كشفت الدنمارك والسويد، اليوم الثلاثاء، أنه بعد التصوير في عمق المياه بات من المؤكد أن تسرب الغاز من نوردستريم1 و2 نجم عن تمزق كامل سببه "تفجيرات قوية" في الأجزاء المستهدفة.
وكشفت السلطات المشاركة في التحقيق (جهازا الاستخبارات المدنية والعسكرية ووزارة الدفاع) من خلال بيان صحافي مشترك، أنه بعد التصوير في عمق المياه، بات من المؤكد أن تسرب الغاز من نوردستريم1 و2 نجم عن تمزق كامل سببه "تفجيرات قوية" في الأجزاء المستهدفة.
وأجرت الأجهزة الأمنية الدنماركية والسويدية بشكل منفصل تصويراً للأضرار التي أظهرت في استوكهولم أن "أنبوباً بطول حوالى 50 متراً لم يعد موجوداً في القاع". وتذهب التكهنات، بحسب المصادر الأمنية السويدية لصحيفة "إكسبرسن"، إلى فرضية أنّ "هذا الأنبوب السميك والضخم ربما انجرف مع التيار بعيداً عن مكان التفجير".
وبحسب المحققين، فإن الصور التي صورت بغواصة متخصصة على عمق 80 متراً (نشرت بيرلنغسكا بعضها) كشفت عن ثقوب وأضرار "لا يمكن أن تحدث من دون استخدام مواد تفجيرية"، حيث ظهر الفولاذ بسماكة عدة سنتيمترات في نوردستريم1 ملتوياً تماماً.
ونقلت صحيفة "أفتون بلاديت" في استوكهولم، عن المتخصص بالتصوير تحت الماء من شركة بلوآي روبوتيكس النرويجية المشاركة في تصوير الحادث، تروند لارسن، تأكيده أنه "يمكن رؤية التأثير الكبير جداً بسبب التفجير في قعر البحر حول الأنبوب، وكذلك بقايا مكسرة من الأنبوب المستهدف".
وتجري العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، تحقيقاً في المنطقة الاقتصادية التابعة لها بالقرب من جزيرة بورنهولم في بحر البلطيق، كاشفةً وجود "أضرار جسيمة ناتجة من استخدام مواد متفجرة" في استهداف 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
وعلى الرغم من الكشف الجديد الذي يثبت وجود تفجيرات متعمدة، يبقى السؤال المحير في السويد والدنمارك وألمانيا عن الجهة الفاعلة. وتسعى تلك الدول للتعاون في التحقيقات المكثفة، في الوقت الذي توجه فيه موسكو انتقادات لها بسبب ما تسميه استبعادها من المشاركة في التحقيقات.
وفور الكشف عن تسرب الغازات في البلطيق، وجّهت أصابع الاتهام إلى موسكو، وعزز من ذلك آراء خبراء استضافتهم وسائل الإعلام الإسكندنافية والألمانية، فيما لا تزال روسيا تثير شكوكاً في دور مفترض للولايات المتحدة الأميركية في استهداف نوردستريم 1 و2.
وكان جهاز الاستخبارات السويدي، سابو، قد استبق ما صدر اليوم، ليؤكد الأسبوع الماضي أن ما جرى استهداف بالمتفجرات، على الأقل في المنطقة الاقتصادية السويدية في البلطيق.
ويعكف المحققون المتخصصون الآن على دراسة "حالة التفجير" لمعرفة إذا ما حصل من خلال زرع متفجرات على الهيكل الخارجي للأنابيب، أو بطرقة استهداف أخرى، وذلك بدراسة قوة التفجير وأثره بالفولاذ.
ويجري منذ أواخر الشهر الماضي تعزيز الأمن والحراسة العسكرية باستخدام وسائل مختلفة في منطقة بحر البلطيق وبحر الشمال من قبل دول الشمال وبمشاركة قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك بعد تزايد التحذيرات الأمنية من إمكانية استهداف خطوط طاقة أخرى، مثل خط الغاز النرويجي عبر البلطيق نحو بولندا.
ودفعت الدنمارك خلال الأيام الماضية بالمزيد من الطائرات الحربية فوق جزيرة بورنهولم، مع اتساع الانتشار العسكري الأطلسي فيها، ما دفع الروس إلى إظهار الامتعاض من العسكرة الجارية في الجزيرة وعموم منطقة بحر البلطيق.