استمع إلى الملخص
- السفير السوداني إدريس يتهم الإمارات وقوات خليفة حفتر بتأجيج الصراع في السودان عبر دعم الدعم السريع بالأسلحة، فيما يصف مندوب الإمارات الاتهامات بأنها "مضحكة ومجنونة".
- تصاعد التوتر بين السودان والإمارات يأتي وسط تقارير عن مواجهات دامية وأعمال نهب وتهجير قسري تقوم بها قوات الدعم السريع في السودان، مما يعكس تورط أطراف خارجية في الصراع.
نفت وزارة الخارجية السودانية ما تداولته بعض المواقع الإعلامية عن اعتذار سوداني إلى الإمارات عن اتهامات وجّهها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة إلى أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع. وقالت الخارجية في بيان، أمس الجمعة، إن بعض الوسائط الاجتماعية تداولت "خبراً كاذباً ومجهول المصدر مفاده بأن سفير السودان في أبوظبي قدم اعتذاراً لسلطات أبوظبي عما ورد في الخطاب الذي ألقاه المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في اجتماع مجلس الأمن يوم 13 يونيو الجاري"، وأكدت الوزارة بحسب البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السودانية (سونا) أن "الخبر المعني عار تماماً من الصحة، وأن الخطاب الذي ألقاه السيد السفير الحارث إدريس في الاجتماع هو الموقف الرسمي للسودان حول ما بحثه اجتماع مجلس الأمن".
وكان السفير إدريس وجّه خلال الاجتماع المفتوح لمجلس الأمن المخصص للاستماع للإحاطة الدورية للسكرتير العام للأمم المتحدة عن الوضع في السودان، يوم الثلاثاء الماضي، اتهامات إلى دولة الإمارات العربية وقوات ليبية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر بإمداد "الدعم السريع" بالسلاح وتأجيج الصراع، وقال إدريس "إن الاعتداءات المسلحة التي تشنها مليشيات الدعم السريع المدعومة بالسلاح من دولة الإمارات تستهدف بشكل عامد ممنهج القرى والمدن مستفيدة من عدم اتخاذ المجلس موقفاً حازماً تجاهها وتستهدف القضاء على حماية المدنيين، وتشتيت تجمعاتهم في المناطق الزراعية لإفشال الموسم الزراعي حتى تتحول الفجوة الغذائية إلى مجاعة"، مضيفاً "يستمر تدفق الدعم الإماراتي للمليشيا عبر تشاد وجنوب ليبيا وأفريقيا الوسطى"، كما اتهم "كتيبة سبل السلام الليبية الموالية لقوات حفتر بإرسال شحنات الذخائر ومدافع الهاون إلى مخازن اللواء 106 الذي يقوده خالد خليفة حفتر وإدخالها إلى السودان عبر تشاد".
وأكدت وزارة الخارجية في وقت لاحق، أنه عقب الاجتماع قامت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، التي تتولاها كوريا الجنوبية، بتعميم رسالة من المندوب الدائم للسودان على أعضاء مجلس الأمن تضمّنت المزيد من الأدلة على التورط الإماراتي في حرب السودان، مشيرة إلى اعتماد الرسالة وثيقةً من وثائق مجلس الأمن.
في المقابل، قال مندوب الإمارات محمد أبو شهاب رداً على مندوب السودان، إن "هذه اتهامات مضحكة ومجنونة لمندوب السودان والذي يمثل القوات المسلحة السودانية، وهي أحد الأطراف المتحاربة في السودان".
وكانت الخرطوم، في 30 إبريل/نيسان الماضي، احتجت على تحركات بريطانية في مجلس الأمن حالت دون نظر المجلس في شكوى قدمتها السودان ضدّ أبوظبي اتهمتها فيها بدعم قوات الدعم السريع. وأبدى بيان الوزارة أسفه لما عدّه تنكّراً من بريطانيا لواجبها الأخلاقي والسياسي، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، ووقوفها ضدّ شكوى السودان وقضاياه من أجل "مصالحها التجارية" مع دولة الإمارات، مبينة أن بريطانيا بذلك الموقف "تحمي أكبر ممولي الحرب في السودان"، وأن ما كشفته الصحافة البريطانية من أن الحكومة البريطانية أجرت لقاءات سرية مع مليشيا الدعم السريع، التي "استوفت كلّ صفات الجماعات الإرهابية"، يجعل الإمارات "شريكة في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها، وداعمة للإفلات من العقاب"، بحسب ما جاء في البيان.
وكانت المرة الأولى التي وجّهت فيها الحكومة السودانية اتهامات إلى أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع علناً في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على لسان الفريق ياسر العطا، عضو مجلس السيادة والرجل الثالث في الجيش، الذي قال إن دولة الإمارات التي وصفها بـ"المافيا"، تزود مليشيا الدعم السريع بالأسلحة عبر مطارات في تشاد وأفريقيا الوسطى وأوغندا. وأشار العطا إلى وجود من وصفهم بالفاسدين في الحكومة التشادية، الذين يساعدون في توصيل الدعم الإماراتي عن طريق مطار أم جرس ومطار أنجمينا في تشاد، محذراً كلّ من يدعم الدعم السريع من اليد الطويلة للمخابرات السودانية، والتي أكد قدرتها على ردّ الصاع صاعين.
الدعم السريع تقتل 7 أشخاص
وعلى صعيد المواجهات بين قوات الدعم السريع قال مرصد شرق النيل لحقوق الإنسان، إن قوات الدعم السريع قتلت سبعة مدنيين بمنطقة عد بابكر بمحلية شرق النيل بولاية الخرطوم. وأوضح المرصد في تقرير له، اليوم السبت، أن منطقة عد بابكر تواجه منذ الأربعاء الماضي هجوماً متكرراً من قوة تتبع للدعم السريع والتي قامت بعمليات نهب واسعة للمحلات التجارية وممتلكات الأفراد والباعة المتجولين ومنازل المواطنين، مبيناً أن المهاجمين أعلنوا عزمهم على تهجير السكان قسرياً.
وأضاف المرصد أن القوات نهبت جميع المنازل المطلة على الشارع الرئيسي والمحال التجارية، والصيدليات والمخابز وحرقت بعض المحال بعد نهبها، متهماً القوة المعتدية بالقيام بعمليات اختطاف واعتقال تعسفي وإخفاء قسري للمواطنين وتعذيبهم، واغتيال سبعة من المواطنين، لإصابتهم بالرصاص المباشر من القوة المهاجمة للمنطقة.