وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إقدام دول عربية كالبحرين والإمارات على توقيع اتفاقات تطبيع مع إسرائيل "بالهرولة"، وأعلن أن الجزائر لن تكون أبداً طرفاً في أي اتفاقات تطبيع.
وقال الرئيس تبون في مقابلة تلفزيونية مع صحف جزائرية تبث الليلة "نلاحظ نوعاً من الهرولة نحو التطبيع، أولاً لن نشارك فيها ولا نباركها"، مضيفاً أن "القضية الفلسطينية عندنا (في الجزائر) تبقى مقدسة، بالنسبة لنا (الدولة) والشعب برمته وهي أم القضايا".
وكان الرئيس الجزائري تبون يشير بوضوح إلى اتفاقات التطبيع الأخيرة التي وقعتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل، برعاية أميركية في واشنطن في 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأضاف الرئيس الجزائري، أنه سيكرر هذا الموقف خلال خطابه أمام الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة الثلاثاء المقبل، موضحاً أن "القضية الفلسطينية هي أم القضايا، وقضية جوهرية، ولا حلّ للقضية الفلسطينية إلا بقيام الدولة الفلسطينية في حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف"، وقال "في حال إعلان رسمي لدولة فلسطينية فإن مشكلة الشرق الأوسط تنتهي، مفتاح حل قضية الشرق الاوسط هي القضية الفلسطينية".
ويجدد هذا الموقف الرسمي للجزائر تمسكها بنفس المواقف التاريخية التي سبق وأن أعلنتها منذ الاستقلال، وتكريساً لنفس مواقف الحركة الوطنية حتى قبل الاستقلال، ويبقي هذا الموقف الجزائر ضمن خندق الممانعة، إذ ترفض أي اعتراف بإسرائيل، كما رفضت بعد اتفاقات أوسلو منتصف التسعينيات فتح مكتب تمثيل لها في إسرائيل، بخلاف أغلب الدول العربية.
ولقي هذا الموقف تقديراً سياسياً عالياً في الجزائر، شعبياً وسياسياً، وقال المتحدث باسم حركة مجتمع السلم، كبرى الأحزاب الإسلامية عبد الله بن عجمية، إن هذا الموقف يستحق التقدير والشكر لرئيس الجمهورية، وكتب مغرداً "شكراً لرئيس الجمهورية، موقف مشرف جداً للدولة الجزائرية سلطة وشعباً".
ونشر رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، بياناً أكد فيه أن هذه التصريحات الرفيعة المستوى تؤكد "الموقف القوي الواضح والمبدئي لرئيس الجمهورية، برفض سياسة الهرولة نحو التطبيع، وتجديد التمسك بالحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف"، وثمّن البيان "عالياً وقوف الجزائر الدائم سلطة وشعباً مع فلسطين، ودعمها لقضيتها العادلة ووفائها لهذا المبدأ النوفمبري التحرري النبيل".