سابق، أن زيارته تهدف لتثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى، وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن.
وأثير الجدل حول الدور الذي تقوم به السعودية، التي تؤكد أنها وسيط، فيما يرى الحوثيون أنها طرف في الحرب، وعليها أن "تتحمل كافة النتائج" وعليها "جبر الضرر"، وقالت مصادر مطلعة من جماعة الحوثي لـ"العربي الجديد"، إن "دور السعودية كوسيط غير مقبول وكان أحد محاور الخلاف في اللقاءات التي جرت في صنعاء".
وخلال اليومين الماضيين تم تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمخطوفين بين جماعة الحوثي من جهة، والقوات الحكومية والتحالف الذي تقوده السعودية من جهة أخرى، على أن تستكمل عملية الإفراج عن الأسرى غداً، الأحد. وبموجب هذا الاتفاق تم الإفراج عن 887 من الطرفين غالبيتهم من جماعة الحوثي.
وأفرج عن وزير الدفاع اليمني الأسبق اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس السابق ناصر منصور هادي، إضافة إلى نجل وشقيق عضو مجلس الرئاسة اليمني طارق صالح، على أن يتم الإفراج غداً، الأحد، عن آخر المشمولين باتفاق سويسرا 20 مارس/ آذار الماضي، وبينهم الصحافيون الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام من سجون الحوثيين، وسيتم التبادل في اليوم الأخير برحلات جوية بين صنعاء ومأرب.