قالت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الإثنين، إن أمن المنطقة واستقرارها ينعكسان على العراق، متحدثة عمّا وصفته بـ"حضور عراقي في المشهد بموقع المبادرة".
ونقلت وكالة الأنباء العراقية، (واع) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف قوله إن "الدبلوماسيّة المُبادِرة منهج كرَّسنا له، وهي ليست خياراً، بل مسار يعزز مصالح العراق"، مضيفاً أن "وزارة الخارجيَّة تعمل بدأب عال لتعزيز المبادرات الجماعيَّة لتعزيز أمن واستقرار المنطقة".
ويأتي حديث الخارجية العراقية بعد يوم واحد من تقارير غربية أكدت رعاية بغداد محادثات سعودية إيرانية في التاسع من الشهر الحالي.
وأضاف الصحاف، في حديثه للوكالة الرسمية العراقية، أن "التوازن في السياسة الخارجيَّة يتيح لنا تشييد مصالح إستراتيجية، لإعادة الدور الريادي للعراق"، مبيناً أن "تنويع البوابات الاقتصادية للعراق عِبْرَ حشدِ جهودِ سفاراتنا وبعثاتنا في الخارج وبمتابعة الدوائر ذات الاختصاص في مركز الوزارة يثمر نتائج تنسيقية عالية المستوى".
وأوضح الصحاف أنه "رغم جائحة كورونا التي عصفت بالعالم، إلَّا أن العراق أكّد أنه نقطةُ جذب والتقاء وتنسيق للمواقف"، لافتاً إلى أن "افتتاح بعض السفارات الأوروبيَّة في بغداد بعد انقطاع سنين، شاهد على استقرار العراق والتزام الحكومة بتوفير الأمن للبعثات".
ونوَّه بأن "جهود وزارة الخارجية كانت ولا تزال استثنائية جداً في توفير الدعم لمواجهة جائحة كورونا"، مؤكداً أن "الشراكات الإستراتيجية المتعددة تضع مصالح العراق وفق المقاسات الدستورية وبما يحقق مصالح الدولة والمجتمع معاً".
وتابع الصحاف أن "أمن المنطقة واستقرارها ينعكس على العراق، وحضورنا في المشهد أصبح في موقع المبادرة والبناء على مصادر قوّة وطنيَّة خالصة".
وأمس الأحد، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين كباراً أجروا محادثات مباشرة، في محاولة لإصلاح العلاقات، وذلك بعد خمس سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية، وفقاً لثلاثة مسؤولين اطلعوا على المناقشات.
وبحسب المسؤولين، الذين لم تكشف "فاينانشال تايمز" عن هويتهم، فقد جرت المفاوضات بوساطة العراق هذا الشهر، وهي الأولى بين البلدين منذ عام 2016، وتأتي في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية في عام 2015 وتهدئة التوتر الإقليمي.
لكن الصحيفة البريطانية قالت إن مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى نفى وجود أي محادثات بين بلاده وإيران. غير أنها عادت ونقلت عن مسؤول عراقي وصفته بـ"الكبير"، بالإضافة إلى دبلوماسي أجنبي، تأكيدهما إجراء المحادثات المباشرة بين إيران والسعودية.
ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، وجود مباحثات بين طهران والرياض في بغداد، قائلاً إن بلاده لا تعلق على مثل هذه "الروايات المتناقضة"، وإن "وكالات الأنباء هذه لها تاريخ طويل في نشر الشائعات".
في المقابل، رأى الخبير بالشأن السياسي العراقي، أحمد الحمداني، أن حديث الخارجية العراقية تلميح إلى صدق التقارير عن عقد فريقين سعودي وإيراني مباحثات في بغداد.
وأضاف الحمداني، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أنه "حديث بلا مناسبة وفيه إشارة واحدة لمسألة دور العراق بالمنطقة والمبادرة بتخفيف التوترات، ما يفهم منها تأكيد غير مباشر لتلك المباحثات التي أكدت تقارير غربية استضافة بغداد لها".
غير أنه لفت إلى أن "إعلان بغداد بشكل مباشر وصريح عنها قد يكون مبكراً لعدم نضوج ما تحقق لأن يرتقي لمسألة مباحثات إنما هو لقاء معرفة نوايا واستماع أكثر، لكن في الوقت نفسه تحاول حكومة مصطفى الكاظمي تهدئة المليشيات الحليفة لإيران وإرسال إشارات لها بأنها تمد خيوط تعاون مع طهران ولعب دور إيجابي".