"الدمى الساخرة" باقية على +canal

05 يوليو 2015
شكّل البرنامج مادة سخرية يومية من الطبقة السياسية (Getty)
+ الخط -

بعد موجة من الشائعات التي سرت منذ أيام، حول إمكانية توقّف عرض برنامج الدمى الساخرة les Guignols de l'info, خرج رئيس مجلس الرقابة وصاحب الصوت الأقوى في شركة "فيفاندي", مالكة قنوات "كانال بلوس"، المليونير الفرنسي فانسان بوللوريه، ليؤكّد بقاء البرنامج الساخر حصرياً على "كانال بلوس". مع إبداء رغبته في تحوّل البرنامج من حلقة يومية إلى أسبوعية، مما سيتيح توفير فرصة أكبر من أجل خلق مساحة كافية لبرامج إضافية.

برنامج "الدمى الساخرة" الذي بدأ عرضه منذ عام 1988، شكّل مادة سخرية يومية من الطبقة السياسية الفرنسية ومن رجال الأعمال، ولم يوفّر رئيس جمهورية أو رئيس حكومة. ويعدّه مراقبون البرنامج الساخر رقم 1 في فرنسا. ومما لا شكّ فيه أنّ الأزمة التي طالت إمكانية توقّف البرنامج، تعود بحسب ما يعيده متابعون إلى رغبة دفينة من الجوقة المقربة من الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، في وضع حدّ للسخرية التي يتعرّض لها الرئيس السابق بشكل يومي. وهذا ما نفاه بوللوريه، صديق ساركوزي وأمين سر أخباره. فقد عبّر المليونير الفرنسي عن سخطه من الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام الفرنسية، حول "يد خفية" لساركوزي تحرّك قراره الأولي الذي سُرّب منذ يومين عن رغبته في إنهاء بث البرنامج على "كانال بلوس".

في شهر فبراير/شباط الفائت، كان بوللوريه قد عبّر عن رغبته في خلق مسافة بين الضحك والسخرية في مقابلة أجرتها معه، ليا سلامة، على قناة "فرانس انتر"، وقال: "نحن نبحث عن المواهب دائماً، المواهب في المسرح والسينما والموسيقى، حزنت عندما خرجت أسماء مثل جمال دوبوز، وغييوم غاليان، من "كانال بلوس"، لكننا مستمرون في البحث عن المواهب". وأضاف: "هدفنا اليوم هو العمل على نشر ثقافة فرنسية خاصة بنا في ظل انتشار "مزعج" للنمط الأميركي، عدا عن صعوبة نقل النموذج الآسيوي في الإعلام إلى بلادنا".

اقرأ أيضاً: اعتداء ايسير: الصحافة الفرنسية لم تتعلم من "شارلي إيبدو"

وفور انتشار الشائعات، سارعت المديرة التنفيذية لـ"فرانس تلفزيون"، ديلفين ارنوت، إلى إبداء رغبتها في انتقال العرض اليومي الساخر إلى "فرانس تلفزيون". على مقلب آخر يبدو العرض السخي الذي تقدّم به، نيكولا تافيرنوست، مدير قناة M6 الأكثر منطقياً؛ لأنه يشمل شراء الدمى والممثلين وفريق العمل التقني كاملاً، وكانت إدارة القناة قد اجتمعت ودرست تقديم العرض في بحر الأسبوع القادم، معتبرة أنّ برنامجاً كهذا يمكنه أن يجلب مشاهدين وأرباحاً طائلة للقناة تقدّر بنحو 25 مليون يورو.

على تويتر انتشر وسم "#touchepasauxguignols" (لا تمسّ الدمى)، للتعبير عن رفض كبير لتوقف بث البرنامج الساخر، وكان صحافيون وأصحاب رأي ورجال سياسة قد عبّروا عن تضامنهم مع استمرارية عرض الماريونيت. وفي هذا السياق شجب جان لوك ميلونشان "رقابة بوللوريه". أما سيسيل دوفلو، فقد علّقت: "حيتان المال وسلاطين السياسة التي تريد منع السخرية في بلادنا". على جانب آخر تطرّق رئيس الحكومة الأسبق جان-مارك ايرو، لإمكانية توقف العرض الهزلي قائلاً: "حتى في بلاد رابليه وموليير، لا يمكن حماية الضحك والسخرية". أما آلان جوبيه، فقد وضع صورة دميته في البرنامج كصورة شخصية على حسابه على "فيسبوك" و"تويتر" في إشارة إلى تضامنه الكامل مع البرنامج.



المساهمون