جددت الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، التأكيد على مواقف طهران تجاه المفاوضات النووية المتعثرة، رامية الكرة في الملعب الأميركي ورابطة الاتفاق بـ"القرار السياسي الأميركي"، مع الإشارة إلى نقل العراق إلى طهران "رغبة واستعداد" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرقي بالحوار مع إيران إلى المستوى السياسي العلني.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن بلاده "لن تتسرع بالمفاوضات، ولن تضحي بمصالحها الوطنية"، مؤكداً أن الحكومة الإيرانية الراهنة لا تربط معيشة واقتصاد البلاد بالمفاوضات التي توقفت في فيينا منذ 11 مارس/آذار الماضي، لكنها مستمرة بصيغة مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن عبر الوسطاء.
وتابع كنعاني، أن المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية "مستمرة عبر قنوات مختلفة من خلال دول المنطقة وأوروبا، منها عُمان وقطر وإيطاليا"، مضيفاً: "أبدينا مرونة كثيرة وقدمنا مبادرات بنّاءة"، حسب قوله.
وأكد المتحدث الإيراني أن الاتفاق "سيكون قريباً إذا ما أبدت أميركا حسن نية وتعاملت كإيران بشكل بنّاء وردت على مبادراتها بشكل إيجابي".
وأوضح أن واشنطن "تسعى إلى رمي الكرة في ملعب إيران، بينما عليها أن تتخذ قرارها السياسي"، مشدداً على أن طهران ستواصل المفاوضات النووية بغية التوصل إلى "اتفاق جيد وقوي ومستدام".
وأشار كنعاني إلى الحوار السعودي الإيراني الذي استضافت بغداد حتى الآن خمس جولات منه منذ إبريل/نيسان 2021، قائلاً إن نتائجها حتى الآن "جيدة وتبعث على الأمل"، مضيفاً أن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أبلغ نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي بما جرى في قمة جدة بين الولايات المتحدة وتسع دول عربية في منتصف الشهر الحالي.
وقال إن وزير الخارجية العراقي نقل إلى إيران أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أكد، على هامش قمة جدة، "رغبة واستعداد بلاده" للرقي بالحوار بين الطرفين في الجولة المقبلة إلى المستوى الرسمي والعلني.
وأكد كنعاني أن تصريحات بن سلمان "مؤشر إيجابي، ونرى إمكانية عقد الجولة القادمة على المستويين السياسي والرسمي، في ظل وجود إرادة إيجابية لدى الطرفين لاتخاذ خطوة عملية إلى الأمام".
وأعرب عن أمله في "اتخاذ خطوات ملموسة وكبيرة لاستئناف العلاقات" بين البلدين، والتي انقطعت منذ عام 2016 على خلفية مهاجمة المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن سياسة إيران تعتمد التوجه نحو الشرق والجيران، مؤكداً أنها لن تتجه نحو الاصطفافات والمواجهة وسياسة المحاور في المنطقة.
إيران: لن نشغل كاميرات المراقبة الموضوعة بمنشآتنا النووية وفق الاتفاق النووي
وفي سياق آخر، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الإثنين، أن بلاده لن تشغل في الوقت الراهن كاميرات المراقبة الموضوعة في المنشآت النووية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال إسلامي لوسائل الإعلام الإيرانية، خلال تفقده معرض "التعاون في الإدارة" المنعقد في طهران، إن تشغيل هذه الكاميرات رهن بالاتفاق النووي، قائلاً: "إذا ما عاد الغربيون إلى هذا الاتفاق وتأكدنا من ذلك حينئذ سنقرر حول هذه الكاميرات".
وفي الثامن من الشهر الماضي، بعد إقرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً مقدماً من الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) ضد إيران، ردت الأخيرة على القرار بإغلاق كاميرات المراقبة الموضوعة وفق الاتفاق النووي في منشآتها النووية، فضلاً عن تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة لتخصيب اليورانيوم.
وأضاف إسلامي أن الكاميرات التي وافقت إيران على تركيبها في منشآتها النووية وفق الاتفاق النووي كان الهدف منها إزالة الاتهامات ضدها "لكن إذا تقرر أن تبقى الاتهامات مستمرة فلا داعي لبقاء تلك الكاميرات مشغلة".
ورفض المسؤول الإيراني الاتهامات ضد طهران بـ"ممارسة أنشطة نووية سرية"، مؤكداً أنها "لم تقم بأنشطة تخصيب من دون تنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتابع: "لا يتصور أحد بشكل خاطئ، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل حالياً في جميع المواقع النووية الإيرانية على أساس ضوابط اتفاق الضمانات" الملحق بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والتي ما زالت إيران عضواً فيها.