استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، مساء اليوم الثلاثاء، في مكتبه بالعاصمة طرابلس، سفير تركيا لدى ليبيا، كنعان يلماز.
ووفقاً لمنصة "حكومتنا" الرسمية، فقد نقل السفير التركي تعازي بلاده في ضحايا الاشتباكات الأخيرة بطرابلس وضواحيها، مشيراً إلى "التنسيق مع الحكومة" في تسجيل إجراءات معالجة بعض الحالات التي حُولت إلى الساحة التركية.
من جهته، عبر الدبيبة عن امتنانه للدور التركي الداعم للاستقرار والرافض للحروب في ليبيا، وفق تعبيره.
وتناول الاجتماع تعزيز العلاقات الليبية التركية في المجالات المختلفة.
والتقى الدبيبة، أيضاً، مع مجلس أعيان بلدية مصراتة، ورئيس وأعضاء مجلسها البلدي، ومديري القطاعات الحكومية بالبلدية، ورؤساء الفروع البلدية، وعدد من مخاتير المحلات وأسر الشهداء.
ووفق المنصة، فقد أكد عضو المجلس البلدي عن مصراتة، في كلمته خلال اللقاء، أن المدينة كباقي المدن الليبية "هدفها الأساسي إجراء الانتخابات، واختيار سلطة تشريعية ورئاسية وحكومة تنفيذية عن طريقها، ودعم حكومة الوحدة الوطنية في تحقيق هذا الاستحقاق الوطني الذي ينتظر المشاركة فيه أكثر من 2.8 مليون ناخب".
وشدّد رئيس مجلس الأعيان، في كلمته، على أن مدينة مصراتة "ضد الاقتتال والحروب، وستبذل جهودها الاجتماعية كافة ليكون الاستقرار عنوانًا لهذه المرحلة حتى الوصول للانتخابات"، مؤكداً أن المدينة "لن تسمح بأي فتنة داخلها".
وخلال كلمته، ترحم الدبيبة على كل من سقط من ضحايا خلال الاشتباكات الأخيرة، مؤكداً أن "اليد ما زالت ممدودة للخصوم من أجل العمل معاً للوصول بليبيا إلى بر الأمان".
كما أكد الدبيبة أن "هدف حكومة الوحدة الوطنية هو الانتخابات"، وأنها "ما زالت تنتظر القاعدة الدستورية" حتى تجري الاستحقاق الوطني المهم المنوط بها.
في الجهة المقابلة، وفي اجتماعين منفصلين، التقى رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، عبر الدائرة المغلقة؛ بعدد من أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة؛ لمناقشة مستجدات الأوضاع السياسية والاطلاع على عمل لجنة المسار الدستوري.
وأثنى باشاغا على دورهم الوطني وحرصهم على أداء مهامهم، ومواصلتها وصولاً إلى توافقات حول المواد الخلافية بالقاعدة الدستورية، تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، مجدداً استعداده للتعاون بغية الوصول للتوافقات المطلوبة.
ووفقاً لمكتب باشاغا الإعلامي، فقد أكد أعضاء مجلسي النواب والدولة مواصلتهم دعم جهود التوافق الليبي الليبي والاستمرار في هذا المسار والحفاظ على المكتسبات التي تحققت من خلاله.
هذه اللقاءات، تأتي في منتصف الأسبوع الذي شهد أول أيامه اشتباكات عنيفة وقعت بين مجموعات مسلحة تتبع وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة الدبيبة، وأخرى مساندة للحكومة المكلفة من مجلس النواب، برئاسة باشاغا.
ونتج عن الاشتباكات انسحاب قوات باشاغا خارج طرابلس، وأسفرت عن مقتل 32 شخصاً، بينهم مدنيون، وجرج 159 آخرين، كما أدت لتدمير ممتلكات عامة وخاصة.
وتتخاصم الحكومتان على السلطة منذ مطلع مارس/آذار الماضي، حيث يطالب باشاغا باستلام السلطة التي يرفض الدبيبة تسليمها إلا لجهة منتخبة.
وتتخذ حكومة باشاغا من مدينة سرت مقراً مؤقتاً لها، فيما تسيطر حكومة الدبيبة على العاصمة والمؤسسات السيادية فيها.