أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، أن "أكثر من 98 في المائة من مسودة الاتفاق في مفاوضات فيينا تم إعدادها بصورة مشتركة، والقضايا المتبقية يجب حلها".
ولفت، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى أن بلاده بحثت خلال عودة كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، هذه المسودة بشكل دقيق، مشيراً إلى أنه عاد إلى فيينا "حاملاً معه أجندة لازمة للحديث مع بقية الأطراف" حول القضايا المتبقية.
وأكد أن "ثلاث قضايا رئيسية باقية" في المفاوضات من دون حلّ حتى الآن، معرباً عن أسفه لأن "الطرفين الغربي والأميركي لم يتخذا قرارهما السياسي حولها".
وأشار إلى أن هذه القضايا هي في مجال نطاق العقوبات، والضمانات، و"بعض المزاعم السياسية المطروحة حول الأنشطة النووية السلمية الإيرانية" في إشارة إلى خلافات بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحقيقات وأسئلة الوكالة حول أربعة مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها. وتطالب الوكالة طهران بالشفافية حول هذه المواقع، والرد على أسئلتها.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن مفاوضات فيينا "ليست لإبرام اتفاق جديد"، قائلاً إنها تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مع دعوته الطرفين الأميركي والأوروبي إلى "عدم إطالة المفاوضات"، واتخاذ القرارات اللازمة.
وعمّا إذا كان للحرب الروسية على أوكرانيا تأثير على مفاوضات فيينا، قال خطيب زادة إن "لا علاقة بين الحرب الأوكرانية ومفاوضات فيينا"، داعياً إلى حل الأزمة الأوكرانية "سياسياً".
عودة باقري كني إلى فيينا
إلى ذلك، عاد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى فيينا، ليل أمس الأحد، ومن المقرّر أن يستأنف مباحثاته مع نظرائه بمجموعة 1+4 لحلّ القضايا المتبقية.
وكان باقري كني قد عاد إلى إيران الأربعاء الماضي للتشاور، وعرض مسودة الاتفاق النهائي على القادة الإيرانيين، واتخاذ القرارات بشأنها، لكن السلطات الإيرانية تؤكد أن قضايا أساسية مهمة لم تحلّ بعد.
وبدأت مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن يوم الثاني من إبريل/ نيسان الماضي، بواسطة أطراف الاتفاق النووي، وهي روسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وذلك بهدف إحياء الاتفاق النووي المترنح منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، وإعادة فرضها العقوبات على إيران بشكل أقسى من قبل.
وفي المقابل، أنهت إيران العمل بجميع القيود "العملياتية" المفروضة على الاتفاق النووي، وطوّرت برنامجها بشكل أكبر من مرحلة ما قبل التوصل للاتفاق عام 2015.
إلى ذلك، تتواصل الجولة الثامنة والأخيرة من مفاوضات فيينا، في ظل أجواء يخيّم عليها الترقب والتفاؤل الحذر، حيث يبحث المفاوضون القضايا العالقة "الأكثر حساسية" التي تقول إيران إنها "من خطوطها الحمراء"، مع مطالبة غربية بإنهاء مفاوضات إحياء الاتفاق النووي والتحذير من نفاد الوقت.