أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء، أن "أي معادلة في المنطقة لن تتشكل من دون الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مدعياً أن بلاده اليوم "أقوى من أي وقت مضى وسيتعزز حضورها الإقليمي"، وكاشفا أيضاً أنها تخطط لـ"حضور إقليمي أكثر قوة".
وتابع الرئيس الإيراني، في كلمة له في اجتماع اتحاد وكالات أنباء آسيا والمحيط المنعقد في طهران، أن "الغرب اعترف رسمياً بأن الضغوط القصوى على الجمهورية الإسلامية الإيرانية فشلت فشلا ذريعا"، حسب ما أوردت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية.
وبشأن المفاوضات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة الأميركية، قال رئيسي "قلنا كلمتنا واليوم على الأميركيين أن يتخذوا قرارهم"، مشيرا إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، وقال إن الأوروبيين بعد ذلك "لم ينفذوا تعهداتهم وإيران كانت الجهة الوحيدة التي كانت تنفذ التزاماتها".
وأضاف أن الولايات المتحدة الأميركية "أخطأت في تقديراتها الاستراتيجية مرة أخرى"، قائلا إن "العالم يشهد عهدا جديدا بظهور قوى جديدة".
وخلال الأيام الأخيرة، برزسجال كلامي بين إيران والولايات المتحدة بشأن المفاوضات النووية، ففيما أعلنت الإدارة الأميركية أنها توقفت وليست حاليا على جدول أعمالها، اتهمتها طهران، أمس على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بـ"الكذب"، قائلا إنها ما زالت ترسل الرسائل إلى إيران عبر الوسطاء بشأن المفاوضات والتوصل إلى الاتفاق.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد قال، السبت، إن طهران تلقت خلال الأسبوع الماضي، رسالة من الطرف الأميركي بشأن المفاوضات، متهما إياه بـ"التناقض بين الكلام والسلوك".
لكن بعد سويعات في اليوم نفسه، نفت وزارة الخارجية الأميركية أن تكون واشنطن أرسلت رسائل إلى إيران حول العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني. وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة "الحرة" إنه "بالتأكيد لم يكن هناك مثل هذه الرسالة لإيران".
وصوّب المتحدث الأميركي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه على الاحتجاجات المستمرة في إيران، قائلاً إن "رسالتنا الوحيدة هي: أوقفوا قتل شعبكم وأوقفوا إرسال أسلحة إلى روسيا لقتل الأوكرانيين".
وبدأت المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي خلال إبريل/نيسان من عام 2021 في فيينا، وهي مفاوضات غير مباشرة بالأساس بين طهران وواشنطن، الطرفين الرئيسيين للاتفاق النووي، الذي انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة عام 2018، وأعقبها بعد عام تخلّي إيران عن التزاماتها النووية على مراحل عدة.
وبعدما استؤنفت مفاوضات فيينا، مطلع أغسطس/آب الماضي، بعد خمسة أشهر من توقفها، قدّم منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا مسودة نهائية للطرفين في 8 منه، ردّت إيران عليها بإرسال تحفظات، ثم علّقت أميركا على هذه التحفظات وأرسلت جوابها عنها إلى إيران عبر الاتحاد الأوروبي، لكن طهران أرسلت أيضاً، أول سبتمبر/أيلول الماضي، الجواب على الرد الأميركي، فأكدت واشنطن أنّ الجواب "غير بناء"، لكنها لم ترسل ردّها على الجواب الإيراني بعد.