لوّحت جماعة الحوثيين، الثلاثاء، باستهداف معرض "إكسبو" في دبي، وذلك بعد اشتداد الخناق العسكري وخسارة مدينة حريب الاستراتيجية في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب، فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء دوامة العنف المتصاعدة في اليمن.
وبالتزامن مع حملة إلكترونية تحت عنوان "الإمارات غير آمنة"، كتب المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، في تغريدة على "تويتر"، "إكسبو.. معنا قد تخسر، وننصح بتغيير الوجهة"، في تلويح ضمني إلى استهداف المعرض الدولي.
#أكسبو...
— العميد يحيى سريع (@army21ye) January 25, 2022
معنا قد تخسر ..ننصح بتغير الوجهه ؟؟؟
وقال وكيل وزارة الإعلام في حكومة الحوثيين، نصر الدين عامر، في تغريدة على "تويتر"، إن لدى قواتهم "ما يستحق العرض في معرض دبي"، في إشارة إلى الصواريخ الباليستية التي تزعم الجماعة صناعتها، واستخدمتها خلال الأيام الماضية في هجمات بالعمق الإماراتي.
وكانت جماعة الحوثيين تتوقع أن تنجح هجماتها الصاروخية في تراجع الإمارات عن تقديم دعمها للعملية العسكرية التي تخوضها ألوية العمالقة، لكنها خسرت خلال الساعات الماضية مدينة حريب، الواقعة جنوبي مأرب.
وأعلنت ألوية العمالقة المدعومة إماراتياً، اليوم الثلاثاء، أنها تمكنت من السيطرة على مركز مديرية حريب المتداخلة مع مديرية عين غربي شبوة، في خطوة تهدف إلى تأمين محافظة شبوة من أي هجمات مرتقبة.
وتمكنت القوات الحكومية، مساء اليوم، من استعادة السيطرة على عقبة ملعا الاستراتيجية، بمديرية حريب، التي من شأنها قطع إمدادات الحوثيين إلى مديرية الجوبة.
وتكتسب مدينة حريب، التي وقعت في قبضة جماعة الحوثيين مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، أهمية استراتيجية، حيث تُعَدّ مفتاح استعادة مديرية العبدية، ومنطلقاً لعمليات عسكرية باتجاه جبال ملعا في مديرية الجوبة، بما يؤدي إلى كسر الحصار الحوثي على جبال البلق.
كذلك تسمح سيطرة الجيش وألوية العمالقة على عقبة ملعا بعد استعادة مدينة حريب، بقطع خطوط إمداد الحوثيين إلى الرملة والطعوز والبلق الشرقي.
وأسهمت الغارات الجوية المكثفة للتحالف في تحقيق المكاسب الأخيرة. ووفقاً لبيان نشرته وكالة "واس"، فقد شنّ الطيران الحربي 53 غارة جوية على مواقع للحوثيين في مأرب والبيضاء، ما أدى إلى تدمير 34 آلية عسكرية، ومقتل 240 من عناصر مليشيا الحوثي، دون أن يتسنى التحقق من دقة تلك الأرقام.
في السياق، أعربت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن قلقها إزاء دوامة العنف المتصاعدة في اليمن التي تمتد لتتخطى حدود البلاد، وفق بيان صحافي صادر عن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية لليمن، ديفيد غريسلي.
وقال البيان المشترك، إنه "من المؤكد أن شهر كانون الثاني/ يناير سيحطم الأرقام القياسية في ما يتعلق بعدد الضحايا المدنيين"، وأن الغارات التي أدت إلى مقتل 91 محتجزاً من المهاجرين وسقوط 226 في صعدة "أسوأ حادثة من حيث عدد الضحايا المدنيين في اليمن منذ ثلاث سنوات".
وذكّرت الأمم المتحدة الأطراف بأن حالة الحرب "لا تعفيهم من التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي الذي يحظر بشدة الهجمات غير المتناسبة".
جبهة جديدة غرب تعز
وفي إطار الاستراتيجية التي انتهجها التحالف لتضييق الخناق على الحوثيين في أكثر من مدينة يمنية، استحدث الجيش اليمني، اليوم الثلاثاء، جبهة قتال جديدة ضد الجماعة في المناطق الغربية لمحافظة تعز.
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إن معارك عنيفة اندلعت في الأطراف الغربية لتعز، وذلك بعد أن دفعت القوات الحكومية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مناطق التماس في جبهات القتال الخاملة بمديريتي جبل حبشي ومقبنة.
ووفقاً للمصدر، فقد تمكنت قوات الجيش اليمني من تحقيق مكاسب سريعة، وذلك باستعادة السيطرة على مواقع الصفراء والجبيرية والقاعدة في جبهة العنين بمديرية جبل حبشي، بالإضافة إلى مكاسب مماثلة في جبهة مقبنة بالريف الغربي للمحافظة.
وللمرة الأولى منذ سنوات، شنت مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، 5 غارات جوية على مواقع للحوثيين في مديرية جبل حبشي، كإسناد جوي للجيش اليمني، حسب ما أحصته قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين.
ولم تكشف القناة عن أي تفاصيل جراء الغارات، لكن المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، أشار إلى أن الضربات الجوية استهدفت آليات عسكرية للحوثيين في مناطق الرُبيعي والرمادة والصراهم، ما أدى إلى تدمير عربة مدرعة ومدفع ودورية عسكرية، فضلاً عن قتلى وجرحى في صفوف المليشيات.
غارات جديدة للتحالف في صنعاء
وجددت مقاتلات التحالف، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، ضرباتها الجوية على مواقع للحوثيين في صنعاء، وسُمع دوي انفجارات عنيفة وفقاً لشهود عيان لـ"العربي الجديد".
وقالت المصادر إن 4 غارات عنيفة استهدفت معسكر سلاح الصيانة الذي يُعتقد أنه يضم مخازن سرية لتجميع الطائرات المسيَّرة دون طيار، وكذلك الصواريخ الباليستية.
في المقابل، أعلن التحالف "بدء تنفيذ عملية عسكرية لأهداف مشروعة في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية"، وفقاً لبيان نشرته وكالة "واس" الرسمية.
وذكر التحالف أن العملية الجديدة التي جاءت بعد تلويح الحوثيين باستهداف معرض "إكسبو" في دبي تأتي "استجابة للتهديد والضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات العدائية".