أكد رئيس مكتب الرئيس الأفغاني، فضل محمود فضلي، أن المفاوضات المتوقفة مع حركة "طالبان" سوف تستأنف قريباً، واصفاً عملية السلام بأنها "عملية معقدة طويلة المدى ولا يمكن الوصول إلى حل ما في القريب العاجل".
وذكر فضلي، في حوار له مع القناة الوطنية، مساء اليوم، أن المصالحة مع "طالبان" من أولويات حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، وأنها اتخذت خطوات صعبة بهذا الصدد، لأنها "مطلب الشعب".
وتطرّق إلى عملية الإفراج عن أكثر من خمسة آلاف سجين لـ"طالبان"، التي سبقت المفاوضات بين الطرفين، قائلًا إنه من ضمن هؤلاء عاد 80% منهم إلى ميادين القتال مرة أخرى
كذلك شدد فضلي على أن "طالبان" لم تف بوعدها من انخفاض وتيرة العنف، مضيفا أن وقف إطلاق النار والوصول إلى حل مع الحركة من أولويات الحكومة وهي ماضية إلى الأمام بهذا الصدد.
وحيال الحكومة المؤقتة وسعي بعض الساسة من أجل ذلك، قال فضلي إن "ذاكرة الأفغان تحفظ جيدا ما حل ببلادنا جراء الحكومات المؤقتة"، موكدا أن "فكرة الحكومات المؤقتة تأتي دوما من الخارج لذا هي غير مقبولة للشعب الأفغاني".
ولفت فضلي إلى أن الحكومة الحالية ستكمل فترتها القانونية والرئيس الأفغاني الحالي سيترك المنصب لرئيس منتخب آخر، لكنه أوضح أن فكرة المشاركة السياسية، تحديدا في ما يخص "طالبان"، هي "فكرة وإرادة"، والحكومة مستعدة لذلك.
يذكر أن حركة "طالبان" قد أكدت أنه في حالة الوصول إلى حل ما فلا بد من إقالة الرئيس الأفغاني أشرف غني من منصبه.
من هنا بات إصرار الحكومة الأفغانية على البقاء، وإصرار "طالبان" على تشكيل حكومة إسلامية، عقبة كبيرة في وجه عملية السلام الأفغانية.
ولم يتطرق فضلي لمستقبل القوات الأميركية في أفغانستان، غير أن الرئاسة الأفغانية أعربت عن أملها في استمرار مساعدة حلف شمال الأطلسي للقوات الأفغانية.
وفي هذا الصدد، قالت نائبة المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية فاطمة مورجل، في بيان، أن بين أفغانستان وحلف "الناتو" اتفاقية تعاون المشترك على المدى البعيد، وتتطلع أفغانستان إلى أن يبقى الحلف متعهدا ببنود تلك الاتفاقية.
وذكرت مورجل أن كابول تأمل من اجتماع وزراء الدفاع في الحلف أن يقرر مواصلة الدعم لأفغانستان من خلال تدريب قوات الأمن والاستشارة وقطاعات أخرى تحتاج فيها أفغانستان إلى مساعدة الحلف.
كذلك رحّبت الحكومة الأفغانية بإعلان الولايات المتحدة نيتها إعادة النظر في توافق الدوحة مع "طالبان"، وهو ما يعارض موقف "طالبان"، كما يُعتبر عقبة في وجه المفاوضات مع الحركة التي دعت واشنطن و"الناتو" إلى الالتزام بتوافق الدوحة، معتبرة ذلك حلا لجميع المشاكل.
يذكر أن المفاوضات بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" قد توقفت منذ أسابيع دون معرفة السبب، بينما أكد مسؤولون في الحكومة الأفغانية أن المفاوضات مع الحركة وصلت إلى نفق مسدود، في حين التزمت الحركة صمتا حيال القضية.